منى مينا تكتب عن مخاوف الأطقم الطبية ومكافحة عدوى كورونا وعذابات «بي سي أر» اليومية: حقوقهم واقتراحات بحلول علمية

عدوى الفرق الطبية ستنقل العدوى لدائرة واسعة من المرضى ومن الصعب أن نتركهم يتساقطوا بالمرض أو العزل

الاختبار السريع يعتمد على وجود أجسام مضادة تظهر بعد فترة وهو ضعيف الدقة وغير معترف به

لابد من إعلان نظام واضح لمستشفيات العزل يقر العودة لنظام عمل تحليلين متتاليين  PCR أو توفير مكان لعزل الأطقم بعد انتهاء فترة العمل

 عبد الرحمن بدر

طالبت الدكتورة منى مينا، عضوة مجلس نقابة الأطباء السابقة، بعمل تحاليل “بي سي أر” للفرق الطبية التي تعالج المصابين بكورونا.

وأكدت أن هذه أقل حقوق أعضاء الفريق الطبي، حتى لا يشعر الطبيب والممرض، أنهم أصبحوا مجبرين على نقل العدوى لأهاليهم ، وكتبت منى مينا عن عذابات “بي سي أر”.

وأكدت أن التحليل السريع المعتمد على وجود الأجسام المضادة للفيروس بجسم المريض، فهو تحليل يكشف عن أجسام تظهر في دم المصاب بالفيروس بعد 6 إلى 10 أيام من الإصابة، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليه للتشخيص، ولكنه يستخدم للأغراض البحثية .

وإلى نص ما كتبته منى منيا:

بعيدا عن التعقيدات العلمية تحليل PCR هو التحليل الوحيد المعتمد لتشخيص مرض COVID 19 حتى الآن.

أما التحليل السريع المعتمد على وجود الأجسام المضادة للفيروس بجسم المريض، فهو تحليل يكشف عن أجسام تظهر في دم المصاب بالفيروس بعد 6 إلى 10 أيام من الإصابة، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليه للتشخيص، ولكنه يستخدم للأغراض البحثية .

هناك للأسف صعوبة في توفير كميات كبيرة من كواشف تحليل PCR عندنا، نتج عن ذلك مشاكل خطيرة تهدد بالمزيد من نشر العدوى وسط المجتمع عموما ووسط الفرق الطبية خصوصا .

المشكلة الأولى هي الصعوبة الشديدة في عمل تحليل PCR لعضو الفريق الطبي المخالط لحالة كورونا إيجابية مؤكدة دون حماية كافية، كما ينص برتكول الوزارة، حتى لو كان بدون أعراض مرضية، وتكرار التحليل السلبي مرة ثانية بعد عزل 48 ساعة لو كان المخالط يعاني من أي أعراض .

هذا هو بروتوكول الوزارة الذي يهتم بمحاصرة أي انتقال للعدوى للفرق الطبية، لأن عدوى الفرق الطبية ستنقل العدوى لدائرة واسعة من المرضى، كما أنه من الصعب أن نترك فرقنا الطبية تتساقط بالمرض أو العزل في هذا الوقت الذي نحتاجهم فيه .

وهذا هو برتكول الوزارة الذي يجد الفريق الطبي صعوبة شديدة في تنفيذه، وكأن هناك تعليمات شفوية مخالفة، أقوى من البروتكولات العلمية الرسمية المعلنة..

وما بين البروتكولات المعلنة وصعوبة التنفيذ يظل الطبيب أو الممرض حامل العدوى في العمل، طالما هو بدون أعراض، و تنتنقل العدوى لدائرة أوسع من المرضى ومن زملاء العمل، أو يرسل للعزل المنزلي إذا ما أكثر من الاحتجاج والضجيج، ننتبه هنا أن العزل المنزلي بمعني توفير غرفة مستقلة لفرد واحد لمده 14 يوما، مع عدم وجود أي تعامل بينه وبين باقي أفراد المنزل، لا يكون سهلا ولا عمليا في الكثير من منازلنا، وبالتالي يتحول العزل المنزلي لنقل للعدوى للأهل .

المشكلة الثانية .. هي مشكلة الفرق الطبية في مستشفيات العزل التي تعالج فيها حالات كورونا المؤكدة، في هذه المستشفيات يعزل المرضى لمنع نقل العدوى للمجتمع وللعلاج حتى يتم شفائهم، كما يعزل أعضاء الفريق الطبي من الطبيب حتى العامل مع المرضى لمدة 14 يوم متصلة، وقد يستمر الطبيب أو عضو الهيئة الطبية في العمل فترتين متتايتين لمدة شهر كامل، ولأن احتمال الإصابة بالعدوى خلال هذا التعامل المستمر الطويل قائم، حتى مع استخدام وسائل الحماية، لذلك كان نظام هذه المستشفيات سابقا، ألا يسمح لعضو الفريق الطبي بالاختلاط بالمجتمع إلا بعد الاطمئنان على نتيجتين سلبيتين بينهما 48 ساعة لتحليل PCR، بعد انتهاء فترة العمل .

للأسف حديثا صدرت تعليمات من وزارة الصحة بعمل تحليل سريع لعضو الهيئة الطبية بعد انتهاء فترة عمله، وبعدها يخرج مباشرة للعزل المنزلي.

بالطبع هذا الكلام خطير جدا، حيث أن الاختبار السريع يعتمد على وجود أجسام مضادة تظهر بعد فترة تصل إلى 10 أيام، وهو اختبار ضعيف الدقة، وغير معترف به للتشخيص، بإختصار كل ما نعتمد عليه هنا هو العزل المنزلي، الذي قد يتحول في الكثير من الاحيان لنقل العدوى للأهل .

انتج هذا بالطبع فزع شديد لأعضاء الفرق الطبية، اللذين أصبح واضحا أن إقبالهم على على التطوع للعمل بمستشفيات العزل، معناه أنهم لا يعرضون أنفسهم فقط للخطورة، ولكنهم يعرضون أهلهم كذلك، خصوصا الأهل المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة أو الزوجة الحامل، بدأ الأطباء ينفرون من التطوع، وبدأت وزارة الصحة تعتمد على التكليف بدلا من المتطوعين، وأصبح من الطبيعي أن يحاول الكثيرون التملص من هذا التكليف خوفا على أهاليهم، بإختصار دخلنا جميعا دائرة سيئة جدا … جدا.

دعونا نقترح حلول عملية.

1- يجب على السادة المسئولين القائمين على إدارة أزمة كورونا أن يوفروا كميات إضافية من كواشف PCR، حقيقي أن هذا ليس سهلا، ولكنه ليس مستحيلا، يمكننا شراء كميات إضافية بالتأكيد .

2- يجب أن يتم الالتزام بالتحليل لمخالطي الحالات الإيجابية من الفريق الطبي كما تنص البرتكولات المعلنة، وفي حالة وجود عجز في توافركواشف PCR يتم توفير مكان لائق لعزل المخالط المشتبه بإصابته لمدة 14 يومًا، من الممكن استخدام الفنادق المعطلة عن العمل حاليا لذلك .

3- يجب إعلان نظام واضح لمستشفيات العزل، يقر العودة لنظام عمل تحليلين متتاليين  PCR، بدلا من الكلام غير العلمي للاعتماد على الكاشف السريع، أو توفير مكان محترم للعزل لمدة 14 يومًا بعد انتهاء فترة العمل بمستشفى العزل .

هذه أقل حقوق أعضاء الفريق الطبي، حتى لا يشعر الطبيب والممرض، أنهم أصبحوا مجبرين على نقل العدوى لأهاليهم .

اعتقد أن اختبار كورونا القاسي يلقي بالفعل بأثقال رهيبة على عاتق الأطباء والفرق الطبية، لذلك نرجوكم لا تزيدوا الأحمال ثقلا، فلم يعد في الصبر منزع .

أبطال ألفرق الطبية وهم يؤدون دورهم البطولي في هذه المحنة، يحتاجون لأن يشعروا ببعض التقدير وبعض التفهم وبعض الاهتمام بحل مشاكلهم المتفجرة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *