الموت يُغيب أرملة نجيب سرور بعد وصيتها بالدفن بجواره.. ونجلها: بعد 44 عامًا من الفراق ارتمت في حضن رجلها وحبيبها
كتبت: ليلى فريد
غيب الموت إلكساندرا نجيب سرور، أرملة الشاعر نجيب سرور، بعد معاناة مع المرض، وبعد مناشدات من ابنها لوزارة الصحة والثقافة بسرعة التدخل لإنقاذها ووضعها بالرعاية المركزة.
ونعى فريد نجيب سرور أمه، قائلا: «بعد 44 عاما من الفراق ارتمت لما في حضن رجلها وحبيبها نجيب سرور، وهم الآن يرقصون ويضحكون».
وتابع: «شكرًا لك على حبك غير المشروط وعلى تربيتي وتربيتي لأكون ما أنا عليه، للحياة المثيرة للاهتمام بشكل لا يصدق التي منحتها لي. للإيمان بالسحر والاحتفال بالحب والخير، شكرًا لك على صبرك معي ومع رحلتي في هذه الحياة، لحفظ وحماية عائلتنا وانتظاري حتى أبلغ من العمر 47 عامًا التقيت بزوجتي الحبيبة أناستازيا، لطالما أحببتك وسأحبك وأتذكرك إلى الأبد».
وكان فريد طلب من رئيس الوزراء ووزيرة الثقافة ووزير الصحة سرعة التدخل لإنقاذ أمه، 91 عاما.
وقال في تدوينة سابق: «لقد تدهورت حالة أمي الصحية منذ حيث أصيبت باشتباه جلطة وترقد في عربية إسعاف أمام مستشفى الهرم الحكومية التي تطالب بمبالغ كبيرة نظير مكان بالرعاية المركزة لأنها غير حاملة للجنسية المصريه وهذه المبالغ فوق استطاعتنا».
يذكر أنه أطلقت أسرة الشاعر الراحل نجيب سرور، العام الماضي نداء على صفحات التواصل الاجتماعي، دعت فيه إلى رعاية زوجة سرور السابقة، التسعينية ألكسندرا كورساكوفا، حيث تحلم بشيخوخة هادئة في ظل الظروف الصحية الصعبة التي تعيشها، ورغبتها في أن تدفن بجوار زوجها بعد رحيلها، بعد رحلة قاسية عاشتها أسرة سرور في أماكن مختلفة من العالم، تلقت فيها صدمات تراجيدية متتالية.
يذكرأنه صعد نجم نجيب سرور في الستينات والسبعينات، حيث عرف بموهبته المتميزة، وامتلاكه موهبة شعرية مشهودة، حيث قدم أعمالاً شعرية ونصوصاً مسرحية لاقت استقبالاً حافلاً، مثل «يس وبهية»، و«آه يا ليل يا قمر» و«قولوا لعين الشمس»، و«منين أجيب ناس» و«بروتوكولات حكماء ريش».
وقد أثارت مجموعة قصائد سرور، المسماة على سبيل التخفيف «أميات»، والتي كتبها في الفترة ما بين 1969 و1974، واتسمت بالخروج والتجاوز الأخلاقي في ألفاظها التي وصلت إلى حد الفحش، فضلاً عن مضمونها السياسي الحاد، ضجة واسعة وعرض سرور للانتقاد من جمهور ونقاد، وللصدام مع السلطات.
وتعرفت كورساكوفا إلى نجيب سرور أثناء دراسته الإخراج المسرحي بموسكو، لكنه لم يستمر هناك كثيراً، حيث اتهم زملاءه بالتجسس عليه، وغادر من هناك إلى المغرب، ليعود بعدها إلى مصر.
وقال بيان أسرة سرور في سبتمبر الماضي، الذي كتبه فريد سرور، إن «أمي الحبيبة، ألكسندرا كورساكوفا، ذات الـ90 عاماً، السيدة العظيمة، أرملة وشريكة مشوار حياة ونضال الرجل المصري العظيم، الشاعر نجيب سرور، تعاني منذ سبع سنوات أمراض الشيخوخة، الديمنثيا، والزهايمر، وضعف النظر، ولقد فقدت أيضاً قدرتها على السير على قدميها، بسبب ضعف ساقيها، وآلام في ركبتيها والمفاصل، كما تعاني اضطرابات في جهازها الهضمي، وبسبب ذلك باتت تأكل بصعوبة، وأصبحت نحيفة جداً».
وكانت كورساكوفا سافرت إلى الهند للمكوث بجانب ابنها شهدي نجيب سرور، والذي توفي إثر إصابته بسرطان الرئة في الهند عام 2019.
وأضاف فريد: «الرحمة واجبة وممكنة لأمي بالرعاية الخاصة، والعلاج والحب قبل الموت، وليس بعده فقط، ولذلك أرجو أن تصل هذه الرسالة إلى الوزراء، مرفقة بطلب للحكومة المصرية بإرسال سيارة إسعاف لاستقبالنا في المطار عند الوصول، ونقل أمي إلى مستشفى مصري جيد».
يذكر أن نجيب سرور، واسمه الأصلي محمد نجيب محمد هجرس، من مواليد قرية إخطاب، التابعة لمركز أجا بالدقهلية في الأول من يونيو 1932، قد سبق زواجه من الفنانة سميرة محسن، إذ التحق سرور في مطلع حياته التعليمية بكلية الحقوق، ثم تركها ليلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وانتمى في الجامعة لجماعة «حدتو» اليسارية، وعرف بآرائه السياسية الراديكالية التي عرضته للاعتقال والفصل، وسافر للاتحاد السوفييتي في منحة دراسية، لكنه اتهم زملاءه بالتجسس عليه، فغادرها إلى المغرب ليعود بعدها إلى مصر، لتدخل حياته في سلسلة من الصدامات والاضطرابات، تنتهي بوفاته في مستشفى الأمراض العقلية عام 1978.
التحق سرور في مطلع حياته التعليمية بكلية الحقوق، ثم تركها ليلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وقد انتمى في الجامعة إلى جماعة «حدتو» اليسارية، وعرف بآرائه السياسية الراديكالية التي عرضته للاعتقال والفصل.