تفشي الكوليرا أزمة جديدة تضرب لبنان وتنسيق مع “الصحة العالمية” لاحتوائها (معظمها داخل مخيمات اللاجئين السوريين)

وكالات 

أكد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية فراس الأبيض، أن بيروت وعداً بتأمين اللقاح المضاد للكوليرا، خلال فترة أسبوع إلى عشرة أيام، مع العمل على تأمين كمية كبيرة من خلال منظمة الصحة العالمية، وهي حوالي 600 ألف جرعة على الأقل لاستعمالها إن لصالح اللبنانيين أو النازحين، بعد تفشي الوباء بشكل كبير داخل البلاد، خاصة بين اللاجئين السوريين. 

جاء تصريح الأبيض بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، حيث أطلع وزير الصحة اللبناني الرئيس عون “على الإجراءات المتخذة من وزارة الصحة اللبنانية بالتعاون مع الوزارات الأخرى والمنظمات الدولية لمواجهة وباء الكوليرا”، بحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية. 

كان لبنان قد رصد أول إصابة بالكوليرا مطلع أكتوبر، في أول عودة لظهور المرض البكتيري في 30 عاماً، وسجل حتى الآن ما لا يقل عن 220 حالة إصابة و5 وفيات. 

ولفت وزير الصحة اللبناني إلى أن “السبب الرئيسي لانتشار الكوليرا في لبنان هو تلوث بعض مصادر المياه نتيجة توقف محطات الضخ والتكرير عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي، كما اعتماد البعض على ري المزروعات بمياه ملوّثة”. 

وأشار إلى أن “البعض يستعمل مياه الصرف الصحي لري المزروعات، وفي حال كانت هذه المياه ملوثة، تصبح هذه المزروعات ملوثة، خصوصاً الورقيات منها، مثل الخس والبقدونس والنعنع التي من الصعب تنظيفها وتعقيمها، ونحن نعمل على معالجة هذا الموضوع بالتعاون مع وزارة الزراعة”. 

ويعاني اللاجئون السوريون من تفشي المرض في مخيمات النزوح في لبنان، الذي يرزح بالفعل تحت وطأة انهيار اقتصادي يقوض القدرة على الحصول على المياه النظيفة ويثقل كاهل المستشفيات. 

وبحسب وزير الصحة فراس الأبيض فإن معظم حالات الكوليرا هي في المخيمات، التي يسكنها نحو مليون سوري لجأوا إلى لبنان على مدار العقد الماضي هرباً من الصراع في وطنهم. 

وتقول منظمة الصحة العالمية إن مخيمات اللاجئين “بيئة مثالية معرضة للخطر”، بالنظر إلى عدم توفر المياه النظيفة ولا الصرف الصحي. 

 يذكر أن لبنان سجل في الخامس من أكتوبر الحالي أول إصابة بالكوليرا في محافظة عكار شمال لبنان، وهي الإصابة الأولى في لبنان منذ 1993، تاريخ آخر تفش للكوليرا. 

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن لبنان هو الحلقة الأحدث ضمن سلسلة من تفشي المرض بدأت في أفغانستان في يونيو/حزيران، ثم امتدت إلى باكستان وإيران والعراق وسوريا. 

وفي سوريا نفسها تم تسجيل أكثر من 13 ألف حالة مشتبه بها، و60 وفاة حسبما ذكر مكتب منظمة أطباء بلا حدود في سوريا. 

وينتقل وباء الكوليرا عادة من خلال المياه أو الطعام أو مياه الصرف الصحي الملوثة. ويمكن أن يسبب إسهالاً وجفافاً شديدين، مما قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يحدث تدخل علاجي. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *