عاوزين حقوقنا.. احتجاجات عالمية للعمال في عيدهم للمطالبة بتحسين ظروف العمل  

مسيرات تاريخية للنقابات الفرنسية ضد إصلاح نظام التقاعد بمشاركة 1.5 مليون شخص.. و”مجاهدي خلق” بالسويد يتضامنون مع إضراب العمال الإيرانيين  

وكالات 

عمت الاحتجاجات العديد من عواصم دول العالم، اليوم الاثنين 1 مايو 2023، تزامنا مع الاحتفالات بعيد العمال، حيث خرج العمال في تظاهرات حاشدة مطالبين بتحسين ظروف العمل. 

وتحيي النقابات في فرنسا يوما “تاريخيا” لعيد العمال، اليوم الاثنين، حيث من المنتظر أن ينزل ما يصل إلى 1,5 مليون شخص إلى الشوارع لمواصلة الاحتجاج على إصلاح نظام التقاعد الذي أقره الرئيس إيمانويل ماكرون. 

وفي حديثه لوسائل إعلام فرنسية، صرح الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفرنسي للعمل (“سي أف دي تي”) لوران بيرجيه قائلا “أعتقد أننا سنشهد مئات الآلاف من المتظاهرين، وربما مليون أو مليون ونصف مليون شخص”، كما أشار إلى أن النقابات أعدت “300 نقطة تجمع” في مختلف أنحاء البلاد لإحياء عيد الأول من مايو. 

ومن جهتها، تتوقع السلطات نزول ما بين 500 و650 ألف متظاهر، من ضمنهم ما بين 80 إلى 100 ألف سيجوبون شوارع باريس. 

ويتوقع أن تؤثر التحركات بشكل كبير على حركة الملاحة الجوية، إذ تم إلغاء ما يتراوح بين 25 و33% من الرحلات في أكبر مطارات البلاد، بينما يرجح أن يتواصل اضطراب الحركة في مطار باريس-أورلي إلى غاية الثلاثاء. 

ورأى الأمين العام لنقابة “القوى العاملة” (“أف أو”) فريديريك سويو أن “عيد العمال هذا (العام) سيقام في ظل وحدة نقابية، ولا شيء غير ذلك، وهذا أمر تاريخي”، وفق ما ورد في صحيفة “لو جورنال دو ديمانش”، كما توقعت الأمينة العامة للاتحاد العمالي العام صوفي بينيه بأن تكون تحركات الاثنين “عائلية، احتفالية”. 

ويذكر أن المرة الأخيرة التي خاضت فيها النقابات الثماني الرئيسية في فرنسا تحركات مشتركة، يعود إلى العام 2009 في مواجهة الأزمة المالية العالمية. وقدّر الاتحاد العمالي العام (“سي جي تي”) عدد المشاركين حينها بمليون و200 ألف شخص، بينما اقتصرت تقديرات الشرطة على 456 ألفا. 

أما في العام 2002، نزلت النقابات إلى الشارع في مواجهة جان-ماري لوبان زعيم اليمين المتطرف الذي بلغ الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية آنذاك. وتراوحت تقديرات عدد المشاركين في تلك التحركات ما بين 900 ألف، ومليون و300 ألف شخص. 

وتنطلق المظاهرة المركزية في باريس من ساحة “لا ريبوبليك” باتجاه ساحة “لا ناسيون”، بمشاركة معلنة لنقابيين من مختلف أنحاء العالم، وتتوقع السلطات كذلك مشاركة ما بين 1500 إلى ثلاثة آلاف من “السترات الصفراء”، بالإضافة إلى ما بين ألف وألفين من الأشخاص الذين يشكلون “خطرا”، وفق مصادر أمنية. 

وإلى ذلك، أكدت السلطات أن 12 ألف عنصر من الشرطة والدرك سينتشرون لضمان الأمن، بينهم خمسة آلاف في باريس وحدها. 

“100 يوم” للتهدئة والقيام بمشاريع جديدة… 

ويعد عيد العمال هذا العام، اليوم الثالث عشر من التحركات الوطنية الشاملة ضد إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل والذي لقي معارضة واسعة من شرائح مختلفة في المجتمع الفرنسي. 

وقد سبق أن قوبل مشروع ماكرون الذي ينص خصوصا على رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما، باحتجاجات زادها غضبا قرار الرئيس منتصف نيسان/أبريل الماضي تمرير التعديل بموجب آلية دستورية بدون طرحه على التصويت في الجمعية الوطنية لعدم توافر أغلبية مؤيدة له. 

هذا، ولا يزال الغضب حاضرا في الشارع مثلما تظهره استطلاعات الرأي التي أبانت عن تراجع كبير في شعبية ماكرون. 

من جهتها، تبدو مصادر الحكومة الفرنسية راغبة في الاقتناع بأن ذروة التحركات المناهضة لهذا الإصلاح باتت وراءها، وبأن مظاهرات الأول من أيار/مايو قد تشكل إشارة لبدء طيّ هذه الصفحة. 

وفي خطاب بعد إقرار إصلاح نظام التقاعد، كان الرئيس الفرنسي الذي أعيد انتخابه العام الماضي لولاية جديدة، قد تحدث عن مهلة “مئة يوم” للقيام بمشاريع جديدة والتهدئة بعد سلسلة تحركات احتجاجية في الأعوام الماضية، في محاولة لطي صفحة إصلاح نظام التقاعد الذي يثير معارضة شديدة، أضعفت السلطة التنفيذية. 

ومن جهتها، قدمت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن الأربعاء خريطة طريق لخطة التهدئة والتحركات من “مئة يوم”، تتضمن مجموعة واسعة من الإجراءات “الملموسة”، لا تتضمن مشروع قانون للهجرة، تهدف إلى إعادة إطلاق ولاية الرئيس الثانية. 

هذا، وأكد مكتب رئيسة الوزراء أنها تعتزم دعوة النقابات “الأسبوع المقبل”، في خطوة يبدو أنها قد تثير انقسامات. 

وبينما أعلن الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفرنسي للعمل (“سي أف دي تي”) لوران بيرجيه أن نقابته “ستذهب للنقاش” مع بورن في حال تمت دعوتها، شددت، من جهتها، الأمينة العامة للاتحاد العمالي العام صوفي بينيه على أن النقابات ستتخذ القرار “سويا” بهذا الشأن صباح الثلاثاء. 

ومن جانبه سعى الأمين العام لنقابة “القوى العاملة” (“أف أو”) فريديريك سويو إلى التقليل من شأن هذه التباينات، وأكد أن الوحدة النقابية “لم تضعف”. 

في ليلة الأول من مايو هاجم متظاهرون أفراد شرطة في حي كرويتسبرج بالعاصمة الألمانية برلين. 

وفي مظاهرة نسوية يسارية نظمت مساء أمس الأحد عشية عيد العمال، ألقى المشاركون زجاجات ومفرقعات نارية على الشرطة، حسبما أفاد مصور وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) والشرطة. كما تم إلقاء أحجار على الشرطة. 

وقالت متحدثة باسم الشرطة إن أفراد الشرطة على أطراف المظاهرة تعرضوا للضرب والركل بشكل متكرر. وتم القبض على امرأة واحدة على الأقل. 

وبحسب بيانات الشرطة، شارك في المظاهرة حوالي 3300 متظاهر. واتسمت المظاهرة بالعدوانية خاصة في جزءها الأمامي. وتم تفجير مفرقعات وألعاب نارية. وأوقفت الشرطة المظاهرة عدة مرات. وفي بعض الحالات أخذت الشرطة مظلات من متظاهرات استخدمنها للتخفي. 

وكانت مظاهرة يسارية أخرى سارت في أجواء سلمية بحي فيدينج عقب ظهر أمس. وبحسب بيانات الشرطة، شارك فيها حوالي 650 مشاركا. وقال متحدث باسم الشرطة بعد النهاية إن كل شيء سار على ما يرام. وانتشر ما يصل إلى 3400 ضابط شرطة في العاصمة الألمانية أمس. 

ومن المتوقع خروج العديد من المظاهرات في برلين خلال عيد العمال نفسه الموافق اليوم الاثنين. وسيتركز اهتمام الشرطة على “مظاهرة عيد العمال الثوري” المعتادة للجماعات اليسارية واليسارية الراديكالية، والتي ستنطلق من حي نويكولن وصولا إلى كرويتسبرج. وتتوقع الشرطة أن يشارك في تلك المظاهرة ما يتراوح بين 10 آلاف و15 ألف متظاهر. واندلعت في تلك المظاهرة في الماضي بشكل متكرر أعمال عنف، خاصة من قبل مثيري شغب يساريين. 

كما نظم أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في ستوكهولم بالسويد، تضامناً ودعمًا لعدة أيام من الإضرابات التي قام بها عمال مشاريع صناعات النفط والغاز والبتروكيماويات والصلب ومحطات الطاقة ومناجم النحاس في جميع أنحاء إيران، مظاهرات وتحركات في ستوكهولم عشية يوم العمال العالمي.  

وحملوا في هذه الحملات صور شهداء الانتفاضة الوطنية وأعلام إيران ومنظمة مجاهدي خلق.  

وشوهدت في هذه الأعمال لافتات كبيرة وكتب عليها “الموت للظالم سواء كان الشاه أو خامنئي”. 

تظاهر الآلاف في عدة دول آسيوية، بمناسبة عيد العمال الذي يُصادف الأول من شهر أيار/ مايو، مطالبين بتحسين ظروف عملهم وزيادة رواتبهم. 

وتحتفل العديد من الدول بعيد العمال باعتباره يومًا للمطالبة بحقوق العمال من خلال التجمعات والمسيرات وغيرها من الأحداث. 

وفي العاصمة التايوانية تايبيه، احتفل المواطنون بعيد العمال باحتجاجات تطالب بزيادة الرواتب وتحسين ظروف العمل. وكان موظفو التأمين والرعاية الصحية والحكومة من بين الذين احتجوا يوم الإثنين في العاصمة التايوانية. 

كما تظاهر آلاف العمال في شوارع العاصمة الإندونيسية يوم الاثنين بمناسبة عيد العمال. وأدى ارتفاع التضخم والمخاوف من نقص الغذاء إلى تدني مستوى المعيشة في جاكرتا. 

وخرج آلاف العمال في مسيرة في شوارع مانيلا بالفلبين للاحتفال بعيد العمال، مطالبين بزيادة الأجور. 

أما في سيول، فقد احتفل العمال والنشطاء بعيد العمال في مظاهرات طالبت بزيادة الرواتب وتحسين ظروف العمل. 

وشارك في مظاهرات كوريا الجنوبية أكثر من 100 ألف شخص من مختلف النقابات والمجالات، في أكبر تجمعات يوم العمال منذ أن بدأ وباء كورونا في أوائل عام 2020. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *