د. ممدوح سالم يكتب: ثرثرة فوق الحروف! 

أرأيت إذ تكتب ما شئت أن تكتب حول قضية بعينها بعد استجماع أمرك وشحذ معرفتك، واستلهام رؤيتك للأمور، ثم يقرأ حرفك ثلة من قرائك، ويحييك بالإعجاب نفر من متابعيك عبر صفحة رأي، أو مدونة. 

ترى يحدثك بعض من صفوتك فيما كتبت.. ثم ينتهي الأمر بعد حين إلى جزء من ذاكرتك الثقافية تطالعه بين حين وآخر، ويستحيل في النهاية إلى أرشفة مختزنة ما لم يشعل جذوتها ردة فعل إيجابية من تنوير، أو تثقيف، أو قرار بالدراسة من مسئول. 

حينئذ لك أن تواصل وتظل محاربا بقلمك في محرابك ما وسعك الجهد حتى يأتيك من الأخبار ما يجعلك تلقي بأحرفك وما حملته من معان في غيابات اللاعودة.. يأتيك أنباء تكريم الجامعة البريطانية بجلال قدرها للفنان كزبرة الذي ساهم بفنه الرفيع في ارتقاء الذوق العام وتنوير أمخاخ الجيل، ثم يهديك المتأسفون عليك بعض أنباء تكريم رفيعة المستوى من مؤسسات تعليمية وثقافية مرموقة حسب تصنيفات الإعلام لعدد آخر سبقه من الفنانين والفنانات خاصة لأدوار عظيمة لولاها ما سبقنا الأممَ المنافسة في الثقافة والفنون. 

فيأيها المثقفون المرابطون على ثغور الحرف الراقي، ويأيتها الأمة المهمومة بجرائر ما اكتسب القائمون على أمور التكريم لكبار رموزها من فناني الجيل لا أملك لكم نصحا إلا أن تؤمنوا معي أن حديثنا في الثقافة والوعي والتنوير ما هو إلا ثرثرة فوق الحروف. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *