زهدي الشامي يكتب: بصراحة ردًا على حديث السيسي

————————–

يبدو حديث الرئيس السيسى أول أمس فى تدشين وحدات بحرية جديدة ذا دلالات كبيرة فى الكشف عن الصعوبات الكبيرة ، إن لم نقل الأزمة العميقة التى تواجهها بلادنا . فعندما يصل الأمر برئيس الدولة للقول : بفرض إن عندى أزمة حتتخلوا عنها وتقولوا زى قوم موسى ” إذهب أنت وربك فقاتلا ؟ ” ، فلا يساور أحد شك أن الأمر جلل وخطير .

 القضية ليست فقط فى الإعتراف أو فى الإدراك ، بل إن ماوصلنا له يتطلب فى الواقع أن لاتكون الإشارات الصادرة عن الموضوع متضاربة ومتناقضة بما من شأنه أن يزيد الأمر تشويشا على تشويش . و نحن مهما كانت الصعوبات التى نواجهها ومهما كانت المسؤولية عنها سنكون مستعدين لتحمل والبحث عن حلول مادام ذلك لازال ممكنا ، بشرط الوضوح والشفافية و الإستقامة وليس الغموض أو التناقض أو التشوش .

 وانطلاقا من هذا أحسب أنه ليس من الصحيح أو المفيد عودة السيسى دائما للحديث عن سنة الثورة المصرية 2011 كمبرر للصعوبات الخطيرة التى تعيشها مصر فى عام 2022 ، ليس معقولا ولا منطقيا ، وقد كان فى كل تلك السنوات الطويلة من الزمن مايسمح باصلاح الخلل لو كان موجودا فى حالة اتباع سياسات صحيحة . وفى هذا السياق أيضا وردا على ماذكره بأنه صارح المصريين بصعوبات الوضع منذ البداية ، نصحح ونذكر الرئيس بأن الجميع يتذكرون جيدا وعوده فى منتصف 2014  ومنها إن الشعب المصرى لم يجد من يحنو عليه  ، ووعده بأن تكون مصر أم الدنيا فوق الدنيا ، و أنه يحتاج لذلك عامين فقط !

وقد استغربت أيضا قول الرئيس بأن كل مشروع يتم إنشاؤه عقب دراسات مستفيضة ، لأن هذا التصريح مناقض تماما لتصريحات سابقة تكررت بأنه لو انتظرت الدولة دراسات الجدوى كنا ماعملناش 70 % من المشروعات التى نفذناها !

أما اعتبار نقد تلك المشروعات والأوضاع تشكيكا فى إنجازات الدولة  ، ومطالبة الإعلام بالرد عليه ، فهو مناقض للإقرار بوجود أزمة ، ومناقض للدعوة لمؤتمر اقتصادى جديد  ، بالإضافة للحوار الوطنى الذى يتضمن محورا اقتصاديا ، و لايمكنك فى الواقع دعوة الآخرين لحوار ثم تعتبر أن انتقادهم لمشروعاتك وسياساتك تشكيكا وليس تبصيرا بالأخطاء المطلوب الكشف عنها !

 وبكل الصراحة أقول إن الدائرة المحيطة بالحاكم كثيرا ماتصبح مصدرا للآراء الخاطئة وغير المخلصة ، و أنه يسمع منهم فى الغالب الأراء التى لاتعبر بصدق عن الواقع بقدر ماتستهدف الحصول على رضائه ، و أن الخروج من أسرها ضرورى إذا ماكان له أن يتلمس طريقا نحو تقييم صحيح للواقع قبل أن تفوت كل الفرص الممكنة . ولكن ذلك يتطلب الرغبة والقدرة على الإستفادة من كل الآراء المخلصة والصادقة وليس اعتبارها تشكيكا ، كما تتطلب مناشدة الشعب بجموعه الواسعة الدعم اللازم احساسه بأنه شريك فعلا فى الرأى وفى الإستفادة المتكافئة من فرص و إمكانيات تنمية بلاده وليس مجرد بقرة حلوب ينبغى أحتلابها دائما لصالح آخرين ولأغراض و أهداف لم يشترك أبدا فى تحديدها !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *