أحمد ماهر ريجو يكتب من محبسه: رسالة إلى صديقي العزيز جوني ديب.. عندما منعني السجن من دعمك

صديقي العزيز جوني ديب
تحية طيبة وبعد..
في البداية اعتذر عن توقف دعمي لك منذُ ما يزيد عن العامين وأنا أعلم إنك كنت في أمس الحاجة لدعمي ولكن طوال السنتين كنت مسجونًا لأسباب سياسية فأرجو أن تعذرني فالسجن كالموت كلاهما كائن فظ وفوضوي لا يراعي التزاماتنا ولا يأسوا على ألم الفراق … فسامحني يا صديقي.

أهنئك على فوزك الغالي وأؤكد لك أنه وعلى رغم كل ما يحمله لك من معنى معنوي يحمل في طياته انتصارًا أكبر لنا جميعًا ضد الدعم غير المشروط وعنصرية البشرية ضد الرجال..
كنت أتمنى أن استفيض واسترسل في شرح تلك الجزئية ولكني أخشى من أخواتي الفيمينست أن يصنعوا من فخاذي بسطرمة وأنا لم أعد أملك إلا فخاذي حاليًا للأسف، لذا سأدخل في صلب الموضع الذي دفعني إلى كتابة رسالتي هذه إليك يا صديقي..
لقد قرأت عن بكاء الأستاذة الفاضلة أمبرهارد واعترافها أنها ما زلت تحبك حتى الآن وأنا أعلم خطورة هذه التصريحات كرجل “علق” قدير ولأني أعلم إنك علقً مثلي يا صديقي فإنا أؤمن بنظرية أن العلوقية هي قرينة الإبداع وأنت مبدع لذا وجب التحذير – الطريق ده أخره لحن حزين – فأرجوك تمسك فانهيارك سيكون ضربة موجعه تضاف إلي تاريخ طويل ومخزي لانهيار الرجال أمام دموع الجميلات لا تجعل دموعها تنسيك أن هالين ساقت الاغريق جميعهم إلى حرب استمرت عشرة أعوام راح ضحيتها اساطير وتدخلت فيها الألهة أنفسهم بمجرد هرب الست هانم من زوجها وبعد انتهاء الحرب وجدها زوجها فبكت فسامحها وأخذها وعاد .. والله زي ما بقولك كده يا جوني يا أخوية.
ولا شمشون الجبار التي كانت تسأله دليله كل ليلة عن نقطة ضعفه فيخبرها بنقطة ضعف كاذبة ليستيقظ صباحًا على محاولة قتله بستخدام نقطة الضعف التي أخبرها لها ليلًا وفي يومًا بكت له وأخبرته أنه لا يثق بها (شوف يا أخي البجاحة) فيضعف أمام دموعها ويخبرها بنقطة ضعفه الحقيقية … فينتهي.
يمكنني ان استمر في سرد القصص والأساطير من الشرق إلى الغرب بطول ليالي سجني ولكني لا أريد أن أطيل عليك فقط حاول أن تضع حدًا لضعفنا القاتل أمام سحر الجمال الذي مسح بكرامتنا الكوكب كله.
وفي النهاية إن قررت تتوكس وكستي ووكسة من سبقونا لأن على رأي المثال (الخيبة ملهاش معاد) فعلى الأقل هاتها بجميلة وأخرج من المعركة بوسام حتى إن كان وسام الصدأ…
والسلام ختام
أخوك الموكوس دائمًا
أحمد ماهر ريحو

رد جوني ديب
صديقي العزيز ريجو
تحية طيبة وبعد،
في البداية اعتذر لك عن تقصيري معك طوال سنوات سجنك ولكني أمتنعت عن السؤال خجلًا من عجزي عن المساعدة وعدم جدوى وثقل كلمات المواساة فأتمني أن تعذرني وتسامحني أشكرك على التهنئة وأقدر خوفك من أن تصنع أخواتنا الفيمينست من فخاذك بسطرمة فأنت تعلم أنهن سبق وأن صنعن من جسدي كله بوفتيك واستيك.
وأشكرك على دعمك المستمر وتحذيرك ويؤسفني أن أخبرك أن جدار قلبي كاد أن ينقض حتى جاء خطابك وأقامه … فانا لا اخفيك سرًا نعم احن لذلك الماضي
هل تعلم أني وعدتها أن لا أنظر إلى عينيها مرة أخرى، تظن هي أني فعلتها عقابًا لها، ولا تعلم أنه عقابي الأبدي كعقاب الألهة لبوسادين حين منعوه من النظر في عين ميدوزا..
أنا أيضًا يا صديقي أن نظرت إلى عينيها سافقد أرادتي الحرة وستنهار دروع كرامتي وأصير تمثال أمامها تضعني أينما شاءت وكيف شاءت..
يؤسفني أن أخبرك أن ضعفنا القاتل سر من أسرار الكون سيستمر استمرار جنس البشري ولن نجد له مفر أو سبيل للنجاة.
ولكني أعدك يا صديقي أني سأحاول تذكر خطابك دائمًا وأجعله مذكرًا لي لكل دموعي التي ذرفتها وحيد وجراحي التي لعقتها وهي لا تبالي.
أتمنى أن لا أخذلك ولا يضاف اسمي إلى قائمة المذلة الذكورية .. سأحاول أعدك.
وان انهزمت وانتصرت علوقيتي سابحث عن مبررًا أقوى من مبررات من سبقونا سأذكر نصيحتك وأحاول أن أخرج بأقل الخسائر سأخرج من هذه المعركة مكللًا بالأوسمة حتى وأن كانت أوسمه الصداء
هذا وإلى أن نلتقي
أخوك المخلص
جوني ديب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *