أستاذ زراعة: مصر كانت تحقق اكتفاءً ذاتيًا من الأرز حتى 2010.. والدولة تركت السلعة للتجار ونقاتل من أجل اعتماد أصناف مقاومة للجفاف

د. سعيد سليمان: الأصناف المقاومة للجفاف تستهلك 50 كيلو جرام من التقاوي فقط .. لكن مع الأسف وزارة الزراعة تحاربها

كتب – أحمد سلامة

قال الأستاذ الدكتور سعيد سليمان أستاذ الوراثة بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، إن مصر كانت تحقق الاكتفاء الذاتي من محصول الأرز الاستراتيجي طوال العقود الماضية باستثناء الأشهر القليلة الماضية بسبب مواقف الحكومة السلبية وقراراتها التي اتخذتها بلا دراسة.
وأضاف سليمان، خلال ندوة لـ”صالون التحالف” تحت عنوان “أزمة الأرز المصري والمطلوب لكي لا تتكرر”، لجأت إلى استيراد الأرز بحجة ضعف المورد المائي وبالتالي حتمية تقليل المساحات المزروعة لترشيد المياه، مشيرًا إلى أن وزير التموين استورد نصف مليون طن، وكانت مواصفات الجودة فيه ردئية خاصة إذا ما قورنت بجودة الأرز المصري الذي يُعد الأفضل عالميا.
وتابع “في مايو من هذا العام استوردت وزارة التموين 30 ألف طن أرز قصير الحبة من الصين ورفيع الحبة من الهند، هذه الكمية دخلت على بطاقات التموين”.
وأشار الدكتور سعيد سليمان إلى أن مصر كانت الأعلى إنتاجية من الأرز في العالم حتى عام 2010، مضيفا “كان متوسط إنتاج الفدان 4 أطنان، في حين انخفض متوسط الإنتاج بعد 12 عامًا ووصل حاليا إلى 3.25 طن باعتراف وزارة الزراعة، وفي اعتقادي أن الفدان في الحد الأقصى ينتج حاليا 3 طن فقط.. كان من الطبيعي أن يكون هناك نمو في الموارد للحفاظ على الاكتفاء ذاتيًا من الأرز”.
واستكمل “خلال ثمانينات القرن الماضي وبداية التسعينات كانت الدولة تحصل على طن ونصف من إنتاجية الفلاح للأرز، وهذا كان ضمن فلسفة الدولة في التسوق التعاوني خلال هذا التوقيت والتي تعمل على توفير السلعة الاستراتيجية على بطاقات التموين، خاصة وأن متوسط استهلاك الفرد 45 كيلوجرام وليس 35 كيلوجرام كما صرح أحد المستشارين الرئاسيين”.
ولفت إلى أن هناك عدم تنسيق في عمليات التوريد ذاتها، مضيفا “في أحد مراكز محافظة الشرقية هناك مقر واحد فقط لاستلام التوريدات من حوالي 46 قرية تزرع الأرز”.
ونبه الأستاذ الدكتور سعيد سليمان إلى أن هناك أصناف مقاومة للجفاف تستهلك فقط 50 كيلو جرام من التقاوي، “لكن هذه الأصناف مع الأسف تحاربها وزارة الزراعة ونحن من جانبنا نقاتل منذ عام 2010 من أجل تشكيل لجنة محايدة لتقييم هذه الأصناف والاعتماد عليها من أجل إنتاج الأرز لكن لم يتم الاستماع إلينا حتى الآن”.
واسترسل “النمو السكاني سائر في طريقه، بينما نحن أوقفنا زراعة الأرز، وهي السلعة الاستراتيجية التي كنا نحقق فيها اكتفاءً ذاتيًا.. هناك مشكلة كبيرة في الآليات، الدولة تركت سلعة الأرز للتجار، مفيش دولة بتعمل كدا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *