بيان لـ «أطباء القاهرة» بتوقيع شهداء الأطقم الطبية يجدد مطالبة مدبولي بالاعتذار: قبل تحملينا مسئولية تفاقم الأوضاع بسبب تخفيف القيود

البيان: نخشى ان يكون اتهام الأطباء بالتقصير تمهيد لتحملينا مسئولية القادم .. وهذه هي الحقائق التي لم تتضمنها تقارير الصحة

نقف في الصفوف الأمامية لمواجهة الجائحة في ظروف شديدة السوء بدون واقيات ولا تدريب الكافي ولا إمكانيات

أرقام الصحة حول الأماكن المتاحة غير دقيقة ونطالب الوزيرة بإعلان تقرير يومي عن أماكن أَسِرَة الرعاية الخالية ليتوجه لها المصابين

كتب عبد الرحمن بدر

طالبت نقابة أطباء القاهرة مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، بالاعتذار عن اتهامه للأطباء بالتقصير في مواجهة كورونا، وذكرت في بيان بتوقيع شهداء الأطقم الطبية: “لقد صُدِمنا من تصريحكم الأخير بأن سبب زيادة الوفيات لجائحة كورونا هي تقاعس بعض أفراد الأطقم الطبية وهنا نحيطكم علماً بالحقائق التي ربما لم تتضمنها التقارير المقدمة إليكم من وزارة الصحة والتي يُبني عليها رأيكم”.

وتابع البيان: “منذ بداية الجائحة والأطقم الطبية وعلى رأسها أطباء وتمريض مصر في مواجهة الجائحة في ظروف شديدة السوء من حيث عدم توفير الواقيات الشخصية والتدريب الكافي، وكذلك الإمكانيات. ورغم ذلك لم يتأخر أي من أعضاء الفريق الطبي في التواجد في الصفوف الأولى لمواجهة الجائحة”.

وأضاف بيان أطباء القاهرة: “كان هناك تأخر وسوء إدارة من وزارة الصحة في تنظيم الأوضاع بالمستشفيات التى صدر قرار بتحويلها إلى مستشفيات فرز وعزل لحالات كورونا بشكل مفاجئ في اليوم السابق لإجازة عيد الفطر مباشرة دون الترتيبات الملائمة وبغير التدريب الكافى لغير المتخصصين من الفريق الطبى على التعامل مع حالات كورونا ودون توفير الوقايات الشخصية وكذلك دون التدريب الكافى على أساليب مكافحة العدوى وعدم تصميم مسارات آمنة وفق ضوابط مكافحة العدوى مما نتج عنه زيادة متسارعة في أعداد الشهداء من الأطباء والفريق الطبي والمصابين وأيضا أهاليهم ، ورغم ذلك لم تغلق مستشفي واحدة بسبب التقاعس المُدَّعى عن أفراد الفريق الطبي. وكان المواطنون يتوافدون علي المستشفيات فيجدون الأطباء، ولكن كان النقص الحقيقي في توافر عدد الأسرة وخصوصا أسرة الرعاية المركزة”.

وقال البيان: “صدرت من وزيرة الصحة أرقام غير دقيقة وتحتاج مراجعة لإثبات صحتها عن توافر أَسِرَّة الرعاية ولذلك نرجو إصدار أمر فوري لوزيرة الصحة بعمل تقرير يومي معلن عن أماكن أَسِرَة الرعاية المركزة الخالية حتي يتوجه لمكانها المصابين دون أي تأخير، ويمكن بتقنية بسيطة عمل تطبيق يتم توفيرالمعلومات فيه عن الأماكن الخالية بحيث يتوجه لها المريض مباشرة بدلا من رحلة العذاب في البحث عن سرير خال. والأمر شديد البساطة لو أنه هناك أسرة بالفعل”.

وأضاف: “لا يوجد حتى الآن إحصائيات رسمية عن خسائر الفريق الطبي من الأرواح والإصابات ولذا نرجو منكم الإعلان عن شهداء وإصابات الأطقم الطبية وإصدار بيان رسمى بالأسماء والأعداد حتى يعرف الشعب تضحيات الأطقم الطبية ويرفع لهم يد التحية في وقت هم في أمَّس الحاجة إلى التقدير المعنوي في وقت غاب فيه أي تقدير وغابت إلى حد كبير بيئة العمل المناسبة والتى تمكنهم من أداء مهامهم الإنسانية”.

وتابع:”كما نطلب منكم وفوراً عمل دراسة علمية وحقيقية من قبل لجنة علمية محايدة تفسر الأسباب وراء ارتفاع معدل وفيات وإصابات الفريق الطبي بالمقارنة بدول العالم كلها، والإجابة عن الأسئلة الهامة، هل القصور فى تنفيذ برامج مكافحة العدوي؟ هل عدم توافر الواقيات الشخصية وعدم مطابقاتها للمواصفات القياسية؟ هل عدم وجود تدريب كاف علي مكافحة العدوى وعلى التعامل مع الوباء تقدمه وزارة الصحة لأفراد الأطقم الطبية؟، هل هو عمل الأطباء تحت التهديد الأمني للقبول بالعمل دون الحد الأدني المقبول من الحماية والتدريب؟ هل سوء ادارة من وزارة الصحة للملف كله دون أى رؤية واضحة أو تخطيط كاف؟ هل كل ذلك مجتمعا أم هى أسباباً أخرى؟، ننتظر من سيادتكم دراسة علمية بالأرقام والإحصاءات والتحليلات المقبولة حتى يتسنى إنقاذ العديد من أرواح الفرق الطبية فى الأيام القادمة• تشكو سيادتكم من تقاعس بعض أفراد الفرق الطبية، كما تروج وزيرة الصحة للنقص فى عدد الأطباء كسبب لقصور تقديم الخدمة الطبية اللائقة . ووصل الأمر لتأجيل الموافقة على الأجازات الوجوبية والمطالبة بعودة (أطباء المعاش) للعمل رغم سنهم وأمراضهم المزمنة، وفى نفس الوقت تعرقل استلام شباب الاطباء (حوالى 7000 آلاف طبيب تكليف من شهور)، الأمر غير مفهوم على مستوى المنطق؟!”.

وأكد أطباء القاهرة أنهم يخشون أن “تكون تلك التصريحات الأخيرة تمهيدا لتحميل الأطباء مسؤولية التفاقم المتوقع للإصابات والوفيات فى ظل القرارات الأخيرة لتخفيف القيود فى ظل ذروة الجائحة وغياب أى مؤشر موضوعى عن بدء انحسارها الأمر الذى نراه شديد الخطورة، نحذر من عواقبه الوخيمة على طاقة المنظومة الصحية. وندعو المسؤولين إلى مراجعة الأمر”.

وتابع: “نؤكد بقوة على ما جاء في بيان نقابتنا العامة من طلب الاعتذار منكم للأطقم الطبية متوازيا معه دراسة علمية سريعة عن أسباب زيادة خسائر الأطقم الطبية على أن تبنى هذه الدراسة على التقارير العلمية والاحصائية والتحليلية وعدم الإكتفاء بالتقارير والبلاغات الادارية والأمنية. فالملف العلمى هو النظارة الحقيقية التى يتحلى بها صاحب القرار ليتمكن من تكوين رؤية و التخطيط الجاد”.

واختتم البيان: “كما نحملكم كامل المسئولية عن زيادة الاعتداء على الأطقم الطبية في المستشفيات مما يزيد خسائر الوطن في ظل التأخر عن تشريع يحمي الأطقم الطبية ويجرم الاعتداء عليهم وذلك بعد تقديم الأطقم الطبية للمواطنين كسبب غير علمي وغير حقيقي عن سوء إدارة ملف الوباء”.

وفي وقت سابق أعلنت نقابة الأطباء رفضها لما صرح به مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، بأن عدم انتظام بعض الأطباء كان سبباً في ازدياد عدد الوفيات، لافتة إلى أنه تجاهل الأسباب الحقيقية من عجز الإمكانيات وقلة المستلزمات الطبية والعجز الشديد في أسرة الرعاية المركزة.

ودعت النقابة رئيس الوزراء لمراجعة كشوف وفيات الأطباء منذ بداية أزمة كورونا، حيث وصل عدد شهداء الأطباء إلى قرابة المئة طبيب وطبيبة والإصابات إلى أكثر من ثلاث آلاف مصاب.

وقال مدبولي، الثلاثاء الماضي، إن مصر لديها إرث ساهم في تدهور هذا القطاع الصحي بالمحافظات، ورغم ذلك “أعتقد أننا نجحنا بنسبة معقولة أسوة بدول المنظومة الصحية بها أعلى كثير وذلك في مواجهة فيروس كورونا المستجد”.

وتابع خلال مؤتمر صحفي: “حدث تغيب عدد من الأطباء، وهو ما لاحظناه ورصدناه في بعض الأماكن وعدم انتظام الأطقم الطبية في أداء عملها، ووجهنا المحافظين باتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك”.

وقال الدكتور إبراهيم الزيات، عضو مجلس نقابة الأطباء في وقت سابق، إن إجمالي وفيات الأطباء ارتفع إلى 91 طبيبًا حتى الآن.

وفي آخر حصر رسمي لضحايا كورونا أعلنت وزارة الصحة والسكان، أمس الأربعاء، أنه تم تسجيل 1420 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا لفيروس كورونا، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى وفاة 85 حالة جديدة.

وذكرت الوزارة أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى الأربعاء، هو 59561 حالة من ضمنهم 15935 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و2450 حالة وفاة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *