د. ممدوح سالم يكتب: تأملات في نظم التعليم

لأمر ما كنت برفقة زميل في مكتب شئون الدراسات العليا لكلية مرموقة للعلوم الإنسانية، فإذا بكومة متداخلة مع أخرى محزومة بخيطي كتان تتقاطع وحزمات أخر من أوراق بحثية عدة لرسائل الماجستير والدكتوراه تستدعي بصري لأحقق في بعض العناوين اللافتة، لا أنكر أن عاد البصر إليَّ خاسئا وهو حسير، وكأنه يشكو ذلك الإهمال المعهود لمثل تلك البحوث وما احتوته من علوم إنسانية مرموقة تأتي رتبتها في المقام الأول من حيث وجوب العناية والاهتمام لو كانت لدينا بصيرة تقدير العلم والعلماء..

يذكر د. زويل رحمه الله ما عاناه من بيروقراطية جامعة الإسكندرية يوم حظي بمنحة شخصية مجانية من جامعة بنسلفانيا، وكيف كان العنت من موظفي الجامعة، فضلا عن مجلس القسم في السماح له بهذه المنحة، ويذكر كيف كان تعطيله بحجة مرور عامين من الماجستير.. الأمر الذي جعله يخرج ولا يعود، ثم ينادي من بعد بأهمية توفير بيئة تعليمية مشجعة للباحثين وأصحاب الهمم العلمية المختلفة، فضلا عن تقدير موافٍ مكافئ لجهدهم الموصول. هذا من جهة.

من جهة أخرى أتساءل كيف لا يتوافر في بيئتنا التعليمية الرسمية مساق متصل للبحث العلمي وأصوله (الإنساني والبشري والكوني، النظري منه والتطبيقي) في مراحل التعليم منذ مراحله الأولى حتى الدراسة الجامعية يكون المتعلم جزءا رئيسا من ذلك المساق؟!

وللحق أذكر أن الدولة اتجهت في السنوات الأخيرة إلى تكوين المساق التكنوتطبيقي (العلوم والتكنولوجيا) المتمثل فيما يعرف بمدارس Stemوهي خطوة مهمة بحق، على أن الأمر لا يعني تأييدي لما ينتهجه نظام التعليم من توسع في مسميات النظم التعليمية المختلفة التي زادت عن مجموع أصابع اليدين ما بين حكومية، ومميزة، وتجربيبة، وتجريبية مميزة، ودولية رسمية، وخاصة، وخاصة عربي، وذات مستوى رفيع، فضلا عن ذات النظم الدولية المعروفة…

إنني أدعو إلى دراسة أمر التعليم ونظمه بتأنٍ ودراية ومعرفة انطلاقا من كونه أهم مرتكزات الأمن القومي لأي أمة.

ود_سالم

د. ممدوح سالم يكتب: تأملات في نظم التعليم

لأمر ما كنت برفقة زميل في مكتب شئون الدراسات العليا لكلية مرموقة للعلوم الإنسانية، فإذا بكومة متداخلة مع أخرى محزومة بخيطي كتان تتقاطع وحزمات أخر من أوراق بحثية عدة لرسائل الماجستير والدكتوراه تستدعي بصري لأحقق في بعض العناوين اللافتة، لا أنكر أن عاد البصر إليَّ خاسئا وهو حسير، وكأنه يشكو ذلك الإهمال المعهود لمثل تلك البحوث وما احتوته من علوم إنسانية مرموقة تأتي رتبتها في المقام الأول من حيث وجوب العناية والاهتمام لو كانت لدينا بصيرة تقدير العلم والعلماء..

يذكر د. زويل رحمه الله ما عاناه من بيروقراطية جامعة الإسكندرية يوم حظي بمنحة شخصية مجانية من جامعة بنسلفانيا، وكيف كان العنت من موظفي الجامعة، فضلا عن مجلس القسم في السماح له بهذه المنحة، ويذكر كيف كان تعطيله بحجة مرور عامين من الماجستير.. الأمر الذي جعله يخرج ولا يعود، ثم ينادي من بعد بأهمية توفير بيئة تعليمية مشجعة للباحثين وأصحاب الهمم العلمية المختلفة، فضلا عن تقدير موافٍ مكافئ لجهدهم الموصول. هذا من جهة.

من جهة أخرى أتساءل كيف لا يتوافر في بيئتنا التعليمية الرسمية مساق متصل للبحث العلمي وأصوله (الإنساني والبشري والكوني، النظري منه والتطبيقي) في مراحل التعليم منذ مراحله الأولى حتى الدراسة الجامعية يكون المتعلم جزءا رئيسا من ذلك المساق؟!

وللحق أذكر أن الدولة اتجهت في السنوات الأخيرة إلى تكوين المساق التكنوتطبيقي (العلوم والتكنولوجيا) المتمثل فيما يعرف بمدارس Stemوهي خطوة مهمة بحق، على أن الأمر لا يعني تأييدي لما ينتهجه نظام التعليم من توسع في مسميات النظم التعليمية المختلفة التي زادت عن مجموع أصابع اليدين ما بين حكومية، ومميزة، وتجربيبة، وتجريبية مميزة، ودولية رسمية، وخاصة، وخاصة عربي، وذات مستوى رفيع، فضلا عن ذات النظم الدولية المعروفة…

إنني أدعو إلى دراسة أمر التعليم ونظمه بتأنٍ ودراية ومعرفة انطلاقا من كونه أهم مرتكزات الأمن القومي لأي أمة.

ود_سالم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *