مصر تُطلق جسرًا جويًا إغاثيًا من القاهرة لبيروت.. والخارجية: نقل أدوية ومستلزمات طبية.. وإيفاد أطقم طبية لتنضم للمستشفى الميداني المصري

كتب – عبد الرحمن بدر

أعلن السفير د.ياسر علوي، سفير مصر في لبنان، أن جمهورية مصر العربية، وفور تلقيها قائمة باحتياجات لبنان العاجلة اللازمة للإغاثة الطبية ومعالجة ضحايا انفجار الأمس في بيروت، قررت إطلاق جسر جوي من القاهرة إلى بيروت، ينقل الأدوية والمستلزمات الطبية المطلوبة، كما قررت مصر إيفاد عدد من الأطقم الطبية الجاهزة للمشاركة في أعمال الإغاثة والإسعاف الطبي لتنضم إلى جهود المستشفى الميداني المصري المنخرط في هذه الجهود منذ وقوع الانفجار.

وأوضح السفير المصري، في بيان صادر عن الخارجية، اليوم الأربعاء، أن هذه المساعدات تصل من الشعب المصري لشقيقه اللبناني وبها تضافر من جهود واسهام كل من الحكومة المصرية والأزهر الشريف وعدد من الجمعيات الأهلية المصرية، فيما يعد انعكاسا دقيقا لحجم التضامن المصري الرسمي والشعبي مع الأشقاء اللبنانيين فى مصابهم، وتنفيذاً لقرار القيادة المصرية بالوقوف إلى جوار الشعب اللبناني الشقيق إلى أن يتجاوز هذه الكارثة المحزنة.

ومنذ قليل أعلنت نقابة الأطباء تضامنها مع الشعب اللبناني، وقالت النقابة في بيان لها اليوم الأربعاء: “فوجعنا كما فُجع العالم كله بمشهد الانفجارات الدامي فى البلد الشقيق لبنان، وتعرب نقابة أطباء مصر عن خالص تعازيها والمواساة للشعب اللبنانى فى مصابه الجلل”.

وأكدت النقابة على تضامنها الكامل مع الشعب اللبناني حتى يخرج من محنته بسلام.

وأضافت النقابة: “من جانبنا سنتواصل مع جميع الجهات المختصة لبحث أوجه الدعم الممكن، سائلين المولى أن يَمن بالشفاء التام على جرحى الحادث الأليم، وأن يُلهم أسر الضحايا الصبر والسلوان، وأن يتمكن لبنان الشقيق من عبور تلك المحنة بسلام، وأن يحمى هذا البلد الجميل من كل مكروه”.

وفي وقت سابق قالت رئاسة الجمهورية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصل صباح اليوم بالرئيس اللبناني، العماد ميشيل عون، للتعزية في ضحايا انفجار مرفأ بيروت الذي وقع أمس الثلاثاء، وأودى بحياة العشرات من الضحايا وتسبب بإصابة المئات.

وأعرب عن خالص المواساة للأشقاء في لبنان حكومة وشعبا، داعيا المولى عز وجل بالشفاء العاجل للجرحى وأن يلهم أسر الضحايا الصبر والسلوان.

كما أكد السيسي تضامن مصر حكومة وشعبا مع الأشقاء في لبنان والاستعداد لتسخير كافة الإمكانات لمساعدة ودعم لبنان في محنتها.

وقالت وزارة الخارجية، الثلاثاء، إنه في ضوء استمرار ارتفاع أعداد ضحايا الانفجار المروع بلبنان، تستمر السفارة المصرية في بيروت في التواصل مع أبناء الجالية المصرية بلبنان والجهات اللبنانية المعنية على مدار الساعة للاطمئنان على أحوال المواطنين المصريين المقيمين في لبنان، ولتقديم كافة أشكال المساعدة اللازمة إليهم.

وقال السفير ياسر محمود هاشم، مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين بالخارج، إنه حتى الآن علمت السفارة بوفاة مواطنيّن مصرييّن جراء الانفجار؛ وهما المواطن على إسماعيل السيد شحاتة، والمواطن إبراهيم عبد المحسن السيد أبو قصبه (مركز سمنود محافظة الغربية)، في حين قام بعض المواطنين المصريين بإبلاغ السفارة باختفاء زميلهم المواطن رشدي رشدي أحمد الجمل، الذي كان يتواجد بالقرب من موقع الانفجار.

وأكد مساعد الوزير استمرار السفارة في المتابعة والتواصل مع السلطات اللبنانية للبحث عن المواطن المفقود، وإنهاء كافة الإجراءات اللازمة لنقل جثماني المواطنيّن المصرييّن إلى أرض الوطن في أسرع وقت ممكن.

يذكر أن وكالة رويترز للأنباء قال اليوم إنه نقب رجال الإنقاذ اللبنانيون وسط الحطام بحثا عن ناجين من انفجار قوي هز العاصمة بيروت وأودى بحياة مئة شخص وأسفر عن إصابة نحو أربعة آلاف وهي حصيلة يتوقع مسؤولون ارتفاعها.

وكان الانفجار، الذي وقع يوم الثلاثاء في مستودعات بميناء بيروت تضم مواد شديدة الانفجار، هو الأقوى منذ أعوام في لبنان الذي يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية وزيادة في عدد الإصابات بفيروس كورونا.

وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إن 2750 طنا من نترات الأمونيوم، التي تدخل في صناعة الأسمدة والقنابل، كانت مخزنة في الميناء منذ ست سنوات دون إجراءات سلامة وإن هذا الأمر “غير مقبول”.

ودعا إلى عقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء يوم الأربعاء، ولم يفصح المسؤولون عن سبب الحريق الذي أدى لحدوث الانفجار. وقال مصدر أمني ووسائل إعلام محلية إنه شب بسبب أعمال لحام في ثقب بالمستودع.

وقال جمال عيتاني رئيس بلدية بيروت لرويترز يوم الأربعاء أثناء تفقد الدمار الناجم عن الانفجار إن المنطقة تبدو كمنطقة حرب، مضيفا أنه عاجز عن الكلام.

وقال إنها كارثة لبيروت ولبنان، مشيرا إلى أن الخسائر تقدر بمليارات الدولارات.

وقال الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج الكتاني إن ما لا يقل عن مئة شخص قتلوا. وأضاف أنهم ما زالوا يمشطون المنطقة وقد يكون هناك المزيد من الضحايا.

وصرح في وقت سابق لتلفزيون (إل.بي.سي.آي) عبر الهاتف بأن الصليب الأحمر ينسق مع وزارة الصحة لتجهيز مشارح لأن المستشفيات لم تعد قادرة على استقبال المزيد.

وبعد ساعات من الانفجار الذي وقع بعد السادسة مساء بقليل بالتوقيت المحلي (1500 بتوقيت جرينتش)، كانت النيران لا تزال مشتعلة في منطقة الميناء وينبعث منها وهج برتقالي في السماء المظلمة بينما تحلق طائرات الهليكوبتر وتدوي أصوات سيارات الإسعاف بأنحاء العاصمة.

وسمع السكان دوي الانفجار في قبرص التي تبعد نحو 160 كيلومترا عن بيروت. 

وأحيا الانفجار ذكريات الحرب الأهلية من عام 1975 إلى عام 1990 وما أعقبها عندما عاصر اللبنانيون القصف الشديد وتفجيرات السيارات والغارات الجوية الإسرائيلية. وظن بعض السكان أنه زلزال. وهام أناس مذهولون ومصابون وآخرون ينتحبون في الشوارع بحثا عن أقاربهم.

وقالت هدى بارودي وهي مصممة أزياء من سكان بيروت إن الانفجار دفعها لأمتار ومضت تقول ”كنت مذهولة والدماء تغطي كل جسمي. أعاد لي مشاهد انفجار آخر رأيته استهدف السفارة الأمريكية في عام 1983“.

وتعهد رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب بأن هذه الكارثة لن تمر دون حساب مضيفا أنه سيتم كشف الحقائق بخصوص هذا (المستودع الخطير)، وقال ”سيدفع المسؤولون عن هذه الكارثة الثمن“.

ووجهت السفارة الأمريكية في بيروت تحذيرا لسكان المدينة بخصوص تقارير عن غازات سامة ناجمة عن الانفجار وحثت الناس على البقاء في المنازل ووضع الكمامات.

قال وزير الصحة اللبناني حمد حسن لرويترز يوم الثلاثاء إنه لا يزال هناك العديد من المفقودين وإن الناس يسألون إدارة الطوارئ عن ذويهم لكن عمليات البحث أثناء الليل صعبة نظرا لانقطاع الكهرباء. 

وأظهرت لقطات مصورة للانفجار تداولها السكان عبر وسائل التواصل الاجتماعي عمود دخان يتصاعد من منطقة الميناء أعقبه انفجار هائل نجم عنه دخان أبيض وكتلة نار في السماء. ومن شدة الانفجار سقط من كانوا يصورونه من مبان عالية على بعد كيلومترين من الميناء.

وشوهد أناس ينزفون وهم يهرولون ويصرخون طلبا للمساعدة وسط سحب من الدخان والغبار في الشوارع فيما لحقت أضرار بالمباني وتطايرت الأنقاض وتحطمت السيارات والأثاث.

وقع الانفجار قبل ثلاثة أيام من إصدار محكمة مدعومة من الأمم المتحدة حكما بشأن أربعة من المشتبه بهم ينتمون لجماعة حزب الله الشيعية في تفجير وقع عام 2005 أدى إلى مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري و21 آخرين.

واغتيل الحريري في انفجار كبير بسيارة ملغومة على بعد نحو كيلومترين من ميناء بيروت.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل، التي خاضت أكثر من حرب ضد لبنان، ليس لها علاقة بالانفجار وإنها مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية والطبية. 

وعرضت إيران، الحليف الرئيسي لحزب الله، تقديم المساعدة وكذلك فعلت السعودية خصمها الإقليمي.

وعبرت قبرص أيضا عن استعدادها لتقديم مساعدة طبية. وفي البيت الأبيض أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال إفادة إلى الانفجار بوصفه هجوما محتملا. لكن مسؤولين أمريكيين قالا إن المعلومات الأولية تتناقض مع رؤية ترامب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *