مصر تدخل الأسبوع السابع لكورونا.. مطالبات بالإفراج عن المحبوسين احتياطيًا وسجناء الرأي.. ومناشدات للبقاء في المنزل

أحزاب ومنظمات حقوقية وشخصيات عامة وأسر معتقلين.. ومطلب واحد: الإفراج الفوري عن المحبوسين احتياطيا و سجناء الرأي وكبار السن وذوي الحالات الخطرة

مبادرات فنية وثقافية وارتفاع الضحايا لـ536 مصابًا و30 حالة وفاة في آخر حصر رسمي

العالم يسارع للإعلان عن علاج كورونا.. والصحة: الوضع الوبائي في مصر تحت السيطرة

عبد الرحمن بدر

دخلت مصر اليوم السبت، الأسبوع السابع لانتشار فيروس كورونا، وسط دعوات أطلقها حقوقيون وسياسيون ونشطاء بالمجتمع المدني للإفراج عن المحبوسين احتياطيًا والمحبوسين على ذمة قضايا رأي.

ودشن نشطاء هاشتاج “فيه _وباء_خرجوا_السجناء”، أكدوا فيه على ضرورة الإفراج عن المحبوسين لمنع انتشار كورونا بالسجون وتقليل الأعداد بالسجن.

مطلب واحد .. فيه وباء خرجوا السجناء

بين أحزاب ومنظمات حقوقية وشخصيات عامة وأسر معتقلين، كانت المطالب واحدة خلال الأسابيع الماضية، وهي الإفراج الفوري عن المحبوسين احتياطيا و سجناء الرأي وكبار السن، وذوي الحالات الخطرة ممن يستحقون عفوا صحيا خوفا من تفشي فيروس كورونا المستجد داخل أماكن الاحتجاز.

الجميع اتفق على أن هذه المطالب انسانية قبل ان تكون سياسية ، ويجب أن تكون “عابرة لأي خلاف سياسي”، منعا لانتشار كارثة إنسانية قد تشكل تهديدا على آلاف السجناء والأسر، بعد زيادة الأعداد المصابة بالفيروس الجديد، وشددوا على ان انتشار الفيروس في السجون لن يفرق بين المساجين والعاملين بالسجون.

أطلقت الحركة المدنية الديمقراطية مبادرة برسالة للنائب العام موقعة من الأحزاب المشاركة فيها وعدد من رؤسائها وقياداتها، والشخصيات العامة بإخلاء سبيل المحبوسين احتياطيا فى قضايا الرأى، وذلك كخطوة أولى تتلوها خطوات ضرورية لتخفيف ازدحام السجون وإصلاح أوضاعها، بالنظر في أوضاع بقية السجناء ومن يستحق العفو سواء صحيا او لأسباب أخرى، على ضوء تفشى فيروس كورونا وتحذيرات منظمة الصحة العالمية التى اتخذت اجراءات للتعامل معه كوباء عالمى وما شرعت فيه الحكومة المصرية من تدابير.

أيضا طالب تكتل ٢٥-٣٠ البرلماني النائب العام ورئيس الجمهورية بخمسة خطوات تخص المحبوسين احتياطيا والمحبوسين والمحتجزين على ذمة قضايا رأي والسياسيين والحالات الحرجة من المرضي والمسنين من غير المتورطين في اعمال عنف، تطبيق قواعد الافراج الشرطي والصحي على المسجونين، وقال التكتل في بيان أصدره إن ذلك يأتي في إطار الاجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا.

وطالبت 7 منظمات حقوقية في بيان لها اليوم، الحكومة المصرية بالإفراج عن السجناء/ والسجينات ممن تجاوزت أعمارهم 60عامًا، وكذا الثابت إصابتهم بأمراض خطيرة كالسرطان وأمراض القلب، وأمراض الجهاز التنفسي، والسجينات الحوامل، والغارمين والغارمات، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من سجناء الرأي من الصحفيين والمحاميين والحقوقيين المحبوسين احتياطيًا، ومن الثابت محل سكنهم ولا يشكل خروجهم أي خطر على المجتمع، مشيرة إلى ان بعضهم تجاوز المدد القانونية للحبس الاحتياطي المقررة بعامين، وأصبح استمرار احتجازهم إجراء غير قانوني.

واعربت المنظمات الموقعة على البيان عن بالغ قلقها إزاء ماوصفته بتعنت الحكومة المصرية واستمرار رفضها إطلاق سراح بعض فئات المحتجزين بالسجون المصرية تقليلاً للتكدس في ظل تفشي وباء كورونا الجديد، وما يشكله من تهديد بتحويل السجون لبؤر وبائية يمتد أثرها لكل الجمهورية.

وانضم للمطالبات عدد كبير من الشخصيات العامة والسياسيين والحقوقيين، وكذلك منظمات عربية ودولية كلها تحمل نفس النداء ” فيه وباء خرجوا السجناء

خليك في البيت .. دعوة عامة

وفي سياق متصل أطلق فنانون وشخصيات عامة مبادرات للبقاء في المنزل وعد الخروج إلا للضرورة لمنع انتشار الوباء، يأتي ذلك رغم تطبيق الحكومة لحظر تجوال جزئي مساء كل يوم.

وأعلنت وزارة الثقافة عن بث حفلات وفقرات ترفيه للمواطنين في البيت، وقام فنانون ببث حفلات على مواقع التواصل الاجتماعي لتسلية المواطنين أثناء الحظر ومن أبرزهم علي الحجار وتامر عاشور.

إحصائيات رسمية

وفي آخر حصر رسمي أعلنت وزارة الصحة والسكان، أمس الجمعة، عن ارتفاع عدد الحالات التي تحولت نتائج تحاليلها معمليًا من إيجابية إلى سلبية لفيروس كورونا (كوفيد-19) إلى 147 حالة.

وأعلن الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، عن خروج 14 حالة من المصابين بفيروس كورونا من مستشفى العزل، من ضمنهم 11 مصريًا و 3 فرنسيين، وذلك بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 116 حالة حتى اليوم، من أصل الـ 147 حالة التي تحولت نتائجها معمليًا من إيجابية إلى سلبية.

وأوضح أنه تم تسجيل 41 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، من بينهم حالة لمواطن أمريكي الجنسية و40 مصريًا، وهم من المخالطين للحالات الإيجابية التي تم اكتشافها والإعلان عنها مسبقًا، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، لافتا إلى وفاة 6 حالات بينهم سيدة ألمانية تبلغ من العمر ٧٥ عامًا، و5 مصريين تتراوح أعمارهم بين ٥٠ عامًا و٦٥ عامًا من محافظتي القاهرة ودمياط.

وقال مجاهد إن جميع الحالات المسجل إيجابيتها للفيروس بمستشفيات العزل تخضع للرعاية الطبية، وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية.

وذكر مجاهد أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى اليوم الجمعة، هو 536 حالة من ضمنهم 116 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و30 حالة وفاة.

وقالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان: “مازال الوضع الوبائى في مصر تحت السيطرة حتى الآن”.

وأضافت أنه سيتم عمل معامل تابعة للمعامل المركزية في كل محافظة لتحليل فيروس كورونا، وهناك 23 معملا في 23 محافظة، وخلال أيام سيصل عددهم إلى 27 معملا، وهذا ما أكدت عليه منظمة الصحة العالمية وأشادت به.

وتابعت أن معدلات مصر جيدة للغاية، ونحاول أن تتجنب الوصول لذروة الإصابات، موضحة أن العالم كله يعاني من نقص حاد في مستلزمات الوقاية، وبالنسبة لمصر، فإن مصر لديها أعداد جيدة للغاية وهناك طلبيات أخرىة يتم توريدها.

وأكدت الوزيرة أن ضبط الزحام فى المترو قد يتطلب بعض الوقت، على الرغم من المخاوف الكبيرة التي تحملها بشأن هذا الأمر، مشيدة بالإجراءات التي اتخذتها وزارة النقل كإجراءات احترازية لمنع نشر العدوى، مؤكدة على أن الإجراءات يتم اتخاذها بشكل تشاوري في حضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء.

وقالت إن كل الأدوية التي أشارت إليها أمريكا وفرنسا لعلاج فيروس كورونا، والتي تعالج أمراض أخرى، تستخدمها مصر في بروتوكول العلاج من فيروس كورونا، وكلها تأتي بثمارها مع استمرار استخدامها، ويتم مشاركة منظمة الصحة العالمية فيها أولا بأول، وأن لجنة التقصي أشادت بنسبة الشفاء التي وصلت إلى 22% والنسبة تزيد في محافظات الصعيد.

تجارب سريرية .. وادوية

من جانبه قال د. علاء عوض، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس تفاءلوا، مشيرا إلى إن لحظة الوصول إلى بروتوكول لعلاج فيروس كوڤيد ١٩ المعروف بـ كورونا يبدو أنها اقتربت، وأوضح أن هناك العديد من الأدوية المرشحة التى يتم اختبارها الآن فى عديد من البلدان.

وأكد علاء عوض أنه لا داعى لاستباق الأحداث والإعلان عنها إعلاميا قبل استقرار الأمور والوصول إلى بروتوكول متماسك ومتفق علبه علميا .

وأوضح عوض في اتصال هاتفي مع درب أن منظمة الدواء والغذاء العالمية FDA قد وافقت لبعض الدول في مناطق مختلفة من العالم، على استخدام بعض أنواع الأدويية من عائلات دوائية مختلفة في علاج المرضى وأن بعضها يعطي نتائج مبشرة، حتى الآن، مشددا على ضرورة عدم الإفصاح عنها بسبب لجوء البعض إلى الشراء أو استخدامها دون مراجعة الاطباء، خاصة وأنها جميعا في طور التجريب، ضاربا المثل بزوج وزوجة أمريكيين لجأوا لشراء تركيبة دوائية أعلن عنها ترامب، مما تسبب في موتهما خاصة وأنهما اشترا تركيبة سامة تحمل اسما مشابها بدلا من الدواء المعلن عنه.

وأوضح عوض أن التجارب السريرية التي تجرى على المرضى الآن ليست تجارب تقليلدية خاصة وأن العالم يسعى بكل طاقته لمواجهة كورونا، موضحا أن هذه التجارب من المتوقع أن تعطي نتائج ايجابية قريبا.

يأتي ذلك فيما تتسابق عدة دول في العالم على انتاج لقاحات لكورونا واعلنت كل من الصين وأمريكا وروسيا وألمانياـ بدء تجارب سريرية على لقاحات متوقعة ضد الفيروس القاتل، فيما يقوم الأطباء الفرنسيون بتجربة عقارات قديمة لمواجهة الفيروس، وأشارت بعض التسريبات إلى ان نسبة نجاح هذه العقارات في السيطرة على المرض تجاوزت 50 % . لكن منظمة الصحة العالمية لم تعترف بأي من هذه اللقاحات حتى الآن.

من ناحية أخرى يستعد باحثون من 4 دول، لبدء تجارب سريرية حتى يتأكدوا من النجاعة الممكنة للقاح عمره نحو 100 عام ضد داء السل في الوقاية من فيروس كورونا (كوفيد 19).

وبحسب مجلة (ساينس)، فإن اللقاح المستخدم ضد السل وهو مرض بكتيري، قد يستطيع تعزيز مناعة الإنسان بشكل كبير حتى تصبح قادرة على محاربة الفيروس المسبب لمرض (كوفيد 19)، أو أن اللقاح سيقي من الإصابة بالمرة. ومن المقرر أن يجري تقديم هذه الجرعات التجريبية لأطباء وممرضين معرضين بشكل كبير للإصابة بالمرض التنفسي، فضلا عن كبار السن الذين يشكلون أغلب المصابين والضحايا.

وجرت الاستعانة بلقاح ضد السل لأن فيروس كورونا يلحق ضررا كبيرا بجهاز الإنسان التنفسي، أو يؤدي إلى إصابته بالتهاب الرئة في الحالات الأشد.

ومن المرتقب أن يجري فريق علمي من هولندا أولى هذه التجارب، خلال الأسبوع الحالي، وسيشمل ألف شخص ممن يعملون في الرعاية الصحية. ويأخذ المشاركون في هذه التجربة، عينة من لقاح يعرف في الوسط الطبي بـ(سي بي جي) ويستخدم في الأصل للوقاية من السل.

ويحاول العلماء الاستفادة من اللقاحات الموجودة من أجل مكافحة وباء كورونا، لأن تطوير لقاح خاص بـ(كوفيد 19) يتطلب انتظار مدة تتراوح بين سنة و18 شهرا. ويعزو الباحثون هذا التأخير إلى حاجة أي لقاح لمدة اختبار كافية، لأجل رصد أي مضاعفات جانبية سيئة، رغم تفاقم الأوضاع.

وتساعد اللقاحات في العادة جسم الإنسان على التصدي لمرض محدد، من خلال مواجهة الأجسام المضادة المرتبطة بنوع واحد من الفيروسات. لكن اللقاح الذي سيخضع للتجربة في هولندا قد يقوي الجهاز المناعي أيضا ويجعله قادرا على التصدي لأمراض أخرى غير السل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *