د. زهدي الشامي يكتب: عام فلسطين.. غزة أصبحت قلبا للصراع العالمي الجديد

إذا كان عام ٢٠٢٢ هو عام أوكرانيا  ، فإن عام ٢٠٢٣ كان عام فلسطين بامتياز  . وربما خيل لنا فى عام ٢٠٢٢  ان الحرب فى اوكرانيا  هى اهم الأحداث المعاصرة  ، ولكن الحرب فى غزة اثبتت انها الحدث الأهم بلا جدال بحيث نعتبرها مع آخرين قلب الصراع العالمى الجديد .

 والفارق الأهم بين الحدثين هو أن حرب أوكرانيا مثلت تجسيد للصراع الضارى بين القوى العالمية الكبرى بين هيمنة الاحادية القطبية أو تعدد القوى  ،  كان غالبية شعوب العالم تدرك هذه الحقيقة ولذلك لم تنجح جهود أمريكا فى تحويلها لقضية رأى عام عالمى تتحرك الشعوب من أجلها  . لم نشهد تقريبا مظاهرات شعبية مناصرة لاوكرانيا  .

العكس صحيح فى حالة غزة وفلسطين أنها قضية نضال المستضعفين والمضطهدين ضد قوى الاستكبار والهيمنة العالمية  . بعد الأيام الأولى التى هيمن عليها الإعلام الأمريكى والغربى  وصد.رفيها الرواية الصهيونية والأمريكية  للأحداث، استفاقت الشعوب والراى العام العالمى على حقيقة المجازر والإبادة الجماعية والتهجير القسرى التى فضحت تماما الطبيعة العنصرية الصريحة للكيان الصهيوني فتم احياء القضية الفلسطينية وأصبحت القضية الاولى لشعوب العالم كله بما فيها الشعب الامريكى ذاته وأصبحت الطغم الحكومية المهيمنة فى دول الغرب محاصرة بشعوبها وانفتحت حقيقتها وسياساتها  ، وتفكك التحالف الغربى  نفسه فى هذه القضية على عكس التلاحم الذى شهده فى  الصراع حول أوكرانيا  .ولعل هذا يفسر لنا سر تحمس دولة جنوب افريقياللقضية. الفلسطينية أكثر من جميع الدول العربية . فالحقيقة ان التشابه القوى موجود وشعب وقادة جنوب افريقيا  مازالوا يحتفظون بذاكرة الفصل العنصري البغيض ، حيث كانوا  البلد قبل الأخير فى العالم  الذى يتحرر من هذا النظام البغيض بفعل النضال الداخلى والحصار الدولى.للنظام العنصري،  والان هم يناصرون نضال الشعب الوحيد فى العالم الذ. مازال يخضع للفصل العنصرى  . ففلسطين تشهد نفس التحول ضد العنصرية   لأول مرة منذةخمسة وسبعين عاما حين استيقظ الضمير. العالمى لييكتشف حقيقة الممارسات العنصرية والفايز  لهذا الكيان  .

ولعل هذا المعنى الهام الذى يعبر عن المنعطف العالمى الحالى هو ماكان يقصده لويد أوستن وزير الدفاع الامريكى عندما حذر الإسرائيليين  من انهم قد يكسبون تكتيكيا ولكنهم بأسلوبهم سيخسرون استراتيجيا  . ولكن فى الواقع فإنهم يخسرون استراتيجيا وتكتيكيا أيضا لعجز جيشهم عن تحقيق أى أهداف عسكرية مفهومة بخلاف التدمير الشامل للمنشآت المدنية وقتل واصابة عشرات الآلاف من الأطفال والنساء امام أعين شعوب العالم . من أجل هذا أشم رائحة انتصار  قضية فلسطين  . .  النصر آت آت بعون الله  ، بنضال الشعب فلسطين ودعم شعوب العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *