أزمة تواجه فيلم سعاد وتعطل عرضه في مصر.. والسيناريست: المنتج سجل السيناريو باسمه في الرقابة كمؤلف (مستندات)

محمود عزت: الفيلم ما تحددش معاد عرضه في مصر لأنه لم يصدر تصريح الرقابة بعرضه وده ملوش علاقة بالمحتوى

المؤلف: اكتشفت إن فيه عقدين عليهم توقيع باسمي مش توقيعي ولا أعرف عن وجودهم شيء كل عقد بقيمة مادية مختلفة

عزت: أتمنى أحصل على إثبات ملكيتي للسيناريو قريباً والفيلم يكون متاح للعرض السينمائي في مصر بعد ما تم عرضه في أوروبا وأمريكا

كتب: عبد الرحمن بدر

تعرض فيلم سعاد لأزمة قبل عرضه للجمهور وذلك بعد مشاركته في مهرجانات دولية، وأعلن الكاتب والمؤلف محمود عزت، أنه فوجئ بنسب سيناريو العمل إلى أحد المنتجين المشاركين في الطلب المقدم منه شخصيا بتاريخ 26 أكتوبر 2016 دون علمه.

كان الفيلم عُرض ضمن الاختيارات الرسمية لـمهرجان كان في دورة غير اعتيادية بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد عالمياً، حيث أقيمت عروض الدورة الـ73 افتراضياً في قائمة موحدة تضم 56 فيلماً عوضاً عن توزيعها على أقسام المهرجان المعتادة.

وقال عزت في تدوينة له: “الفيلم فعلا نزل إعلان عن قرب عرضه في سينما زاوية، ولكن تم رفع الإعلان وناس كتير بعتت لي تسأل عن الأسباب فكان ضروري التوضيح”.

وتابع: “الحقيقة هي إن الفيلم ما تحددش معاد عرضه في مصر لأنه حتى الآن لم يصدر تصريح الرقابة بعرض الفيلم، وده ملوش علاقة بمحتوى الفيلم أو مضمونه، إنما لإن مارك لطفي، المنتج المشارك قام بتسجيل السيناريو باسمه كمؤلف في الرقابة، وهي سابقة ماسمعتش عنها لا في سينما تجارية ولا مستقلة ولا صامتة!”.

يذكر أن مهرجان تريبيكا السنوي أعلن في دورته العشرين عن الفائزين في فئات المسابقة، وكان من بين أفضل المكرمين في المسابقة الدولية بسنت أحمد وبسملة الغايش الممثلتان الرائدتان في فيلم سعاد.

يشار إلى أنه لم يصدر تعليق من مارك عن الواقعة، ولم يتسن لنا الحصولعلى رد منه على ما ذكره المؤلف محمود عزت.

وأضاف: “مارك بيقول إنه عمل كده من باب تسيير الأمور وتسهيلها، جه من إسكندرية عشان يسجل السيناريو باسمه كمؤلف هنا في الرقابة اللي جنبي في وسط البلد ورحتها كتير قبل كده لتسجيل أعمال أخرى، تسهيلا عليا، واللي كان نتيجته هو الوضع الحالي: الفيلم نفسه مهدد بعدم العرض في مصر قريباً ومحدش عارف هيتعرض إمتى بعد أكتر من سنة من اختياره في مهرجان كان، ده اكتشفته من شهور على خلفية طلب المنتج الأساسي للفيلم مراجعة الميزانية لوجود شبهة اختلاس كارثية بالنسبة لفيلم مستقل. كارثية حرفياً، ومش هافتح التفاصيل دي دلوقتي،هييجي وقتها بعدين بإذن الله عشان ما يتحولش البوست لغير غرضه أو يتفهم إنه محاولة للتشهير بشخص أو جهة”.

وقال محمود عزت: “المهم، بعد فتح ورق الفيلم لدى المنتجين، اكتشفت إن فيه كمان عقدين عليهم توقيع باسمي، مش توقيعي ولا أعرف عن وجودهم شيء، بيني وبين شركة فيج ليف المملوكة لمارك لطفي، كل عقد بقيمة مادية مختلفة، وطبعا ماوصلنيش منهم مادياً أي شيء، كل اللي فات ده، تزامن مع وصول إيميل للمنتج محمد حفظي (المنتج المشارك بالفيلم) من محامي مارك لطفي الألماني بيهدده وجماعة المنتجين بسحب الفيلم من مهرجان برلين!، ده غير إيميلات تؤذي سمعة الفيلم وجماعة المنتجين ضمنيا وصلت للمنتج الألماني والمخرج العظيم ڤيم ڤندرز المشارك في انتاج الفيلم. وايميلات وصلتني أنا شخصياً، كلها تتضمن التهديد بإيقاف مسيرة الفيلم في المهرجانات”.

وتابع: “طبعا الحمدلله قدرنا بمساعدة الأستاذ المحامي وائل عبد الواحد نحمي الفيلم لحد ما يكمل مشاركاته كلها في المهرجانات العالمية بنجاح، وقدمت بلاغ للنائب العام (رقم 717 لسنة 2021 حصر جرائم اقتصادية) بواقعتي تزوير عقود دون علمي ودون توقيعي والاعتداء علي حقوقي الأدبية والمالية في سيناريو الفيلم، ورفعت قضية تانية على مارك بسرقة حقوق السيناريو، الظريف في الموضوع إنه بيقول إني خسرتها لكن الحقيقة إنه تم الحكم فيها بعدم اختصاص المحكمة وإنما اختصاص المحكمة الاقتصادية بيها، اللي فاهم قانون يقدر يفرق بين التفاصيل الإجرائية دي كويس”.

وأضاف: “ده كان نتيجته واضحة جدا، إنه بعد ما كان مارك لطفي وعلى مدار فترة طويلة بيماطل ويسوّف وبيشترط علينا شروط معينة علشان ينزل الرقابة يصحح اللي الكارثة اللي عملها ودياً، راح بنفسه فوراً بعد لجوئي للقضاء يعترف ويقدم ورقة للرقابة تفيد إن السيناريو ملكي أنا وآيتن”.

وأردف عزت: “لكن للأسف، من شهر مارس ٢٠٢١ تاريخ تقديم مارك بإيده للطلب واللي اعترفت بيه الرقابة في ردها الرسمي على المحكمة إنه يديني أنا وآيتن حق الاستغلال المالي والأدبي وحتى الآن محصلش أي شيء يثبت لي حقي”.

وقال المؤلف: “لما زرت الرقابة على المصنفات بطلب رسمي علشان اخد ما يفيد إن حقوق السيناريو مملوكة ليا، فوجئت إنهم بيبلغوني إن الورقة دي لا تثبت ملكيتي للسيناريو أصلا! طلبت منهم إفادة رسمية بكده رفضوا وقالولي إني مليش صفة ليها علاقة بالفيلم!”.

وتابع: “الشاهد في النهاية، إن حتى هذه اللحظة لم يصدر أي مستند رسمي يرجع لي حقي في السيناريو رغم اعتراف كل الأطراف بيه، أنا الحقيقة أسباب ده مجهولة بالنسبة لي حتى الآن، لكن ده هو السبب الرئيسي لتأخّر عرض الفيلم في السينمات المصرية، ده الوضع الحالي وإعلانه كان لازم لحماية الفيلم وتقرير حقي، ومكنتش أحب الأمور توصل للدرجة دي، لكن أنا صبري نفد فعلاً بعد سنة كاملة من المماطلة والتسويف والتهديد بسحب الفيلم من المهرجانات”.

واختتم: “أتمنى أحصل على إثبات ملكيتي للسيناريو قريباً والفيلم يكون متاح للعرض السينمائي في مصر بعد ما تم عرضه في أوروبا وأمريكا وقريبا في الدول العربية، وأتمنى لصناع الأفلام المستقلة في مصر حظ أفضل وباشجعهم دايما يتأكدوا من كافة التفاصيل الورقية والمادية لو هو ده المستوى اللي مضطرين نتعامل معاه كصنّاع أفلام فيما يتعلق بالمهنية والنزاهة”.

يذكر أن فيلم “سعاد” هو ثاني تجربة روائية طويلة للمخرجة أيتن أمين بعد فيلم “فيلا 69″، الذي عرض لأول مرة عالميًا بمهرجان أبو ظبي السينمائي، وهو أول سيناريو فيلم لكاتب محمود عزت.

تدور أحداث فيلم “سعاد” حول الفروق بين هوية الإنسان في الحياة الواقعية ووسائل التواصل الاجتماعي من خلال شخصيته الرئيسية “سعاد”، الشابة التي تبلغ من العمر 19 عامًا، تعيش حياة مزدوجة، تظل “سعاد” محافظة ومحجبة بين أسرتها ومجتمعها، ومهووسة بصورتها على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعلها تكذب باستمرار بشأن حياتها الشخصية، وتعرض صورًا تتمنى حياة مرغوبة مختلفة، ويتم سحق طموحاتها ببطء من خلال غزو واقعها الحقيقي. أدت سلسلة من الحوادث الصغيرة إلى حدث مأساوي، جعل “رباب”، أختها الصغيرة البالغة من العمر 13 عامًا، تنطلق في رحلة حقيقية تبحث عن إجابات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *