«درب» تخوض رحلة البحث عن كمامة ومطهر وجيل.. بورصة أسعار مقاومة «كورونا» مكسب للتاجر وكارثة على المستهلك

بورصة أسعار الكمامات – إن وجدت – 250 جنيها للعبوة العادية 50 قطعة بلا فلاتر.. والقطعة بفلتر تتراوح من 65 لـ 100 جنيه

سعر عبوة القفازات من 70 إلى 250 جنيها فأكثر حسب الجودة.. ولتر الكحول الخام من 250 جنيها فأكثر

أسعار المطهر المحلي قفزت من 90 جنيها إلى 250 و 350 جنيها في أقل من أسبوعين ونوعان ألمانيان بـ500 و800 جنيه

كتب- محمود هاشم وكريستين صفوان

مع بداية ظهور فيروس كورونا، قررت «فاطمة» شراء الجل المطهر لليدين، كان سعره آنذاك، حوالي 100 جنيه، اشترت عبوتين واحدة للمنزل، وواحدة أرسلتها مع ابنتها الصغيرة إلى المدرسة لتستخدمها طفلتها ذات الست سنوات قبل أن يصدر قرار رئيس الوزراء بتعليق الدراسة لمدة أسبوعين، وعلى الرغم من ذلك أبدت سعادتها بنجاحها في الحصول على الجل المطهر لليدين قبل أن يتجاوز سعر الواحد 350 جنيها على الأقل.

باتت أزمة البحث عن كمامات ومطهرات رخيصة الثمن، أو على الأقل متوافرة، مهمة شاقة بالنسبة لكثير من المواطنين، مع تسارع المستهلكين على الحصول على أكبر كميات منها، لوقاية أنفسهم وأسرهم من أخطار الإصابة بالفيروس، ولجوء عدد من التجار لتعطيش السوق بتخزين عدد كبير من هذه المنتجات، لبيعها بأسعار مضاعفة استغلالا لزيادة الطلب عليها.

أزمة نقص المعروض.. مكسب للتاجر وكارثة على المستهلك

لم يكن حظ شيماء وفيرا مثل «فاطمة»، حيث تقول إنها بحثت الكحول الإيثيلي وجل تطهير اليدين في الكثير من الصيدليات لكنها لم تجد تلك المنتجات، واضطرت فيما بعد لشراء عبوتين بحوالي 4 أضعاف سعرها، حيث لجأت إلى أحد معارفها ويعمل في أحد المستشفيات، الذي اشترى لها عبوتين بـ800 جنيه.

يقول عمر أحمد، إنه بحث كثيرا في مدينة 6 أكتوبر، حيث يعيش هو وأسرته، عن الكمامات ومواد تطهير وتعقيم اليدين، إلا أن الصيدليات في منطقته السكنية لم يكن بها مواد التطهير، وكانت ترفض بيع الكمامات بالقطعة، موضحا أن سعر عبوة الكمامات ذات الطبقة الواحدة، التي تحتوي على 50 كمامة، وصل لـ250 جنيها، وهي غير متاحة في معظم أماكن البيع.

ويضيف: “هناك صيدلية وحيدة تبيع الكمامات بالقطعة، ويبلغ سعر الواحدة 7 جنيهات، لكن الكمية المتوفرة بها نفذت، لذا لجأت إلى شارع قصر العيني، حيث يوجد الكثير من المحلات التي تبيع هذه المنتجات”.

في شارع قصر العيني، اصطدم أحمد بارتفاع أسعار الكمامات ومواد التطهير، في المحلات التي وجد فيها مستحضرات التعقيم، حيث يقول: «لقيت أسعار الكمامات غالية برضو، وأسعار جل التطهير أقل حاجه بـ350 جنيه»؛ لكنه لم يعد إلى منزله خالي الوفاض، حيث يقول إنه وجد في أحد المحلات كحول إيثيلي، فاشترى زجاجتين، الواحدة 60 مللي، وسعرها 40 جنيها، فيما كان سعرها سابقا حوالي 10 جنيهات.

في أحد محلات بيع المستلزمات الطبية في شارع الشيخ علي يوسف، سألنا عن أسعار الكمامات لنجد أحد البائعين يخبرنا بنفادها سريعا نظرا لكثرة الطلب عليها، وقبل أن نهم بالانصراف أخرج لنا كمامتين هما ما تبقى في المحل من عبوة كاملة كانتا آخر ما فيها.

المارون بشكل معتاد في منطقة قصر العيني باتوا لا يستغربون وجود لافتات معلقة على واجهات محلات بيع المستلزمات الطبية والصيدليات، تفيد بعدم وجود أي أنواع من الكمامات والمطهرات لديها، ويقول أحد البائعين لـ«درب»: «قررنا تعليق هذه اللافتات بعد كثرة سؤال الزبائن عن منتجات التطهير، وعدم وجود أي كميات لدينا منها».

ويضيف: «المطلوب أكبر بكثير من المعروض، ونحن كتجار نواجه صعوبة في الحصول على كميات مناسبة لبيعها وتوفيرها للمستهلكين، خاصة مع ارتفاع نسبة أسعار بعض منها إلى ما يقارب 500%، وعلى الرغم من ذلك يتزايد الطلب عليها مع انتشار الأنباء عن حالات إصابات ووفيات جديدة بسبب الفيروس».

وفي جولة «درب» في أكثر من محل وصيدلية بالمنيرة وقصر العيني، تتراوح بورصة أسعار الكمامات – إن وجدت – بين 250 جنيها للعبوة العادية التي لا تحتوي على فلاتر وتضم 50 قطعة، كما تباع أنواع أخرى بفلاتر بواقع 65 إلى ما يزيد عن 100 جنيه للقطعة الواحدة، فيما يبلغ سعر عبوة القفازات من 70 إلى 250 جنيها فأكثر بحسب الجودة.

أما بالنسبة للكحول الخام، فلا يباع سوى باللتر من 250 جنيها فأكثر، وقفزت أسعار المطهر المحلي من 90 جنيها إلى 250 و350 جنيها في أقل من أسبوعين، فيما يباع يباع نوعان ألمانيان منه الأول بـ500 جنيه والثاني بـ800 جنيه، كما يباع نوع آخر فرنسي بـ650 جنيها، لكنه غير موجود بشكل كبير غير الأسواق.

تحذيرات من منتجات مغشوشة تسبب التسمم والعمى

مع نقص الكحول الإيثلي أو الأيزوبروبيل الذي يستخدم للتعقيم والتطهير، في الأسواق بعد تزايد نسبة الإقبال عليه، لجأ كثيرون للبحث عن بدائل أخرى أكثر توافرا، إلا أن أطباء حذروا من وجود بدائل أخرى قد تكون ذات تأثير ضار على مستخدميها، بعضها شديد السمية ويباع في الأسواق بشكل غير شرعي.

https://www.facebook.com/groups/351270572113096/permalink/673000466606770

وتقول عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين الدكتورة شيرين علي زكي، إن «بعض المجرمين» لجأوا إلى استبدال الكحول الإيثلي بالكحول الميثيلي الضار بالصحة، بتصنيع مطهرات تدخل هذه المادة الخطيرة في تركيبها، أو بيعها للمواطنين الراغبين في تصنيع مطهرات الأيدي في منازلهم أو استخدامها منفردة في التطهير.

وتضيف: «الكحول الإيثيلي يصلح للاستخدام الآدمي سواء عن طريق شربه حيث يدخل في صناعة المشروبات الكحولية أو من خلال وضعه علي الجلد لتطهيره والقضاء على الفطريات والبكتيريا، أما الكحول الميثيلي لا يصلح للاستخدام الآدمي أو تناوله واقترابه من الجلد لخطورة استنشاقه أو تلامسه مع الجلد».

وأوضحت الطبيبة أن الكحول الإيثيلي يستخدم بنسبة 70% طبيا في تعقيم الأدوات الجراحية، والأيدي، والأسطح، والأرضيات، لمنع انتشار الفيروسات والبكتيريا، إلى جانب تطهير الجروح لمنع انتقال العدوى إليها، أما الكحول الميثيلي فلا توجد له استخدامات طبية ويمنع اقترابه من الجلد حتى لا يسبب «التسمم أو العمى».

ولتجنب المنتجات المغشوشة نصحت شيرين بضرورة الابتعاد عن مطهرات الأيدي رخيصة الثمن مجهولة المصدر، وشراء مطهرات الأيدي من صيدليات معروفة، والابتعاد عن الباعة الجائلين، وما يتم بيعه في محلات البقالة وعند بعض العطارين.

وللتفريق بين النوعين يتم إجراء تجربة منزلية بسيطة بوضع 3 سم من الكحول الذي تم شراؤه في طبق مضاد للحرارة وإشعال عود كبريت في الكحول ، فإذا كان اللهب أزرق في أول الاشتعال ثم تحول إلى الأصفر فهذا النوع هو الكحول الإيثيلي أو الأيزوبروبيل الآمن على الصحة، وإذا ظل اللهب أزرق من بداية الإشتعال لنهايته فهذا النوع هو الكحول الميثيلي «شديد الخطورة ولا يجب استخدامه».

بدائل قليلة التكلفة لكمامات ومطهرات منزلية

لمواجهة صعوبات البحث عن شراء كمامة الوجه في ظل تفشي فيروس كورونا، نشرت شبكة تليفزيون الصين الدولية، مقطع فيديو يشرح طريقة إعداد الكمامة ذات الاستخدام الواحد والقناع الواقي باستخدام مواد بسيطة.

وتشمل أدوات تصنيع الكمامة قماش قطني بشكل مستطيل، مع كيس بلاستيكي بالحجم نفسه، ويوضع فوقهما قطع من الشاش كفلاتر، وتتم خياطتهم معا، ويوضع على الجانبين منهما شريطان رفيعان من القماش أو شريط مطاطي حسب الرغبة.

كما توجد طريقة أخرى لتصنيع كمامة بطريقة أسرع، عن طريق قطعة أو قطعتين من القماش غير المنسوج أو مناديل المطبخ، ويتم طيهم ثم ربطهم بدبابيس على الجانبين، وإعادة فردهم مرة أخرى.

وقدم أستاذ الكيمياء الحيوية وعميد كلية الزراعة بجامعة القاهرة عمرو أحمد مصطفى، طريقة بسيطة لتحضير عدد من المطهرات بطريقة سهلة وتكلفة بسيطة من داخل المنزل، للوقاية من فيروس كورونا المستجد، في سبيل مواجهة نقص هذه الأدوات في الصيدليات ومحلات المستلزمات الطبية في الفترة الأخيرة بعد زيادة الطلب عليها.

وتشمل الوصفات التي عرضها مصطفى، المطهر العام لجميع الأسطح، ويتكون من لتر مياه، تضاف إليه ملعقتين من الكلور بمقدار 20 سنتيمترا مكعبا، ثم يوضع هذا المحلول في عبوة بها بخاخ، ويتم رشها على جميع الأسطح بعد تنظيفها وتنشيفها، على أن يترك لمدة 20 دقيقة، وهو ما من شأنه القضاء على أي بكتيريا وفيروسات على هذه الأسطح.

أما المطهر الثاني وهو الجيل كحول، ويتكون من بودرة الكربابول، وهي المادة الأساسية في تحضير الجيل، بالإضافة إلى تراي إيثانول أمين، وإيثانول «كحول إيثيلي»، وماء مقطر.

ويتم أخذ ملعقتين من الكربابول بما يقدر بـ10 جرامات، وهو ما يكفي لعمل لتر من الجيل، ويتم إنزالها بالتدريج، إلى لتر من المياه المقطرة، وهي تباع في محطات البنزين أيضا، وهو بخلاف النوع الذي يستخدم مع البطاريات، مع التقليب الجيد أماميا وعكسيا في كل مرة.

بعد التقليب يوضع 10 سنتيمترات مكعبة من التراي إيثانول أمين بالتدريج، مع التقليب المستمر، وبعدما يصبح المزيج متكاملا، يوضع عليه الكحول بنسبة تقارب 70% في المتوسط، للوصول إلى درجة التعقيم، ويتم وضع الجيل عليه تدريجيا أيضا للوصول إلى التماسك المطلوب، ومن الممكن وضع نقط ألوان عليه، حسب الرغبة، لإعطائه مظهرا أفضل.

والوصفة الثالثة الأكثر سهولة هي تحضير الكحول الخالص بنسبة تركيز 70%، حيث يباع في محلات المستلزمات الطبية بنسبة تصل إلى 95%، وللوصول به إلى النسبة المطلوبة، يوضع 75 سنتيمترا مكعبا منه في وعاء، ويوضع عليه 25 سنتيمترا مكعبا من الماء المقطر، ويفضل إضافة ما يقارب 2 سنتيمتر أو يزيد قليلا من الجلسرين الطبي، لمنع جفاف اليدين من كثرة استخدام الكحول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *