غدًا بدء محاكمة القيادي الطلابي و18 شخصًا.. والمبادرة المصرية: ندين قرار إحالته إحالته وآخرين لمحاكمة جديدة أمام دائرة الإرهاب
قالت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية إنها تدين قرار إحالة القيادي الطلابي السابق معاذ الشرقاوي لمحاكمة جنائية جديدة بتهم تتصل بـ”الإرهاب”، في استمرار لسلسلة الانتهاكات والتنكيل به والتي لم تنقطع على مدى ستة أعوام.
وتعقد الدائرة الثالثة (إرهاب) بمحكمة جنايات القاهرة بمجمع سجون بدر غدًا، الثلاثاء 23 يناير، أولى جلسات محاكمة الشرقاوي و18 متهمًا آخرين في قضية جديدة (رقم 13330 لسنة 2023 جنايات المرج) بتهم من بينها “الانضمام لجماعة إرهابية”، وتمويل “الإرهاب”، واستعمال تطبيق (واتساب) لارتكاب جريمة “إرهابية”. وتصل عقوبة الجرائم المنسوبة للشرقاوي إلى السجن المؤبد.
وذكرت المبادرة المصرية أنها تقدمت – بصفتها وكيلًا قانونيًا عن معاذ الشرقاوي – ببلاغ للنائب العام في شهر يونيو الماضي، تضمن تفاصيل انتهاكات سافرة لم تقتصر على حقوقه الدستورية، وإنما امتدت حتى لمخالفة نصوص قانون الإرهاب.
ولفتت المبادرة إلى أن الشرقاوي ظهر في يوم 3 يونيو 2023 أمام نيابة أمن الدولة بالقاهرة الجديدة للمرة الأولى منذ القبض عليه من منزله، قبل ذلك التاريخ بأكثر من ثلاثة أسابيع، تعرض خلالها لانتهاكات من بينها التعذيب، والحرمان من التواصل مع أسرته أو محاميه.
وأضافت: أبلغ الشرقاوي محقق النيابة محمد حسين يومها باقتياده لمكان غير معلوم بعد القبض عليه في 11مايو 2023 على يد ضباط بقطاع الأمن الوطني، وتعرضه عدة مرات خلال الأيام الأولى من احتجازه للضرب على الوجه والكتفين باستخدام الأيدي والأحذية على يد أفراد لم يستطع تحديد هوياتهم بسبب تغمية عينيه طوال فترة احتجازه.
وذكر معاذ في أقواله أمام النيابة: “خلال التحقيق كان فيه ناس بتتعدى عليا بالضرب بإيديهم على وشي وجسمي فحصل لي إصابة في ودني الشمال وعضم كتافي، وبعدها حطوني في الحجز وفضلوا يعالجوني لحد ما خفيت وبعدها جابوني على النيابة”.
وتضمن تعديل لقانون الإرهاب في 2015 نصوصًا جديدة تسمح بالتحفظ على المتهم لمدة تصل إلى 28 يومًا بدعوى “قيام خطر من أخطار جريمة الإرهاب ولضرورة تقتضيها مواجهة هذا الخطر”.
وأشارت المبادرة إلى أن القانون نفسه نص على ضمانات وشروط حتى عند استعمال هذه السلطة الاستثنائية المخالفة للدستور، على رأسها أن “يكون [للمتحفظ عليه] حق الاتصال بمن يرى إبلاغه من ذويه بما وقع والاستعانة بمحام”، و”إيداع المتهم في أحد الأماكن المخصصة قانونًا”، فضلاً عن صدور أمر مسبب من محام عام على الأقل، والسماح للمتحفظ عليه بالطعن على قرار التحفظ أمام المحكمة وأن ينظر طعنه خلال ثلاثة أيام من صدور قرار التحفظ أو تمديده وإلا وجب الإفراج الفوري عن المتحفظ عليه.
يذكر أن معاذ الشرقاوي كان تعرض للحبس المطول من قبل على خلفية نشاطه السابق كنائب رئيس اتحاد طلاب جامعة طنطا، حيث تم توقيفه في سبتمبر 2018 وتعرض للإخفاء لمدة 25 يومًا تقريبًا، تعرض خلالها للتعذيب البدني والنفسي، قبل صدور أمر بإخلاء سبيله في أبريل 2020.
وفي مايو 2022، أصدرت محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ حكمًا ضد معاذ بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات، يليها الخضوع لمراقبة الشرطة لمدة خمس سنوات، وذلك بتهمة واحدة هي الانضمام لجماعة إرهابية استنادًا فقط على شهادة الضابط مُجري التحريات. وفي أكتوبر الماضي علمت المبادرة المصرية بتصديق رئيس الجمهورية على الحكم الصادر بموجب قانون الطوارئ والذي لا يتيح للمحكوم عليه الحق في الطعن بالاستئناف أو النقض.
وصدر قرار إحالة معاذ الشرقاوي للمحاكمة في القضية الجديدة في شهر ديسمبر الماضي. ونسب محضر تحريات الأمن الوطني الذي اطلع عليه فريق الدفاع إليه “تنظيم العديد من التظاهرات والفاعليات المناهضة والمطالبة بالإفراج عن العناصر الإخوانية الطلابية المحبوسة”. وقالت المبادرة المصرية إن هذه التحريات تثبت بما لا يدع مجالًا للشك استهداف معاذ فقط بسبب نشاطه الطلابي المشروع أثناء دراسته بكلية الآداب بالجامعة. ورغم تأكيد معاذ في جميع مراحل ملاحقته على عدم انضمامه لأي حزب أو تنظيم سياسي، فقد وجهت له نيابة أمن الدولة مجددًا تهمة الانضمام لجماعة الإخوان دون دليل و حتى قرينة.
وجددت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية مطالبتها بالإفراج عن معاذ الشرقاوي، والتحقيق الفوري في الانتهاكات التي تعرض لها بسبب نشاطه السلمي منذ عام 2018 وحتى اليوم.