د. زهدي الشامي يكتب: دلالات مكالمة بايدن ونتياهو.. كل الطرق تؤدي إلى صفقة مع حماس

مع انقضاء الأسبوع الأول بعد المئة يوم من الحرب، واستمرار الفشل الإسرائيلى فى تحقيق الأهداف المعلنة من حكومتها اليمينية المتطرفة سواء ، سحق حماس والمقاومة، أو تحرير الأسرى والرهائن بالقوة، وتفاقم العزلة والإدانة الدولية لها و لأمريكا، وتفجر الخلافات فى الداخل الإسرائيلي، تلوح علامات أنه من غير المستبعد التحول لمرحلة نوعية جديدة للتعامل مع الأزمة تروض بها أمريكا نتياهو في اتجاه إعادة توجيه بوصلته بالابتعاد قليلا عن أفكار حلفائه اليمينيين الأشد تطرفا وعنصرية مستحيلة التحقق على أرض الواقع، والتوافق مع المخطط الأمريكي الأصلى لسلام تطبيعى أمريكى للمنطقة بأسرها.
ومعالم مثل هذا التوجه للمرحلة الجديدة تظهر في محادثة أمس الهاتفية بين بايدن ونتنياهو والتي قيل أنها هذه المرة كانت غير متوترة وهادئة، وأشارت التصريحات الرسمية الأمريكية إلى أنها تناولت إقامة الدولة الفلسطينية، وأن نتياهو لم يبد اعتراضا، وهي دولة أشار حديث بايدن نفسه صراحة عنها إلى أنه يوجد عدد من الأنماط لحل الدولتين، وأن هناك دول في الأمم المتحدة ليس لها جيوش، كما أن هناك دول تخضع لقيود معينة. بعبارة أخرى فإن ما حاول بايدن اغراء نتياهو للقبول به كحل ومخرج من ورطته هو دولة فلسطينية منزوعة السلاح ومستقلة اسما وشكلا، ولكنها مكبلة بالقيود التي تجعلها خاضعة لهيمنة أمريكا وإسرائيل ومباركة الدول العربية الحليفة لأمريكا، محققين بذلك التطبيع الشامل الذي يسعون إليه ويغرون به نتياهو. ومن هنا تصريح بايدن المباشر بانه يعتقد أن حل الدولتين ممكن في ظل وجود نتياهو نفسه، وهو أمر لو حدث فقد يعنى على الأرجح تخليه عن حليفيه المتطرفين بن غفير وسموتريتش، وإعادة صياغة التركيبة الحكومية في إسرائيل بضم رجال معسكر الوسط ذوو الخلفية العسكرية الذين تفضل أمريكا التعامل معهم كأليحانس و ايزنكوت عضوي مجلس الحرب، وقد صدرت عن ايزنكوت بدوره أمس تصريحات لافتة جدا في اتجاه هذا التحول بتحميل الفشل للحكومة الإسرائيلية والتأكيد انه لا يمكن تحرير الرهائن سوى بصفقة مع حماس.
هذه معالم التحرك الأمريكي الراهن، وهي مؤشر لتحول نحو مرحلة جديدة لاهى نفس اسلوب حرب الشهور الماضية ولا هى وقف إطلاق نار ، بل أقرب لتهدئة تشهد اتفاقات ومساومات ومحاولة تمرير حلول سياسية ، من الأرجح أنها لن تكون كلها على الهوى الأمريكى الإسرائيلى وحده.
فالسؤال المهم هو هل بعد الفشل الإسرائيلى يمكن أن تقبل المقاومة نزعةسلاحها ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *