إضراب العمال يُفاقم أزمة البنزين في فرنسا.. وماكرون يدعو النقابات النفطية إلى تحمل المسئولية: إغلاق المستودعات ليست وسيلة تفاوض

وكالات
تفاقمت على مدى الأيام القليلة الماضية أزمة البنزين في فرنسا وامتدت طوابير السيارات أمام العديد من محطات الوقود، لا سيما في أوت دو فرانس وإيل دو فرانس حيث وصل المخزون إلى  54.8% و 44.9%، فيما تواجه حوالي ثلث محطات الوقود في البلاد نقصا في الإمدادات.وتواجه الحكومة الفرنسية وضعًا مُربكًا بعد أن أدت الإضرابات في مصافي النفط ومنشآت التخزين إلى نقص الوقود.. ودعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، المجموعات والنقابات النفطية إلى “تحمل مسؤولياتهم”، مؤكداً أن “إغلاق” مستودعات الوقود ليست وسيلة للتفاوض”.من جهته ألقى وزير الميزانية، غابرييل أتال، باللوم على نقابة اليسار المتشدد “سيه جيه تيه” (CGT) التي تقود الإضرابات للوضع المتأزم والطوابير الطويلة أمام محطات الوقود.وقال أتال “أساس هذه المشكلة هو إغلاق المصافي ومستودعات الوقود من قبل سيه جيه تيه التي تريد استعجال المناقشات بشأن الرواتب”، مضيفاً “لقد كانت عطلة نهاية أسبوع مثل الكابوس للملايين من سائقي السيارات”.وكانت الجهات المنظمة للإضراب في عدد من المصافي أعلنت تمديده يوم الأحد، فيما قالت شركة توتال إنرجيز إنها مستعدة لتقريب المفاوضات حول الأجور إلى شهر أكتوبر.وبعد ظهر الاثنين ذكرت رويترز أن الحكومة قررت تحرير جزء من احتياطيها النفطي الاستراتيجي وتخصيصه لمصانع السكر، في قرار يهدف إلى عدم توقف الإنتاج.وأثارت أزمة الوقود استياء الفرنسيين وانتقادات واسعة لحكومة الرئيس إيمانويل ماكرون في إدارتها وإيجاد حلول سريعة وفعالة.. خاصة بعد ما أسفرت عن وقوع عدة حوادث، كان آخرها ما تداولته وسائل الإعلام من طعن شاب فرنسي يبلغ من العمر 20 عاماً رجلاً سويسرياً يبلغ من العمر 33 عاماً، 6 مرات في محطة وقود لأنه تجاوزه في الطابور، وقد تم اعتقاله على الفور من قبل رجال الشرطة.من جهة أخرى، اعتبر العضو في مجلس الشيوخ الفرنسي، برونو ريتايو، أن النقابة لا يمكنها أن تحتجز فرنسا رهينة، مطالباً الحكومة بالإفراج عن القوة المنتجة لمصافي التكرير في البلاد.في المقابل، أعرب عضو مجلس الشيوخ عن منطقة سين سانت دوني، فابيان غييه، عن دعمه للمضربين، مشيراً إلى أن “الحق في الإضراب حق له قيمة دستورية (الفقرة 7 من دستور 27 أكتوبر 1946).وقال المستشار الإقليمي لبروفانس ألب كوت دازور ورئيس التجمع الوطني في تولون، أموري نافاران “لا يبدو أن هناك محطة أخرى قادرة على توزيع الوقود هذا الصباح في تولون. الموظفون والرؤساء والحرفيون والشركات وأولئك الذين لديهم موعد طبي: جميعهم بلا حول ولا قوة، مضيفا “هذه الحكومة تكذب، لا تعرف كيف تتوقع شيئا. سيتأزم الوضع!”.يذكر أن نقابات العمال دعت إلى الإضراب في محاولة للحصول على زيادة في الرواتب وتعطيل العمليات في المصافي التي تديرها إيكسون موبيل وتوتال. كما أدى ارتفاع الطلب بشكل غير عادي إلى تفاقم المشكلة في بعض المناطق، مما دفع الحكومة إلى التحذير من عمليات الشراء بدافع الخوف من نفاذ الوقود.ودعت وزيرة الطاقة، أنييس بانييه روناتشر، سائقي السيارات إلى عدم الذعـر.. وقالت في بيان “نواجه اندفاعاً إلى محطات الوقود يتجاوز الاستهلاك المعتاد للوقود”، مشيرة إلى أن الطلب على الوقود زاد بنسبة تصل إلى 30 في المائة في بعض المناطق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *