أحمد ماهر ريجو يكتب من محبسه بسجن القناطر: إلي محبوبتي القاهرة

إلى محبوبتي القاهرة، أعلم انك افتقدتيني كما تعلمين كم اضناني بعدك، وأعلم أن صديقي النهر العجوز يرسل لك نواحي فهو رغم ما اثقله من القهر والهموم لم يخذلني أو يخونني أبدا..
فعندما تغيب الشمس يبدأ نواحي.
شمس العصاري غابت ،،،،
ياللي بلادك بعيد
خايين يا زماني ،،،،
وديت حبيبي فين؟!
فرش الحمام علي المايه ،،،،
فراحوله الصيادين
تحسبني اليوم نسيتك ،،،،
ده البعد اللي جفاك
محبوبي البر التاني ،،،،
عنده مونة سنة
قدام بيت اللي بحبه ،،،،
شجرة وضله وهوا
وحين يجني علي الليل وأشعر بمقدار وحدتي وبعدي عنك أعود وأنوح.
“لأنك مهما تناءيت عني
وهان علي القلب ما لا يهون
وأصبحت فيك المغني القديم
أطوف بلحني ولا يسمعون
أموت عليك شهيدا بعشقي
وإن كان عشقي بعض الجنون”

وأحكي لمن حولي عن شوقي لك، وأني كنت اشتاق لك حتى وأنا لا أبرح أحضانك فيتعجبون ويستنكرون فأعلمهم “ان كل شوق يسكن باللقاء لا يعول عليه”

و أشكو بثي وحزني إلى الله، لأني علي يقين أن احدهم لم يكلف نفسه عناء أن يحكي لك سر غيابي القسري فلا أحد يهتم بهيامنا المتبادل.

ولكني علي يقين إني سأعود أينعم لم يحدثني العندليب كما حدث فيروز ولكني أعلم أني سأعود وإنك ستنتظريني، وحده هذا اليقين يرضيني.
عدت الآن أم عدت بعد سنين أنا راضي..
حضنتيني أم نهرتيني أنا راضي..
مشيتي معي مشواري أم “زرتيني كل سنة مرة” أنا راضي..

لكن وحده الشك سيقتلني ويقهرني فلا تصدقي فيا حاسد ولا تقبلي فيا الكذب، فأنا لا أدعي ما ليس بيا وأنت أعلم بما بيا فأنا لست بفارس أعلم.
“فأنا لست احسب من فرسان الزمان
إن عد فرسان الزمان
لكن قلبي كان دوما قلب فارس
كره المنافق والجبان
مقدار ما عشق الحقيقة”
أما ما دون ذلك فأنا هو، وانت أعلم من أنا
“انا صرخة من زمان عريق ،،،،
غدت في عيون الورى مهزلة
أنا طائر من بقايا النسور،،،،
سلام الحمائم قد كبله”

أنا عجين طينك، منحوت شمسك، غريم قمرك لما بيننا من خلافات ومناوشات كنت شاهدة يا حبيبتي علي جوره علي فيها وخيانته وزيف ضياه، أنا القاهري يا قاهرة..
وفي الختام لا استودعك إلا الأحباب أمانتي اليك، فأنا أسامحك فيما سواهم ولن أقبل مغنم بلاهم، وبلغي عني إني مازلت أمن أن البكا ليس كالصهيل وعدو الفوارس ليس كالهرله وبلغي عني السلام لكل نسر جسور مازال يري في السماء العلا منزله..

أحمد ماهر ريجو
٣١/٨/٢٠٢٢
سجن القناطر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *