بعد بدء الملء الثانى لسد النهضة: “التحالف الشعبي” يجدد دعمه لاستخدام كل موارد القوة للدفاع عن حق مصر فى مياه النيل
الزاهد: الملء الأحادي قبل أيام من جلسة مجلس الأمن أغلقت المسار التفاوضي والدبلوماسى واسقط إعلان المباديء
مصر تواجه أزمة مصيرية وجودية آن أوان حسمها.. وأديس أبابا تخطط لخصخصة النيل وتحويله لبحيرة إثيوبية
كتب- محمود هاشم:
قال مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكى، إن الحزب يجدد تأكيده دعم استخدام كل موارد القوة، للدفاع عن شريان الحياة و الحق فى المياه فى إطار حق الدفاع الشرعى عن النفس، مؤكدا أن ساعة الحسم اقتربت ويثق في قدرات القوات المسلحة المصرية على تأمين حق الشعب فى الحياة ومنع إعاقة تدفق النهر بوضع محبس على النيل.
وأوضح الزاهد، في بيان اليوم الثلاثاء، أن الإعلان الإثيوبي الرسمي عن بدء الملء الثانى لسد النهضة بعمل أحادي ودون اتفاق، وقبل أيام من جلسة مجلس الأمن، وذلك بعد الملء الأحادي الأول، لا معنى له سوى أن المسار التفاوضي العبثي قد استنفذ كل أغراضه وأن النظام الإثيوبي يتعمد إسقاط الخيار التفاوضى الدبلوماسي وكل الاتفاقات الخاصة بالنيل، شاملة حتى إعلان المبادئ الذى استخدمته غطاء للتسويف وفرض الأمر الواقع، وأكد التحالف فى هذا السياق تمسكه بما جاء في البيان التأسيسي لجبهة الحفاظ على النيل.
وأضاف أن التحالف الشعبي الاشتراكي يرى أن دلالة الملء الثانى الأحادي بمثابة رسالة تؤكد مجددا على نفس دلالة الملء الأول الأحادي وهى أن النظام الإثيوبي يتعامل مع نهر النيل كشأن داخلي تقرره أديس أبابا بإرادة منفردة دون اعتبار لمبادىء القانون بخصوص الأنهار الدولية وللاتفاقيات التاريخية التي أعلن حكام أديس أبابا عدم التزامهم بها باعتبارها من موروثات العهد الاستعمارى، متنكرين لمصالح دول المصب ، وضرورات التعاون الإقليمي من أجل التنمية ولكل ما قدمه المفاوض المصري والسوداني من تنازلات وما أبدياه من نوايا حسنة للتعاون فى كل ما يلزم لتوفير موارد الطاقة لإثيوبيا دون الإضرار بمصالح دولتي المصب.
وتابع الزاهد أن عقدا من المفاوضات لم يسفر عن تغيير نوايا حكام أديس أبابا العدوانية، والتي وضحت من التصميم العدواني للسد، من حيث موقعه على تخوم حدودها مع السودان، ومن حيث سعته التى بدأت ب ١٤ مليار متر مكعب، وتضاعفت عدة مرات حتى بلغت ٧٤ مليار متر مكعب ومن حيث طبيعته بعد أن حولته من سد كهرومائي إلى سد تخزين ومن حيث أمانه وطبيعة التربة.
ولفت إلى أن النوايا الإثيوبية وضحت أيضا من ارتباط السد بمخطط لخصخصة النيل وتحويله لبحيرة إثيوبية، وتسليع المياه ونوايا تغيير خريطة دول الحوض، ومن حيث ما رافق كل هذه التحولات من حملة كاذبة عن عدالة توزيع المياه قياسا على حصص دول الحوض من مياه النهر حصريا وليس من مواردها من المياه إجمالا، والتى تضع مصر بالذات فى خانة دول الشح المائي بينما تضع إثيوبيا فى دول البساط الأخضر.
وانطلاقا من كل هذه الحقائق، أكد التحالف الشعبي الاشتراكي أن مصر تواجه أزمة مصيرية وجودية آن أوان حسمها بعد الخطوة الأخيرة الخاصة بالتوجه لمجلس الأمن لاستيفاء الشكل، دون أن تدخل من جديد فى دوامة مفاوضات عبثية، بينما يترسخ على الأرض الأمر الواقع بتثبيت محبس إثيوبيا على نهر النيل وخصخصة النهر.