9 منظمات تطالب بالتحقيق في وفاة المخرج شادي حبش بمحبسه: لن يكون الأخير طالما تتجاهل السلطات مطالب الإفراج عن السجناء

كتب- حسين حسنين

طالبت 9 منظمات حقوقية، بالتحقيق في واقعة وفاة المخرج شادي حبش داخل محبسه في سجن طره، في الوقت الذي اعتبروا أن وفاته “دليل إدانة إضافي على الاستهتار بحياة المواطنين”.

وقالت المنظمات، في بيان مشترك، اليوم الاثنين، إن وفاة المخرج “تقدم برهانًا جديدًا على مدى تردي أوضاع السجون المصرية ونقص الرعاية الصحية فيها، لاسيما في ظل ما ورد من شهادات تفيد باستمرار استغاثتهم لنجدة زميلهم ساعات طويلة دون جدوى”.

وطالبت المنظمات الموقعة على هذا البيان بفتح تحقيق جاد ومستقل حول أسباب الوفاة، وحول مسئولية النيابة العامة عن استمرار حبس شادي – وآخرين- أكثر من 26 شهرًا احتياطيًا دون محاكمة بالمخالفة للقانون.

وجددت المنظمات مطلبها بالسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بتفقد أوضاع السجون المصرية والوقوف على أوضاعها بعد التزايد المخيف في حالات الوفاة المقترنة بالإهمال الطبي في السجون، وتشكيل آلية وطنية من منظمات حقوقية مستقلة تتولى تنظيم زيارات غير معلنة للسجون والتأكد من تطبيقها كافة إجراءات التباعد والنظافة والوقاية المطلوبة لاسيما في ظل تفشي وباء كوفيد-19 القاتل.

وتطالب المنظمات أيضًا بسرعة الإفراج عن جميع المحبوسين احتياطيًا تخفيفًا للتكدس في السجون في ظل تفشي وباء كورونا، وخاصة المحتجزين على خلفية اتهامات تتعلق بحرية الرأي والإبداع، أو المحتجزين على خلفية قضايا سياسية، بما في ذلك الأفراج عن مصطفى جمال – المتخصص في إدارة صفحات الشبكات الاجتماعية- المحبوس احتياطيًا لأكثر من عامين على ذمة القضية نفسها الخاصة بشادي حبش -رقم 480 لسنة 2018- والمتعلقة بأغنية ساخرة اعتبرت السلطات الأمنية أنها تحمل إساءه للرئيس تستوجب القبض على 7 أشخاص ادعت مشاركتهم في إعدادها.

وفي السياق نفسه، أعربت المنظمات الموقعة عن قلقها البالغ بشأن السلامة النفسية والجسدية لبقية المحتجزين بعنبر 4 بسجن طرة بعدما شهدوا على وفاة أكثر من نزيل بينهم دون أن يكترث أحد، مشيرة إلى تجاوز بعضهم المدد القانونية للحبس الاحتياطي بما يحتم الافراج عنهم فورًا، ومنهم الصحفيين حسن البنا مبارك ومصطفى الأعصر.

وقال البيان “إن واقعة وفاة شادي حبش تعيد للأذهان أسماء عشرات المبدعين من فنانين ومخرجين ومؤلفين وشعراء وكتّاب وناشرين ومدونين و”يوتيوبر” مهدرة أعمارهم حاليًا في السجون بسبب ممارسة حقهم المشروع في حرية الإبداع، فضلاً عن أخرين تم إخفائهم أو ملاحقتهم قضائيا وأخلي سبيلهم بإجراءات احترازية أو بعد فترات حبس مطولة كوسيلة للترهيب والردع”.

ورصد البيان عدد من السجناء من الفنانين والمخرجين، بينهم المدون الساخر شادي أبو زيد الذي مازال رهن الحبس الاحتياطي على ذمة قضية جديدة رقم 1956 لسنة 2019، بتهم تتعلق بمشاركة جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، عقب إخلاء سبيله – بعد حبس احتياطي 18 شهرًا- من القضية 621 لسنة 2018 في 4 فبراير الماضي، بسبب فيديو ساخر.

وكذلك المدون الساخر شادي سرور (25 سنة)، المحبوس منذ ديسمبر الماضي على ذمة القضية 488 لسنة 2019، بسبب نشاطه على موقع اليوتيوب، وهي القضية نفسها المحبوس بسببها الممثل المسرحي وراقص البالية عمرو حنفي (23 سنة)، بتهم الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة على وسائل التواصل.

ومن الكتاب، لا يزال الباحث والكاتب أيمن عبدالمعطي مدير التوزيع بدار مرايا للنشر والتوزيع؛ رهن الحبس الاحتياطي على ذمة القضية 621 لسنة 2018  منذ القبض عليه في 18 أكتوبر 2018،  بينما يقضي الكاتب والناشر خالد لطفي (37 سنة)، مؤسس مكتبة ودار نشر تنمية حكمًا عسكريًا بالسجن 5 سنوات على خلفية ترجمة ونشر كتاب.

واختتمت المنظمات بيانها بـ”واقعة وفاة شادي حبش لن تكون الأخيرة، طالما أصرت السلطات المصرية على تجاهل الدعوات الحقوقية الوطنية والدولية والأممية بالإفراج عن بعض السجناء تخفيفا لتكدس السجون، خاصة المحبوسين احتياطيًا، والمهددين بالإهمال الطبي”.

يذكر أن شادي توفى داخل محبسه في سجن طرة، أول أمس 2 مايو، بعد عامين من القبض عليه لمشاركته في أغنية سياسية للمغني رامي عصام، ودعا حقوقيون للتحقيق العاجل في وفاته.

وفي آخر رسالة له من محبسه في ٢٦ أكتوبر الماضي، قال شادي: “في السنتين اللي فاتوا حاولت أقاوم كل اللي بيحصل لي لوحدي، عشان أخرج لكم نفس الشخص اللي تعرفوه، بس مبقتش قادر خلاص”.

وأضاف: “مفهوم المقاومة في السجن: أنك بتقاوم نفسك وبتحافظ عليها وإنسانيتك من الآثار السلبية من اللي بتشوفه وبتعيشه كل يوم، و أبسطها أنك تتجنن أو تموت بالبطئ، لكونك مرمي في أوضة بقالك سنتين، ومنسي ومش عارف هتخرج منها إمتى أو إزاي؟”.

المنظمات الموقعة:

–       مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان

–       الجبهة المصرية لحقوق الإنسان

–       الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان

–       كوميتي فور جيستس

–       مركز النديم

–       مركز بلادي للحقوق والحريات

–       المفوضية المصرية للحقوق والحريات

–       مؤسسة حرية الفكر والتعبير

–       مبادرة الحرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *