متظاهرون كنديون يسقطون تمثالي الملكتين فيكتوريا وإليزابيث بعد اكتشاف قبور لأطفال من السكان الأصليين (فيديو)

وكالات

أسقط متظاهرون تمثالين للملكة فيكتوريا والملكة إليزابيث الثانية في كندا، وسط موجة متصاعدة من الغضب أثارها اكتشاف قبور مجهولة تعود لأطفال من السكان الأصليين كانوا نزلاء مدارس داخلية.

وقع الحادث في مدينة فينيبيج بمقاطعة مانيتوبا وسط البلاد، في يوم كندا، وهو احتفال سنوي في الأول من يوليو في ذكرى إعلان الاتحاد الكندي عام 1867.

ولجأت مجموعة من المتظاهرين الذين احتشدوا أمام مبنى المجلس التشريعي في المدينة وكانوا يرتدون قمصانا برتقالية تكريما لذكرى أطفال السكان الأصليين الذين تم إرسالهم إلى المدارس الداخلية سيئة السمعة في البلاد، إلى رش تمثال الملكة فيكتوريا وقاعدته بالطلاء الأحمر وتركوا لافتة كتب عليها “كنا أطفالا ذات مرة. أحضروهم إلى البيت”.

https://www.bbc.com/news/world-us-canada-57693683?xtor=AL-72-%5Bpartner%5D-%5Bbbc.news.twitter%5D-%5Bheadline%5D-%5Bnews%5D-%5Bbizdev%5D-%5Bisapi%5D&at_custom4=5203428A-DB1F-11EB-A2F7-4CEF4744363C&at_custom2=twitter&at_medium=custom7&at_custom3=%40BBCWorld&at_campaign=64&at_custom1=%5Bpost+type%5D

كما تم إسقاط تمثال أصغر للملكة إليزابيث الثانية على الجانب الشرقي من الساحة، وينظر البعض في كندا للعائلة الملكية البريطانية على أنها تمثل التاريخ الاستعماري للبلاد.

كان تمثال الصحفي الإيطالي الشهير إندرو مونتانيلي، انضم إلى موجة الاحتجاجات ضد رموز الفاضية والعنصرية في العالم، التي حركها مقتل المواطن الأمريكي ذو الأصول الإفريقية جورج فلويد مخنوقا بقدمي شرطي في مينيابوليس.

واستيقظ الإيطاليون صباح يوم 14 يونيو 2020، على صورة مختلفة لتمثال مونتانيللي، في الحديقة التي تحمل اسمه في مدينة ميلانو، حيث تعرض للتشويه والطلي بطلاء أحمر، مكتوب عليه باللون الأسود عبارات “عنصري” و”مغتصب”.

في لقائه، قال مونتانيللي إنه تطوع للمشاركة في الغزو الإيطالي للحبشة في 1936، مشاركا في القتال لبضعة أشهر، قبل أن يعمل مراسلا حربيا لعدد من الصحف، وأضاف عن واقعة اغتصابه الطفلة الإفريقية: “لقد كانت جميلة، عمرها 12 سنة، وعمري 25 عاما، آسف أن أقول ذلك لكن في إفريقيا هذا الوضع طبيعي، لقد تزوجتها بعد شرائها من والدها”، رافضا الاعتراف بأن ما فعله يعد جريمة اغتصاب، حتى وفقا للقوانين المتبعة في ذلك الحين.

الواقعة جاءت استهجانا لتصريحات سابقة له في برنامج “ساعة الحقيقة” الإيطالي في عام 1969، التي اعترف فيها بشراء فتاة إرترية – تبلغ من العمر 12 سنة – من والدها، لجعلها زوجته في فترة الاستعمار الفاشي في إفريقيا، في ثلاثينات القرن الماضي.

وفي مقال سابق له في عام 2000، قال إن الفتاة تدعى “ديستا” أو فاطمة، تم شراؤها مقابل 350 ليرة، وتم بيعها لاحقا للجنرال أليساندرو بيرزيو بيرولي، الذي أدخلها في زمرة “حريمه”، قبل أن تتزوج من عسكري إريتري كان تحت إمرة مونتانيللي، وأوضح أنه في 1952 رأى ديستا مع زوجها، وكان لديها 3 أطفال، أحدهم يسمى “إندرو”.

وكان مونتانيلي يقدم نفسه على أنه “مناهض للشيوعية” و”وطني فوضوي” ما جعل اليسار الإيطالي يصفه بـ”الفاشي” خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وفسر أحد الناشطين الإيطاليين واقعة طلاء تمثال مونتانيللي، قائلا: “أنتم لا تفهمون ماذا يحدث، التمثال لم يتعرض للتخريب، بل تم تدعيمه، العبارتان المكتوبتان الآن عليه تمثلانه بالضبط، لذا يستطيع الجميع تذكره بما كان عليه حقا”.

وإندرو مونتانيلي الذي ولد في العام 1909 وتوفي في العام 2001، مؤسس صحيفة “إل جورنالي” وهو صحفي وكاتب مقالات إيطالي شهير عرف خصوصا خلال فترة عمله في صحيفة “كورييري ديلا سيرا”.

وفي وقت سابق، نظم ناشطون إيطاليون حملة توقيع موجهة إلى رئيس بلدية ميلانو جوزيبي سالا، تطالب بإزالة تمثاله، لاغتصابه الطفلة الإفريقية، على الرغم من معاقبة القانون العلاقات مع من هن دون 14 عاما حينها.

وأضاف نص عريضة الحملة: “التمثال يقع في حديقة يرتادها يوميًا العديد من النساء والعديد من الأطفال، لكن صاحبها أظهر بالفعل أنه ليس لديه حتى الحد الأدنى من الاحترام”.

وفي الأيام الأخيرة، طلبت جمعية “إي سنتينيلي”، المناهضة للفاشية من رئيس بلدية ميلانو إزالة تمثال الصحفي الذي اتهمته بالزواج من طفلة في إثيوبيا خلال الفترة الاستعمارية الإيطالية في افريقيا، إلا أن رئيس البلدية بيبي سالا رفض هذا الطلب وأيده في ذلك وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو. وقد تعرض هذا التمثال للتخريب في السابق وألقي عليه طلاء وردي العام الماضي خلال تظاهرة نسوية.

وفي 15 يوليو الماضي، تم تنصيب تمثال لمتظاهرة من ذوي البشرة السوداء، وهي ترفع قبضتها في الهواء، محل تمثال تاجر عبيد الإنجليزي الشهير إدوارد كولستون الذي أسقطه متظاهرون مناهضون للعنصرية الشهر الماضي بمدينة بريستول البريطانية.

وذكرت صحيفة “ذا غارديان” أن فريقا يشرف عليه الفنان النحات، مارك كوين، وضع في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء تمثال جين ريد، التي صُورت وهي تقف على قاعدة تمثال كولستون.

وقال كوين عبر صفحته على موقع “إنستجرام” مع صورة لعمله الفني الجديد: “جين ريد وأنا كشفنا النقاب عن عمل معاصر للعرض العام بعنوان “صعود القوة (جين ريد) 2020″ على منصة تمثال، إدوارد كولستون، الخالية في بريستول، في إنجلترا”.

كان متظاهرون في مدينة “بريستول” الإنجليزية، قد قاموا في السابع من يونيو 2020، بإسقاط تمثال “إدوارد كولستون” تاجر الرقيق الأشهر والذي توفي عام 1721.

ويعتبر كولستون أكبر تاجر عبيد في تاريخ بريطانيا، تمكن من نقل نحو 200 ألف إفريقي إلى منطقة الكاريبي فقط، حسبما أكدت مراجع تاريخية نقلا عن سجلات شركته، حيث توفي منهم نحو 20 ألفا أثناء الرحلة، واشتهر عنه قسوته الشديدة واستخدام التعذيب والقتل ضد “العبيد”.

وذكرت صحيفة “ذا صن” البريطانية، أن المتظاهرين أسقطوا التمثال المثير للجدل بعد أن ربطوه بالحبال ثم طرحوه أرضًا وقفزوا فوقه، كجزء من احتجاج عالمي ضد وفاة جورج فلويد في الولايات المتحدة.

وفي عام 2017 أعلنت قاعة “كولستون هول” التاريخية تغيير اسمها لقطع الصلة طويلة الأمد مع تاجر الرقيق، وقال صندوق “بريستول ميوزيك ترست” الذي يدير القاعة التي يرجع عمرها إلى 150 عاما، إنه سيتم تغيير اسم القاعة قبل فتحها مجددا في عام 2020 بعد إعادة تطويرها.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *