مدحت الزاهد يكتب: فرحة الخروج

افرح لخروح كل سجين فى قضية رأى مهما تكن معرفتى به، وهكذا كانت فرحتى بشيماء سامى التى لم التقيها من قبل، كفرحتى بزياد أبو الفضل الذى ربطتنى به صداقة طويلة، والفرحة لم تكن لشيماء وزياد وشادى فقط، بل لأهلهم ايضا وهم الاكثر معاناة من السجناء أنفسهم، وعلى الأخص الأمهات اللاتى تشعرن بوطأة السجن، كمن قضت، وهى تحلم بأبنها فى حضنها كأم محمد رمضان، ومن تواصل الحلم برؤيته فى بيته كزوجته، وقد شعرتا بوطأة السجن أكثر من رمضان، وكذلك من تنزوى لتخفى دموعها كأم حسام مؤنس، بوجع أكثر من حسام، ود. ليلى سويف بأكثر من علاء، الذي شاركته افطار رمضان على رصيف مجاور لقسم الدقى، موقع إجراءاته الاحترازية، واكرام يوسف بأكثر من زياد، فاطلقت مع ليلى حملة عاوزه جواب وهو ايضا شعور كل ام واب وزوجة وزوج وأخ واخت وابن وبنت، يعانون بأكثر من ذويهم السجناء

والأبناء يدركون ذلك واول ما يفكرون فيه بعد إخلاء سبيلهم أن يطيروا لاهاليهم .
كانت عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشر مساء عندما تم اخلاء سبيل زياد وشيماء ولانهما من الاسكندرية وبالملابس البيضاء وبدون بطاقات هوية وموبايلات، عرضت عليهم بالحاح أن اتشرف باستضافتهم للمبيت في منزلي ، ونتشارك وجبة عشاء على أن أقلهما فى الصباح للاسكندرية خاصة ان الوقت متأخر والسفر فى هذه الظروف صعب، وانا لا استطيع القيادة فى الليل، لكنهما أكدا استعدادهما للسفر للاسكندرية فورا، ولو مشيا على الاقدام ..

وكان زياد قد اتصل بأسرته لإخبارها انه على الأسفلت وقادم إليهم فردوا بانهم هم من سيطيرون إلي، وكنا بدأنا فى التفاوض مع أوبر لتقل الغاليين، وعبثا حاول زياد إقناع أهله بالعدول ولكنهم طاروا إلى الطريق ووصلوا الفجر، واصرت شيماء المحترمة الجميلة المخلصة على السفر وحدها قفزا إلى حضن أسرتها، ولكن الاصدقاء كانوا قد بدأوا فى التوافد، وأولهم احمد راغب وياسر سعد وباقى المحامين المحترمين، ووصلت الهام عيدراوس وأكرم إسماعيل يوسف، واصدقاء غاليين ابتسمت قلوبهم وارتسمت على وجوهم الفرحة، والاصدقاء كما اقول دوما كنز لا يفنى. تركتهم أنا ومن يبذل جهودًا مخلصة، الصديق محمد أنور السادات فى حضن ودفء الأصدقاء، بينما أهلهم يطيرون على الطريق وهم يستعدون للتحليق إلى احضانهم.

كانت ليلة سعيدة فى صحبة الغاليين تستحق أن يقال عنها يوم من عمري، مثل يوم عبد الناصر واسراء وجمال وماهينور ومعتز والأعصر، واليوم الذى احلم به..

كل التقدير لمن دعم وساند حتى بدأ هذا التقطير، وكل الأمل والإصرار على ضرورة مواصلة العمل على الإفراج عن كل سجناء الراى، دون تأخير، وكل اليقين بأن الحرية مع العدل أقصر طريق للأمن، وأن هؤلاء الشباب سيواصلون دورهم فى الصف الاول ضد الارهاب والدفاع عن قضايا الوطن والشعب ومواصلة الحلم والأمل بمصر أفضل .

مبروك لمن لامست أقدامه الأسفلت وطار إلى حضن أهله واحبابه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *