م. فؤاد سراج الدين يكتب: أفكار للمناقشة.. عن انقراض الفلاحة والخزان النوبي وسعر النفط

1-      الفلاحة مهنة تنقرض :

الفلاح هو ملح الارض هو المنتج الأساسي للغذاء والكساء وجميع مدخلات الصناعات الغذاءية مازال يقف ويعمل بلا كلل في نفس المكان الذي كان يقف فيه اجداده منذ ألوف السنين …

هذا الفلاح الذي ظل يكتب تاريخ الضنك والمعاناة والاضطهاد من الحكام وتجاهل الحكومات المتعاقبة وتحمل إهانات الأتراك الذين وصفوه بالخرسيس واستخدامه من المصريين أنفسهم بالتحقير في امثالهم ..هذا الفلاح حاليا يحاول تغيير مساره واتجاه ابناءه الي المدن والمباني والطوب والحديد والأسمنت وجميع الأعمال التي لا علاقة لها بالزراعة وبمعني ادق حاليا مهنة الزراعة تنقرض وتتلاشي …علما بأن مهنة الزراعة بها من العلم والفنيات والخبرة الكثير من بداية غرس البذور وهندسة الري والتعشيب واتجاه الخط المنزرع ووصول المياه لكل نبتة مرورا بمقاومة الآفات والخف والترقيع وباقي الاعمال الزراعية حتي الحصاد هي علم فني ومهنة مقدسة توفر شروط الحياة للبشر …

لم يكن الفلاح في اي صورة إيجابية باثتثناء عشر سنوات تقريبا في عصر ناصر الذي راهن رهانا خاسرا علي الفلاح المصري ..

فبعد ان كان بيع الارض يعني التفريط في الشرف والكرامة ومن يبيع يزفه أهل القرية بالأغنية الفولكلورية (عواد باع ارضه ) ..

اصبح الان تبوير وتجريف الارض الزراعية والبناء فوقها شطارة !!؟

وبات استثمار ثمن الارض في التجارة او غيرها مما يدر دخلا يستر الفلاح بعد ان عرته الارض ولم تعد تستره …

لو صادفتك الظروف وزرت اي أسرة تمتهن الزراعة وسألت عن اولادها ستجد منهم النقاش والميكانيكي والتاجر ومبيض المحارة والبنا والنجار وساءق التوكتوك وعامل الصبة ..الخ مما يظهر حجم الخطر الذي يواجه الزراعة المصرية بالانقراض والتراجع ..

ولكن مازال الأمل متاح ومازالت العقول تفكر ومازالت الأفكار تتفاعل ومازالت السماء تمطر ….

2-      خزان الحجر النوبي الخرساني للمياه الجوفية لا يحتاج تحلية للمياه تم تقدير كمية المياه ب 500 مليار متر مكعب متجددة ولم يتم العمل فيه او الإقتراب منه حتي الان ..

ثم خزان الدلتا يقع أسفل أراضي شمال وجنوب ووسط الدلتا يصل مخزون المياه الي اكثر من 600 مليار متر مكعب مياه لكن معظمها يحتاج تحلية ..

نستطيع البدء فورا في استغلال هذه المياه في الري لتعويض ما قد يترتب من نقص مياه النيل نتيجة مليء خزان سد النهضة الإثيوبي ..

نقص مياه الري شئ خطير يحتاج حلول بديلة وعاجلة الي ان يتم الاتفاق مع الجانب الإثيوبي الذي يحدد يوليو 2020 م لبداية مليء السد ..

وسبق ان كتبنا في هذا الموضوع وربطنا استخدام شبكات لخراطيم الري بالتنقيط باستخدام المياه الجوفية خاصة في الأراضي التي نزرعها خضار وفاكهة فهي توفر اكثر من 65%من استهلاك مياه الري اما المحاصيل فيمكن استخدام طرق الري بالرش بدلا من الغمر وهو أيضا يوفر علي الأقل اكثر من نصف استهلاك الري بالغمر …

وهذا يحتاج الي تمويل البنوك بنسبة ربح لا تزيد عن 5% تقسط علي خمس سنوات علي الأقل بالنسبة للفلاحين تمام كما تم تنفيذه في تركيب الري المطور. (والمجمع ) دفعها الفلاح مع نهاية السنة الزراعية ولم يشعر بها احد من الفلاحين ..

نحن كلنا جميعا في المركب ولابد ان نفكر معا في الحلول البديلة قد يكون ما اعرضه خطأ يمكن ادراكه وتصحيحه او وضع بديل افضل منه المهم ان نعبر الأزمة …..

الخطأ الكبير هو ان ننتظر المفاوضات مع إثيوبيا دون ان نعمل علي سرعة وضع الحلول البديلة

3-      تراجعت أسعار بورصة نيويورك وانخفض سعر برميل البترول لأكثر من 30% وانخفاض في أسعار الغاز ..الخ تماما كما توقع خبراء الاقتصاد في العالم ومنهم خبيرنا الاقتصادي الدكتور ابراهيم نوار مما يؤثر سلبا علي الاقتصاد العالمي الذي وصف حالته الخبراء بأنه مهدد بالدخول في غيبوبة مع عام 2020 ..

ومما زاد الطين بللا فيرس كورونا وما سيخلفه من اثار سلبية علي معظم دول العالم لابد من جهود كبيرة لتعويضها وهي بالطبع تدخل في بنود الخسائر ..

وما يهمنا في هذا الموضوع هو الاقتصاد المصري والذي كما ذكر د.ابراهيم نوار يعتمد علي موارد منها في الأساس دخل قناة السويس والغاز والبترول ثم تحويلات المصريين بالخارج والسياحة ..

ونحن هنا نري ان أسعار البترول والغاز في تراجع ونتيجة لدورة الكساد العالمي تقل حركة سفن نقل البضاءع وبالتالي يؤثر علي دخل قناة السويس

كما ان دخل السياحة متأرجح وحتمًا تأثر بكارثة كورونا ولم يبقي غير تحويلات المصريين بالخارج التي هي اكثر ثباتًا من غيرها لان المغتربين لن يتوقفوا عن دعم أقاربهم وربما تنخفض قليلا نتيجة الكساد الاقتصادي ..

إذن اصبح الاعتماد علي الموارد السابقة وحدها هو محفوف بالمخاطر ويؤثر سلبا علي الجميع .ناهيك عن مخاطر سد النهضة ..

وأصبح الاهتمام بتطوير الصناعة خفيفة ومتوسطة والاهتمام بتنشيط وتطوير القطاع الزراعي لتوفير ولو 75% من المطلوب للاستهلاك اصبحا ضرورة حتمية لابد من الإسراع في تحقيقها ..صحيح ان هناك جهود تبذل في تلك المجالات ولكنها تسير بخطي تحتاج للتنشيط وسرعة الإنجاز .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *