نصر الدين علام: سدود إثيوبيا أدت لجفاف نهري أومو وجوبا وبحيرة توركانا وبوار 100 ألف فدان في الصومال

وزير الري السوداني: الملء الثاني للسد يهدد 20 مليون سوداني.. وعلام: إثيوبيا لم تتفاوض مع جيرانها وسدودها أدت لهجرة عشرات الآلاف

كتب- فارس فكري

قال الدكتور نصر الدين علام وزير الري الأسبق إن سدود إثيوبيا أدت إلى جفاف نهري أومو وجوبا وبحيرة توركانا في كينيا والصومال ما أسفر عن هجرة عشرات الآلاف من السكان في البلدين المجاورين لإثيوبيا التي لم تلتفت لخسائر الدول المجاورة ولم تتفاوض معهما رغم وجود اتفاقيات.

كما كشف علام أن إثيوبيا لم تعتبر لتدخلات الأمم المتحدة وصندوق البنك الدولي الذي سحب تمويله للسدود ولجأت للصين والشركة الإيطالية – التي تشيد سد النهضة الآن- لبناء السدود التي أدت لخسائر جيرانها.

من ناحية أخرى قال الدكتور ياسر عباس وزير الري السوداني إن الملء الثاني لسد النهضة التي أعلنت إثيوبيا عن تنفيذ يوليو المقبل يشكل تهديدا مباشرا لتشغيل سد الروصيرص ويهدد الأمن القومي لحياة 20 مليون إنسان في السودان.

وقال محمد نصر الدين علام في تدوينة على حسابه على الفيسبوك:

أثيوبيا والاستخدام العادل والمنصف للمياه:

 1. تتغنى أثيوبيا بهذا المبدأ لتحقيق العدالة بين الدولة المتشاطئة فى النهر الواحد، ولكنها ليست جادة نهائيا فهى تسعى للهيمنة الكاملة على الأنهار التى تمر بأراضيها

 2. نهر أومو مشترك بينها وبين كينيا، فأقامت أثيوبيا عليه سلسلة من السدود يقترب ارتفاع أحدهم ٣٠٠ متر، وحجزت المياه وولدت الكهرباء وأجلت السكان الأثيوبيين المحليين وأحضرت شركات استثمارية لزراعات القصب وأنشأت المصانع الاستثمارية لصناعة السكر. وجف النهر وجفت بحيرة توركان الصحراوية الرائعة وهاجر عشرات الآلاف من السكان المحليين لكينيا.

وتدخلت اليونسكو لانقاذ بحيرة توركانا الصحراوية الرائعة ولكن كالعادة لا مجيب، فقام البنك الدولى والبنك الأفريقي للتنمية بحجب تمويلهم لهذه السدود فلجأ زيناوى إلى الصين التى مولت إنشاءات هذه السدود ونفذتهم الشركة الإيطالية سلينى بتاعة سد النهضة. هذه هى أثيوبيا حتى مع كينيا الجارة والصديقة وهما دولتان وقعا على اتفاقية عنتيبى معا، ولكن لم تسمح أثيوبيا لكينيا حتى بالتفاوض معها.

 3. نهر جوبا المشترك مع الصومال والذى يصب فى المحيط الهندى، والتى كانت تعتمد عليه الصومال فى رى ١٠٠ ألف فدان، أقامت عليه أثيوبيا سدين واستنفذت المياه بالكامل، وبارت الأراضى الصومالية وهاجر السكان المنطقة ولا عزاء لعصابات حقوق الإنسان ولا صوت للدول العظمى نظرا لمصالحها فى المنطقة.

 4. فى مفاوضات عنتيبى اجتمعت أنا وكمال على الوزير السودانى مع الوزير الأثيوبى فى مكتبه عام ٢٠١٠، ودار بيننا نقاش ماذا تريد أثيوبيا من مصر والسودان، فقال مياه للزراعة والكهرباء فسألناه كم تريد من المياه فقال بتسألوا ليه هو انتم موافقين على كده، فقلنا له اذكر لنا طلباتك، فلم يجاوب وقال سأقول لكم فى اجتماعنا القادم بالقاهرة، وطبعا لم يتحدث معنا فى ذلك نهائيا بعدها.وفى المفاوضات الحالية لسد النكبة، سأل المصريين الأثيوبيين نفس السؤال والإجابة إننا يجب أن ننضم لعنتيبى لكى نتفاوض، وهكذا لا إجابة شافية خلال ١٠ سنوات والى الأبد.

من ناحية أخرى أعرب وزير الري والموارد المائية الدكتور ياسر عباس عن أمله أن يكون سد النهضة وسيلة للتعاون الإقليمي بدلا من أن يكون بؤرة للنزاع السياسى بين الدول الثلاث، متمنيا التوصل إلى اتفاق قبل الملء الثاني باعتباره مهددا خطيرا للأمن القومي السوداني.

وقال عباس في تصريحات صحفية، اليوم الاثنين أن هذا اليوم يصادف 22 يناير والذي تم اختياره في 1999 بتنزانيا لتعبر كل دول حوض النيل عن أهمية نهر النيل في البلدان الــ11 ليكون مصدراً للتعاون والرخاء والنماء لتلك الدول.

وقال عباس إن شعار هذا العام هو إعادة التفكير في الاستثمارات الإقليمية في حوض النيل؛ مبينا أن نسبة المشاريع في الإقليم دون الطموح خلال الــ 20 عاما الماضية وأن هنالك العديد من المشاريع مثل الربط الكهربائي والملاحة النهرية وبناء الخزانات فضلا عن المشاريع الزراعية والسمكية التي لم تر النور ودون الطموح.

وأشار إلى أن شعار هذا العام الذي يدعو إلي إعادة التفكير فى رفع هذه المشاريع التنموية هو لمزيد من التعاون بين دول حوض النيل ويأتى بعد جمود مفاوضات سد النهضة كما هو معلوم خلال الأسابيع الماضية بعد توقف الاجتماعات في يناير الماضي وزيادة التوتر بين الدول الثلاث.

وأعرب الوزير عن أمله فى أن تفكر هذه الدول بجدية في الفلسفة الأساسية لسد النهضة، التي تدعو للتعاون الإقليمى وتوليد الكهرباء من إثيوبيا؛ وزيادة الانتاج الزراعى والأمن الغذائي من السودان؛ والصناعة من مصر.

وحول إعلان إثيوبيا ملء سد النهضة في يوليو القادم، قال الوزير السوداني إنه يشكل تهديدا مباشرا لتشغيل سد الروصيرص، وبالتالي كل مشاريع الري ومحطات مياه الشرب والري في النيل الأزرق إلى مدينة عطبرة وما يقارب الــ 20 مليون نسمة مهددون بهذا الملء؛ وأضاف قائلا ” نأمل في التوصل إلى اتفاق قبل الملء الثاني باعتباره مهددا خطيرا للأمن القومي السوداني”.

ولفت عباس إلى أن هنالك العديد من التحوطات لمجابهة ملء سد النهضة تتمثل في التحوطات الفنية والدبلوماسية حيث تحرك السودان فى هذه الأيام بنشاط كبير لتقوية وساطة الاتحاد الإفريقى وإدخال الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأمريكا لكي يلعبوا دور الوسطاء مؤكدا أنهم سيعملون جاهدين في هذه الأيام باتصالات دبلوماسية وسياسية مع الكنغو الرئيس القادم للاتحاد الإفريقي من أجل أن تلعب هذه المنظمات كوساطة رباعية في هذا الملف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *