ريهام الحكيم تكتب: من قتل المتظاهرين فى العراق؟

بغداد السلام” شعار خُط على أحد الأسوار فى العاصمة بغداد, وفى صباح الثلاثاء 21 ابريل 2020 اعتلاه أحد المسلحين وأطلق النار صوب المعتصمين فى ميدان التحرير ببغداد, الرواية الرسمية الحكومية هى مشاجرة بين أحد أصحاب المحال التجارية وبين المتظاهرين, النتيجة سقوط 3 قتلى من المتظاهرين و10 جرحى.


مسلح يطلق النار على المعتصمين فى بغداد 21 ابريل 2020

مشهد ” بغداد السلام ” أعاد طرح السؤال الذي شغل الرأي العام العراقي والعالمي عن من هم المسؤلين عن قتل المتظاهرين السلميين فى العراق.

فمنذ الأول من اكتوبر 2019 خرج العراقيون فى الشوارع من أجل المطالبة بحقوقهم (المياه – الكهرباء – الصحة) ورفض (البطالة – الفساد – التبعية) التى يعانون منها,  فكان الجواب هو مقتل اكثر من 800 متظاهر وجرح الآلاف (بحسب احصاءات غير رسمية).

من قتل المتظاهرين؟ هو السؤال الأكثر جدلاً, و الجريمة التى تثير الألم والغضب فى نفوس العراقيين والمناصرين لقضيتهم وقضايا حقوق الإنسان والحق فى التظاهر.

شهد العراق فى ستة أشهر من أكتوبر 2019 وحتى مارس 2020، حينما توقفت الاحتجاجات وانحصرت اعداد المتظاهرين بسبب أزمة كورونا وفرض حظر الجوال فى البلاد – صرخات لأمهات وبكاء وغضب عقب سقوط كل قتيل, التقاريرالرسمية والدولية تحدثت عن استخدامِ لعنف مفرط فى التعامل مع المتظاهرين العزل “رصاص حى وقنابل غاز تستقر فى جمجمة المتظاهر”  المصدر بى بى سى. 

فى 22 اكتوبر 2019 أصدرت اللجنة العراقية المختصة بالتحقيق فى قتل المتظاهرين تقريرها والذى تضمن :

  • اتهام قادة أمنيين بالمسؤلية عن قتل المتظاهرين واستخدام القوة المفرطة واطلاق الرصاص الحى (الإصابات معظمها فى الرأس والصدر). ” قناة العربية”
  • ·          ظهورأدلة لوجود رصاص قناصة استهدف المحتجين.
  • ·          تبرئة الجهات العليا من إصدار أي أوامر بالقتل ولم يتم تحديد من هى الجهات العليا.
  • أوصي التقرير بإقالة عدد من المسؤولين الأمنيين الكبار منهم قائد عمليات بغداد وقائد فرقة الشرطة الاتحادية الأولى وقائد شرطة بغداد وآخرين.

كما طالب التقرير بالقبض على أحد العناصر من الشرطة المتورطين بضرب أحد المتظاهرين فى محافظة بابل جنوب بغداد.

المشهد الدموي لم يقتصر علي الإفراط فى استخدام العنف من قبل القوات الأمنية, حيث تدخلت الميليشيات الملسحة الموالية لإيران – معظمها يعمل خارج اطار القانون العراقى-  فى محاولات لفض الاعتصامات و الهجوم على المتظاهرين.

بادرت حكومة بغداد بإطلاق نظرية “الطرف الثالث” عندما أٌحرجت أمام الشارع العراقي والمجتمع الدولى, وعملت حكومة عادل عبد المهدي على توثيق عمليات حرق المقرات الحزبية فى جنوب البلاد من جموع الغاضبين وأرجعت التهمة إلى وجود “طرف ثالث” متجاهلة غضب الثوار المعلن تجاه تلك الأحزاب التى تهيمن على المال والسلطة وخيرات النفط فى الجنوب الشيعى الفقير.

رد المتظاهرون على نظرية “الطرف الثالث” باستخدام المصطلح نفسه لوصف الميليشيات العراقية الموالية لإيران, واتهم الثوار تلك الميليشيات بالهجوم المتكرر على ميادين التظاهر فى بغداد وباقى المحافظات.

فى ديسمبر 2019 صدر تقرير من بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامى) خلص إلى وجود “ميليشيات/ جهة مجهولة ثالثة/  كيانات مسلحة ” مسؤولة عن القتل العمد واختطاف المتظاهرين واشار التقرير لاستخدام القوات الأمنية والمسلحين للذخيرة الحية لتفريق الحشود.

كما فرضت واشنطن عقوبات على 4 مسؤولين عراقيين على علاقة بقمع المتظاهرين وهم قيس الخزعلى زعيم ميليشيا “عصائب أهل الحق” المرتبطة بإيران وشقيقه ليث الخزعلى وحسين فالح اللامى القيادى بميليشا الحشد الشعبى و رجل الاعمال العراقى خميس الخنجر.

أشهر حوادث العنف تجاه المتظاهرين فى العراق ( اكتوبر 2019 – مارس 2020 ):

  • نوفمبر 2019  احداث الناصرية – محافظة ذى قار جنوب العراق – ومقتل 32 متظاهر و اصابة 230 عقب اطلاق قوات الأمن الرصاص الحى لتفريق المتظاهرين, اعتبر جميل الشمرى القيادى بالشرطة الاتحادية احد ابرز المتهمين فى تلك الواقعة ” بحسب ما نقلته وسائل اعلام “.

    واقعة حرق ضريح محمد باقر الحكيم الزعيم الشيعى الموالى لإيران – محافظة النجف الأشرف جنوب العراق –  و مقتل حوالى 30 متظاهر برصاص حراس الضريح.

  • ديسمبر 2019 حادثة جسر السنك و ميدان الخلانى ببغداد, سقوط 24 قتيل و100 جريح
    ” المصدر فرانس برس” عقب إطلاق رصاص حى من قبل “مجهولين” وسط غياب أمني وانقطاع للكهرباء أدى إلى توقف كاميرات المراقبة, واتهم المتظاهرون ميليشيا ” كتائب حزب الله ” بالوقوف وراء الحادث.

  • يناير 2020 حادثة حرق خيم اعتصام مدينة البصرة مقتل 6 متظاهرين “بحسب وسائل اعلام” وهى عملية اقتحام لقوات الصدمة الأمنية وإزالة خيم المعتصمين فى المدينة وإضرام النار فيها, وإزالة الحواجز والاطارات التى تعيق حركة السير.
    اتهم نشطاء محافظ البصرة أسعد العيدانى وعلي مشاري العضو فى ميليشيا كتائب حزب الله بالمسؤلية عن الهجوم ” تقرير قناة الحرة “.

  • فبراير 2020 أحداث محافظة النجف وهي إحدى محاولات ميليشيا “سرايا السلام” أصحاب القبعات الزرق التابعة للزعيم الشيعى مقتدى الصدر لفض اعتصام فى وسط مدينة الكوفة, المواجهات أسفرت عن مقتل 7 متظاهرين و20 جريحا “بحسب وسائل اعلام” , واتهمت والدة أحد الشهداء فى تلك الواقعة “أم مهند” محافظ النجف بالتقصير المتعمد واتهمت إدارة الكهرباء فى المدينة بالتواطؤ مع القتلة حيث تم قطع الكهرباء وقت الهجوم على المعتصمين.

  • مارس 2020 واقعة اغتيال الناشط السياسى عبد القدوس قاسم والمحامى كرار عادل فى مدينة العمارة محافظة ميسان جنوب العراق عقب إطلاق رصاص حى من قبل مسلحين مجهولين.

  • حوادث اخرى مشابهة فى محافظات كربلاء وواسط والقادسية وبابل فى جنوب العراق

واخيراً ذكرت صحيفة اندبندنت البريطانية بنسختها العربية إن التوافقات السياسية بين أحزاب السلطة في العراق قد تحمي قتلة المتظاهرين وتتجاهل المطالب الشعبية بمحاسبتهم.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن التوافقات السياسية في مسألة محاسبة القتلة لن تسمح بالإطاحة برؤوس كبيرة كانت لها اليد الطولى في قمع الاحتجاجات، ولذا فإن المتظاهرين أكدوا مرارا رفضهم للتوافقات والمحاصصة الحزبية والطائفية التي أتت بكل الحكومات السابقة و التي فشلت في تلبية مطالب العراقيين وأولها محاسبة قتلة المتظاهرين.

#العراق_ينتفض

#نريد_وطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *