تفاصيل الكشف الأثري الجديد بالأقصر.. مدينة سكنية كاملة تعود للعصر الروماني قرب بيت يسي أندراوس: أبراج حمام وعملات وأدوات للطحن
وزيري: وجدنا عددًا من الورش لصناعة وصهر المعادن بداخلها عدد من الأواني وقوارير المياه والزمزميات والمسارج الفخارية
مدير آثار مصر العليا: انهمك عشرات الأثريين والمرممين في العمل على مدار شهور.. والتعامل مع الطوب اللبن من أبرز الصعوبات
كتب- عبد الرحمن بدر وصحف
أعلن الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، اكتشاف مدينة سكنية كاملة من العصر الروماني، أثناء أعمال الحفائر الأثرية بمنطقة بيت يسي أندراوس المتاخم لمعبدالأقصر في البر الشرقي للمدينة.
وقال وزيري، في تصريحات صحفية، إن الاكتشاف كشف النقاب عن أهم وأقدم مدينة سكنية في البر الشرقي بمحافظة الأقصر، والتي تعد امتدادا لمدينة طيبة القديمة، لافتا إلى أنه خلال أعمال الحفر الأثري عثرت البعثة على عدد من المباني السكنية وبرجي حمام من القرنين الثاني والثالث الميلادي، وعدد من الورش لصناعة وصهر المعادن بداخلها عدد من الأواني، وقوارير المياه، والزمزميات، والمسارج الفخارية، وأدوات للطحن، وعملات رومانية من النحاس والبرونز.
وتابع أن هذا الموسم مبشر للغاية، وأن البعثة سوف تستكمل أعمال الحفائر بالموقع والتي ربما تقود للكشف عن المزيد من أسرار هذه المدينة.
ومن جانبه، قال د. فتحي ياسين، مدير عام آثار مصر العليا، إنه عثر داخل برجي الحمام المكتشفين عن العديد من الأواني الفخارية التي كانت تستخدم كأعشاش للحمام والتي أوضحت الدراسات الأولية أنه بدأ استخدامها بدءا من العصر الروماني.
تجدر الإشارة إلى أن البعثة كانت قد بدأت استكمال أعمال الحفائر هذا الموسم بمنطقة بيت أندراوس في سبتمبر 2022، وأنها كانت عثرت خلال مواسم حفائرها السابقة عن عدد من الأمفورات، والمسارج من العصر البيزنطي، بالإضافة إلى مجموعة من العملات البرونزية الرومانية، وجزء من جدار من العصر الروماني ومخزن قديم، وعدد آخر من الأيقونات الأثرية تعود لحقب تاريخية مختلفة.
فتحي ياسين، قال لموقع “سكاي نيوز عربية”: “كانت الآمال كبيرة حينما بدأت البعثة الموسم الجديد من الحفر، تحلى الجميع بالصبر أثناء التنقيب أسفل بيت يسي أندراوس، حصلنا على نتائج أولية مبشرة حتى أجزاء من مدينة سكنية، أدركنا أننا أمام اكتشاف مميز للغاية، وغمرت السعادة قلوب الحضور من هول اللحظة”.
ويضيف المشرف على حفائر البعثة المصرية في بيت يسي أندراوس بمعبد الأقصر: “فوجئ أعضاء الفريق بظهور جدار من الطوب اللبن ومع استمرار العمل تبين وجود مبانٍ سكنية فضلا عن ورش خاصة بصناعة المعادن تعود للعصر الروماني بجانب عملات من النحاس والبرونز في حالة جيدة وقوارير مياه وأدوات للطحن”.
وواصل:”مع مرور الوقت وجدنا أيضًا برجي حمام يبلغ طول الأول 18 مترا وعرضه 7 أمتار بداخلهما مجموعة من الأواني الفخارية، وهي نموذج فريد لم يكتشف مثله من قَبل في المنطقة، وتبين لنا من المؤشرات الأولية أن المنطقة تنتمي لمجتمع سكني صناعي، وهي إضافة جديدة لتاريخ مصر القديمة في الأقصر”.
وأضاف: “انهمك فريق العمل المكون من 10 أثريين ومرممين رفقة نحو 30 من عمال الحفائر في العمل على مدار شهور كما عمل متخصصين على تنفيذ إسعافات أولية مباشرة للقطع الأثرية المكتشفة عن طريق فريق الترميم فيما جرى نقل بعضها إلى أماكن مخصصة لتلك المهمة تابعة لوزارة السياحة والآثار”.
وعن أبرز الصعوبات التي واجهت البعثة الأثرية خلال عملها، قال ياسين: “يعد التعامل مع الطوب اللبن خلال أعمال الحفائر تحديا كبيرا حيث يجب على الجميع الحفر بهدوء ودقة متناهية مع هذا النوع من الأثر، منعًا لوقوع أضرار أو تدمير أجزاء منه خلال التفتيش عن باقي المدينة السكنية، وتمت المهمة في نهاية الأمر بنجاح”.
وتابع المشرف على حفائر البعثة المصرية في بيت يسي أندراوس أن أعمال التنقيب مستمرة حتى نهاية موسم الحفائر في أبريل المقبل، موضحا أن المكان متسع للغاية وهناك توقعات بالكشف عن المدينة بكامل مساحتها خلال الفترة المقبلة والعثور على مزيد من القطع الأثرية.
ويختتم حديثه قائلا: “نثمن مجهودات البعثة الأثرية في بذل أقصى طاقة من أجل الحصول على أفضل نتائج خلال أعمال الحفائر، وأشد على أيديهم لتحقيق مزيد من الإنجازات وإيجاد تفسيرات جديدة لحياة المصريين القدماء وتجربتهم الفريدة في الفترات الزمنية القديمة”.