3 سنوات على حبس وليد شوقي.. أحمد فوزي: لم يضبط بممارسة عنف أو التحريض عليه.. اللي زيه مش مكانه السجن ‏

‏كتب- محمود هاشم ‏

طالب المحامي الحقوقي أحمد فوزي ‏بالإفراج عن الطبيب وليد شوقي، الذي قضى 3 سنوات في الحبس الاحتياطي منذ 2018، ‏بتهمة الانضمام لجماعة تأسست على خلاف القانون ونشر أخبار كاذبة، دون مواجهته بأدلة الاتهام.‏

وقال فوزي، عبر حسابه على “فيسبوك”، اليوم الخميس: “اليوم تمر 3 سنوات على حبس الطبيب وليد شوقى، أنا معرفتش وليد ‏قبل سجنه بشكل شخصى، و لكن كانت دايما سيرته بتيجى بكل خير قدامى من الناس عن عقله وحصافته، وده شئ نادر فى جيله ‏من السياسيين”.‏

وأضاف: “قرأت له مقال بعد ما اتحبس عرفت أنه كان كاتبه نقد ومراجعة لتجربة 6 أبريل، فزعلت أنى قصرت فى التواصل مع ‏وليد لأنه بيفهم وده برضك حاجة نادرة فى البلد دى”.‏

ودعا فوزي للإفراج عن الطبيب المحبوس قائلا: “اللى زى وليد المفروض مكانه مش فى السجن، والمفروض أنه عاقل وحكيم ‏والمفروض أنه يخرج يكتب كلامه ده ويقوله والناس تستفيد، ولو محدش عايز ده خالص وهو محدش عايز أصلا، فيخرج الراجل ‏لعيادته ومراته وبنته، أتمنى من بيدهم الأمر يرحموا الشاب ده وأسرته، اللى لم يضبط أنه مارس العنف أو حرض عليه”.‏

ثلاث سنوات من العمر ضاعت، تبخرت وتبعثرت أيامها بين ظلام الزنازين وبين نور الأمل الذي يخبو شيئًا فشيئًا.. ‏أكمل ‏الدكتور وليد شوقي، 3 سنوات من الحبس الاحتياطي في قضيتين، أخلى سبيله في الأولى فأدين على ذمة الأخرى.‏

منذ عام 2018، يعيش وليد شوقي، وأسرته معه -زوجته وطفلته البريئة- معاناة غياب رب الأسرة، ليس الغياب طلبًا للرزق ‏في ‏بلدٍ آخر كما اعتادت الأسر المصرية في العقود الأخيرة، لكنه بسبب الحبس الاحتياطي.‏

وفي 14 أكتوبر 2018، ألقي القبض على وليد شوقي من عيادته وصدر قرارين بإخلاء سبيله ولم يخرج وتدم تدويره على ‏قضية ‏جديدة بنفس الاتهامات.. وتتهمه السلطات بالانضمام لجماعة تأسست على خلاف أحكام القانون، ونشر أخبار وبيانات ‏كاذبة، ولم ‏يتم إحالته إلى المحكمة ومواجهته بأدلة الاتهام.‏

في حوار مع “درب” تقول زوجته هبة أنيس، عن مستجدات قضيته “الجديد إننا بقينا نعرف بقرار التجديد بعد 48 ساعة، ‏في ‏الأول كنا بنعرف بعدها بـ 24 ساعة على الأكثر، الموضوع دا من بين الحاجات اللي مسببة لينا أزمة نفسية، لأن كل ‏لحظة ‏انتظار جحيم”.‏

ما قالته هبة أنيس تلاه صدور قرار بالتجديد لـ وليد شوقي.. يوم الأربعاء، قررت محكمة جنايات القاهرة دائرة الإرهاب، ‏تجديد ‏حبس الدكتور وليد شوقي، لمدة 45 يوما أخرى، على ذمة القضية رقم 880 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، ‏والمعروفة ‏إعلاميا باسم “أحداث 20 سبتمبر الثانية”.‏

عن حالته الجسدية تقول أنيس، “حالته الجسدية جيدة، هو لا يعاني أمراضًا وغير مرهق بسبب ضغط أعمال مثلا”.. لكنها ‏أضافت ‏‏“أما حالته النفسية فسيئة للغاية، استمرار حبسه والتجديد المستمر دون محاكمة أمر أحبطه وجعله يشعر أن هذا الوضع ‏مستمر”.‏

وتستكمل “إحنا بنزوره مرة في الشهر، وبنحاول ندخل له (طبلية)، طبعًا الجوابات فيها أزمة مش فاهمة ليه لكن كلنا بنعاني ‏من ‏عدم القدرة على عدم التواصل بسبب المضايقات.. المضايقات دي بتزيد من سوء حالته النفسية وكذلك إحنا”.‏

وتضيف “مفيش حد بيقعد الفترة دي كلها بدون ما يتحول للقضاء أو يُخلى سبيله، كدا كتير والله إحنا تعبنا”.‏

وعن فتح قنوات جديدة للتواصل خاصة في ظل ما تردد عن “الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان”، قالت هبة أنيس “من ‏ساعة ‏ما دخل من 3 سنين واحنا بنسمع إنها هانت وإنه هيخرج الشهر الجاي، تحريك الملف الحقوقي مش بخروج 3 كل شهر ‏خلينا ‏نكون واقعيين”.‏

وتابعت “التقيت مع رئيس حزب الإصلاح والتنمية وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد أنور السادات، قعدت ‏معه ‏مرتين، وكلامه كان مبشر، ونقلا عن لسانه إنه قدم الاسم أكتر من مرة.. لكن حتى الآن مفيش تحرك”، مضيفة “طبعًا ‏معندناش ‏أي تحرك مع الخارج، الموضوع دا حساس جدًا، خصوصا إنه مش دايمًا بيجيب نتيجة وكلنا شايفين باتريك جورج”.‏

وعن الأوضاع الأسرية قالت “محدش من الجيران يعرف، الكل فاهم انه مسافر، الخوف من النظرات والأسئلة هو اللي ‏خلاني ‏أعمل كدا.. في البداية قعدت عند أهلي فترة في المنصورة، لكن رجعت عشان كنا قاعدين في حدائق الأهرام واضطريت ‏إني ‏أسيب الشقة واتنقل لـ السيدة زينب بسبب قربها من مقر عمله، وطبعا (العيادة) بتاعت وليد قفلت بعد كدا”.‏

أما عن ابنتهما فتقول هبة أنيس “لما اتقبض على وليد كانت (نور) بنتنا كان عمر سنة تقريبا، علشان كدا هي مش متذكراه ‏قوي، ‏هي دلوقتي عندها 4 سنين، لما ابتديت أزور وليد كنت مقررة إني مش هاخدها معايا، مكنتش حابة تشوف أبوها في الوضع ‏دا”.‏

وتضيف أنيس “لكن بعد فترة ابتديت أشوف نور بتقول لـ خالها (يا بابا) فالموضوع ضايقني لأن والدها عايش، استشرت ‏طبيبة ‏نفسية وأكدت إنها لازم تبدأ تشوفه علشان تكون مقتنعة إنه مش مُتخلي عنها بإرادته وإن غيابه قهري”.‏

وتتابع “لكن بالرغم من كدا هي -نور- لسه مأخدتش عليه، وأعتقد إن دا بيؤثر في نفسية وليد، آخر زيارة قال لها (خليكي ‏معايا ‏شوية) فقالت له (ما هو في سلك).. مؤخرًا هي بدأت تفهم وتسأل عنه هيرجع من الشغل إمتى، وطبعًا الإجابة اللي بترضيها ‏لحد ‏دلوقتي ممكن مترضيهاش مستقبلا”.‏

وعن آخر الإجراءات التي اتخذها المحامون قالت هبة أنيس “الحقيقة إن كل الطرق القانونية مغلقة، المحامين مفيش في ‏إيديهم ‏حاجة يعملوها”.. وأشرت إلى أن وليد شوقي خلال آخر جلسة “طلب إنه يدافع عن نفسه فالقاضي رفض”.‏

أما رسالتها التي تود أن تنقلها إلى كل ما يهمه الأمر، فتقول أنيس “رسالتي إنه هناك فرصة ذهبية مع انطلاق ‏الاستراتيجية ‏الوطنية لحقوق الإنسان، بقول لكل من يهمه الأمر الحقوا الناس دي قبل ما يعملوا حاجة في نفسهم جوا.. علاء ‏عبدالفتاح حالة ‏ونموذج وكلنا صُدمنا لما عرفنا إنه بيهدد بالانتحار”.‏

وتستكمل موجهة كلامها لـ”من يهمه الأمر”: جربوا تطلعوا الناس دي، وشوفوا هيتكلموا ولا لأ، الناس عايزة تربي ولادها ‏وبس.. ‏أنا نفسي حد مُتعقل يدير هذا الملف، شخص واحد، لأنهم أكتر من شخص ويبدو وكأن هناك نزاعات ما بينهم.‏

تحت وسم #الحرية_لوليد_شوقي روى محاميه الحقوقي، نبيه الجنادي، ما حدث معه “وليد شوقي، طبيب أسنان، تم القبض ‏عليه ‏من داخل عيادته بتاريخ 14 اكتوبر 2018، وظل مُختفي حتى ظهوره بنيابة أمن الدولة بتاريخ 20 اكتوبر 2018 علي ‏ذمة ‏القضية رقم 621 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، ووجهت له النيابة أتهام بالانضمام لجماعة إرهابية، وتعمد نشر ‏بيانات ‏وأخبار كاذبة”.‏

وتابع “أخلي سبيله يوم 24 أغسطس 2020، وبدلًا من تنفيذ قرار المحكمة تم إخفائه للمرة الثانية ثم تدويره وعرضه مرة ‏أخري ‏على نيابة أمن الدولة يوم 6 أكتوبر 2020، والتحقيق معه على ذمة القضية 880 لسنة 2020 المعروفة بأحدث سبتمبر ‏‏2020، ‏وحبسه مرة أخري بنفس تهم القضية الأولي بالإضافة لتهمة التجمهر رغم عدم إطلاق سراحه بشكل فعلي وكان محتجز ‏خارج ‏اطار القانون لمدة أكثر من شهر بعد اخلاء سبيله في مكان غير معلوم، وطبعًا لا توجد أي أدلة علي التهم غير محضر ‏تحريات ‏الأمن الوطني”.‏

‏ واستكمل “وليد في أول ظهور له في النيابة بعد اختفائه لمدة شهر بعد إخلاء سبيله، وصف شهر الاختفاء بانه أصعب 100 ‏مرة ‏من السنتين حبس”.‏

وأردف الجنادي “وليد تعرض لتعصيب عينيه وكلبشته في الحائط ونومه على الأرض في فترة اختفائه الأولي، وتعرض ‏لنفس ‏الانتهاكات في فترة اختفائه الثانية، وحسب كلامه معايا يومها أنه كان مسموح ليه بدخول الحمام مرة واحدة في اليوم، ‏ومسموح ‏بواجبة واحدة فقط في اليوم، وكان محتجز في مكان تحت الأرض مبيدخلهوش لا شمس ولا هواء ولا شاف حد لمدة شهر ‏كامل، ‏كل الكلام ده مثبت في التحقيقات، وطلبنا أكثر من مرة التحقيق في تلك الوقائع، والي الأن لم يتم التحقيق، الحقيقة إحنا ‏مش ‏عايزين تحقيق، ولا عايزين أي حاجة غير خروجه.. دي قصة حياة وليد أخر 3 سنين داخل السجن، بدون جريمة حقيقية، ‏اتكلموا ‏عنه وطالبوا بحريته”.‏


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *