هل تنخفض إصابات كورونا فعلا في مصر؟.. درب في جولة داخل مراكز الأشعة الخاصة

كتب- إسلام الكلحي

منذ نحو شهر توجه أحمد عبدالحميد، لمركز «ألفا سكان» للأشعة في المهندسين، لإجراء أشعة مقطعة على الصدر لبيان ما إن كان مصابا بفيروس كورونا المستجد من عدمه؛ قضى أحمد ما يقرب من 4 ساعات في الانتظار بالمركز الذي كان يعج بالمشتبه في إصابتهم بكوفيد-19.

طبقا للتقرير الرسمي اليومي الصادر عن وزارة الصحة، شهدت مصر خلال الأيام الماضية انخفاضا ملحوظا في عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا، وسجلت في بعض الأيام أقل من ألف حالة إصابة بعد أن كانت الإصابات تصل لـ1700 حالة، وهو ما دفع الكثيرين لترجيح أن مصر قد تجاوزت ذروة انتشار المرض في البلاد.

فيما أشار البعض إلى أن حصيلة الإصابات التي تعلن عنها وزارة الصحة هي «حصر للأعداد اللي اتعمل ليها فحص وثبت أنها إيجابية»، وهو الرأي الذي تبنته الدكتورة منى مينا، وكيلة نقابة الأطباء سابقا، في تصريحات سابقة لدرب وأكده أيضا كثير من الأطباء.

في محاولتنا لاستطلاع الأمر والتأكد من نسب الاصابات وهل تراجعت بالفعل، قررنا التوجه إلى مراكز الأشعة الخاصة التي يتوجه إليها غالبية المصابين بفيروس كورونا المستجد، والذين لا يتوجهون إلى المستشفيات والمعامل الحكومية لإجراء فحوصات كوفيد-19، لمعرفة ما إن كانت أعداد الإصابات  بالمرض الذي يصيب الجهاز التنفسي تنحفض في مصر أم لا.

في مركز «الطاهرة» للأشعة بشارع الملك فيصل، بدت الأعداد طبيعية، حيث لا يوجد زحام وهناك عدة مقاعد خالية في صالة الانتظار، إلا أن مسؤولي الحجز بالمركز رفضوا الإدلاء بأي تصريحات صحفية حول أعداد المترددين لإجراء أشعة مقطعية على الصدر، لكن أحد العاملين في المركز، رفض ذكر اسمه، أكد لنا أن عدد الوافدين لإجراء أشعة مقطعية على الصدر قل كثيرا عن أعدادهم قبل شهر، لافتا إلى أن الأسانسير كان «طالع نازل ما بيريحش»، في إشارة إلى كثرة المرضى الوافدين على المركز لإجراء فحوصات.

في مركز الأهرام للأشعة في منطقة المساحة بشارع الملك فيصل استقبلنا موظف يدعى محمد إبراهيم، قائلا إنه لا يوجد حصر لديه بعدد الوافدين على المركز لإجراء أشعة مقطعية على الصدر. ورغم أن المركز بدا خاليا إلا من 5 حالات، لكن محمد رفض القول بشكل قاطع إن هناك تراجعا في عدد المترددين على المركز لإجراء أشعة الصدر.

الخوف من الحديث للصحافة، دفعنا للتوجه إلى مركز «ألفا سكان» في المهندسين دون الإفصاح عن الهوية الصحفية. هناك سألنا أحد الموظفين عن عدد ساعات الانتظار المتوقعة لإجراء أشعة مقطعية على الصدر وهل سننتظر مثل ما حدث منذ شهر 4 ساعات، فكان الرد قاطعا «لا»، حيث أشار الموظف إلى أن أعداد الوافدين لإجراء هذا الفحص قل عما هو الحال قبل شهر، مرجحا الانتظار من ساعة إلى ساعتين في غشارة لتراجع الاعداد بنسب كبيرة.

صعدنا إلى الطابق الثاني حيث تُجرى الأشعة المقطعة على الصدر بالمركز، لم يكن هناك مقعد خالي. لكن لا بد من الإشارة إلى صالة الانتظار صغيرة بعض الشيء.

عدنا لأحمد عبدالحميد، الذي أجرى أشعة مقطعية في ذات المركز قبل شهر، فأكد لنا أن الانتظار في الطابق الثاني غير قاصر فقط على الوافدين لإجراء أشعة مقطعية على الصدر، لافتا إلى أنه قبل شهر كان الانتظار في صالة بالطابق الأرضي، وكانت ممتلئة على آخرها.

عدنا للطابق الأرضي مرة ثانية التي يتواجد فيها الموظف الذي أكد لنا انخفاض أعداد الوافدين لإجراء أشعة مقطعية على الصدر، فوجدنا أن هناك العديد من المقاعد الخالية في صورة مغايرة لما وصفها أحمد لنا عن الوضع في ذات المركز قبل شهر.

وبالتواصل مع مركز الدقي للأشعة، أخبرنا أحد ممثلي خدمة العملاء أننا لن ننتظر كثيرا عند الحضور لإجراء الأشعة، مؤكدا أن الأعداد قلت عما كان عليه الحال قبل شهر.

في مركز «تكنو سكان» أكدت إحدى ممثلي خدمة العملاء أننا لن ننتظر كثيرا لإجراء أشعة مقطعية على الصدر، لكنها أشارت إلى أن ذلك سببه هو أن إجراء الأشعة بالحجز بناء على حجز مسبق، حيث يوزع المركز عدد الحالات على مدار اليوم. وعند سؤالها هل انخفضت الأعداد حاليا قالت باقتضاب: «بالظبط يا فندم».

يقول الدكتور حمادة الجيوشي، طبيب بمستشفى منشية البكري العام، أحد المستشفيات التي تستقبل الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا المستجد، إن المستشفى يستقبل حاليا ما لا يزيد عن 80 حالة بعد أن كان يستقبل أكثر من ألف حالة في اليوم سابقا.

وتجاوزت الإصابات بفيروس كورونا في مصر التي تحتل المرتبة الـ24 عالميا، 83 ألفًا، وكانت وزارة الصحة قد أعلنت مساء الإثنين إصابة 931 بكورونا ووفاة 77 وخروج 556 من مستشفيات العزل، ليرتفع إجمالي العدد الذي تم تسجيله في البلاد بفيروس كورونا حتى يوم الإثنين إلى  83,001 حالة من ضمنهم 24975 حالة تم شفاؤها، و3935 حالة وفاة.

وبدأت أعداد الإصابات اليومية بمصر في الانخفاض في 29 يونيو الماضي، حيث هبطت من 1566 إلى 969 في 6 يوليو الجاري؛ ومنذ ذلك التاريخ تسجل مصر يوميا عدد إصابات أقل من ألف حالة، باستثناء يومي 7 و8 يويو، حيث سجلت فيها على التوالي 1057 و1025 إصابة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *