ما هي الرهانات الاقتصادية لـ «دوري السوبر» الأوروبي؟

فرانس24

بعد أن أعلن 12 ناديا أوروبيا كبيرا بينهم ريال مدريد ومانشستر يونايتد ويوفنتوس تأسيس «دوري السوبر» لينافس دوري الأبطال، تُطرح بعض التساؤلات عن هذه البطولة الجديدة التي تثير رفضا شبه جماعي في عالم كرة القدم.. فهل يمكن لها أن تحقق نجاحا اقتصاديا؟ وهل ستكون قادرة على إنتاج 10 مليارات يورو في سنوات قليلة كما يدعي مطلقوها؟

ينوي «دوري السوبر» الأوروبي الذي أطلقه 12 ناديا أوروبيا كبيرا مساء الأحد، جذب إيرادات أكثر من دوري الأبطال الحالي الذي يجني ملياري يورو سنويا، ما يعتبره البعض مقامرة غير مضمونة.

ويقول خبير العلوم الاقتصادية ديدييه بريمو إن «الجدوى المالية غير مضمونة على الإطلاق لأننا ننشئ بطولة من أفضل الأندية»، مذكرا أنه إذا أخذنا على سبيل المثال بطولة «يوروليج» في كرة السلة، فإن «80% من الأندية المشاركة تولد عجزا»، برغم المستوى المرتفع من المنافسات.

وإذا كانت أندية كرة السلة في دوري المحترفين «NBA» تولد الأرباح، «لم يكن الحال كذلك قبل عشر سنوات، عندما كان عدد قليل من الأندية بصحة اقتصادية جيدة».

«البطولة المغلقة تولد ضمانة مالية للاستثمارات»

في المقابل، يرى تيم بريدج من شركة ديلويت «تولد البطولة المغلقة ضمانة مالية للاستثمارات، لا يوجد خطر أو مخاطر».

وفي سياق مالي أرهقه تفشي فيروس كورونا عالميا، فإن «بعض الأندية الـ12 في وضع مالي معقد، لذا يبحثون عن استقرار مالي أفضل بالنسبة للمستقبل»، بحسب ما يضيف بريدج.

يتوقع أن يكون معظم دخل «دوري السوبر» من حقوق النقل، لكن اللغز يخيم على هذه المسألة إذ لم يتم الإعلان عن أي ناقل رسمي أو أي تاريخ لإجراء مناقصات.

ويعول المنظمون بشكل كبير على النقل التلفزيوني. فبحسب الأرقام المعلنة، 3,5 مليار يورو موزعة على الأندية المؤسسة وإيرادات تتخطى 10 مليار يورو على المدى الطويل.

هناك مساحة يمكن أن يستغلها لاعبون مثل جوجل وأمازون

يتوقع ديدييه بريمو «اللاعبون التقليديون مثل القنوات المشفرة في طريقهم لفقدان قوتهم، أو أنهم بجميع الأحوال لن يكونوا روادا لتلك الأسواق». فلا يزال هناك مساحة يمكن استغلالها من لاعبين مثل جوجل وأمازون أو أبل.

 من جهتها، تشرح ماغالي تيزيناس المديرة المنتدبة لمجموعة سبورسورا الجامعة لأبرز اللاعبين الاقتصاديين في فرنسا: «ليس بالضرورة أن يبحثوا عن المليارات العشرة في القارة العجوز، سيلتفتون مثلا إلى قارة آسيا».

تابعت تيزيناس: المخاوف التي تساورني بشأن هذا المنتج هو الندرة. مباريات بين برشلونة وباريس سان جرمان لا تحدث طوال الوقت. وإذا أصبحت متكررة قد تفقد قيمتها».

وهل يمكن انضمام ممولين غير متوقعين إلى قافلة البطولة؟ بالنسبة إلى بريمو «فإن بعض الشركاء سيكونون مهتمين» فمثلا «شركات متعددة الجنسيات أو لاعبون اقتصاديون مدعومون من دول يستخدمون البطولة لتعزيز قوتهم الناعمة».

يذكر أن في وقت متأخر من مساء الأحد، أصدرت رابطة أندية دوري «السوبر الأوروبي» بيانا مشتركا، أعلنت فيه بشكل رسمي إطلاق المسابقة الأوروبية الجديدة في أقرب وقت ممكن.

وشرح البيان نظام البطولة الجديدة وكشف عن هوية المؤسسين الـ12، وهي الأندية التي سيحق لها التنافس بشكل مستمر ودائم في البطولة.

وجاء البيان كالآتي:

12 من أهم أندية كرة القدم في أوروبا يعلنون اليوم عن توصلهم لاتفاق لتدشين بطولة جديدة: دوري السوبر، وتنظمها الأندية المؤسسة.

ميلان، أرسنال، أتليتكو مدريد، تشيلسي، برشلونة، إنتر ميلان، يوفنتوس، ليفربول، مانشستر سيتي، مانشستر يونايتد، ريال مدريد توتنام هوتسبير، يتحدون بصفتهم أندية مؤسسة للبطولة.

سوف يتم توجيه الدعوة لثلاث أندية إضافية لتنضم إلى المسابقة قبل انطلاق الموسم الافتتاحي الذي سيبدأ في أقرب وقتٍ ممكن.

بنظرة نحو المستقبل، تأمل الأندية المؤسسة أن تحظى بمحادثات مع الاتحاد الأوروبي والاتحاد الدولي لبحث أفضل الحلول بشأن دوري السوبر ولمجتمع كرة القدم العالمي.

إطلاق هذا الدوري الجديد تم بعد أن تسبب الوباء العالمي في الإخلال بالوضع الاقتصادي لكرة القدم الأوروبي. فعلى مدار أعوام، استهدفت الأندية المؤسسة زيادة جودة وحدة المنافسات الأوروبية الموجودة، وبالتحديد تأسيس بطولة يمكن أن يتنافس فيها أفضل الأندية واللاعبين فيما بينهم بشكل أكثر دورية.

والوباء نبّهنا إلى الحاجة إلى رؤية استراتيجية وتركيز اقتصادي لزيادة الدخل ومساعدة هرم كرة القدم ككل. وفي الأشهر الماضية حدث حوار مكثف حول الشكل المستقبلي للمسابقات الأوروبية، والأندية المؤسسة تؤمن أن الحلول المقترحة بواسطة المنظمين لا تحل المشاكل الأساسية، وهي الحاجة إلى تنظيم مباريات أعلى في المستوى، وكذلك زيادة المداخيل الاقتصادية لعالم كرة القدم.

نظام البطولة

سيشارك 20 ناديا، 15 ناديا مؤسسا بالإضافة إلى 5 فرق أخرى تتأهل سنويا بناءً على ما حققه في الموسم السابق.

كل المباريات ستُلعَب منتصف الأسبوع، وكل الأندية ستواصل التنافس في دورياتها المحلية، ليتم المحافظة بذلك على الجدول التقليدي للمباريات.

الموسم يبدأ في أغسطس مع تقسيم الفرق إلى مجموعتين، كل مجموعة تضم 10 فرق، ويخوضون مباريات ذهاب وعودة. وأول 3 فرق في ترتيب كل مجموعة سيتأهلون تلقائيا إلى ربع النهائي.

أما الفرق التي تنهي رابعة وخامسة في مجموعتها، فستخوض ملحقا من ذهاب وإياب.

بداية من ربع النهائي ستُلعَب البطولة بخروج المغلوب حتى النهائي الذي سيُلعَب من مباراة واحدة بنهاية شهر مايو في ملعب محايد.

في أقرب وقت ممكن، وبعد انطلاق منافسات الرجال، سيتم إطلاق منافسة نسائية أيضا، حتى يتواصل تطوير وتقدم كرة القدم النسائية.

هذه المسابقة الجديدة ستضمن نموا اقتصاديا كبيرا بشكل ملحوظ، وهذا سيساعد كرة القدم الأوروبية على المدى البعيد، وسيزيد التضامن بين الأندية مع تزايد مداخيل دوري السوبر الأوروبي.

المداخيل ستكون أعلى من الحالية التي يدخلها نظام المنافسات الأوروبي المعمول به، ومن المتوقع أن تتجاوز 10 مليارات يورو في فترة التزام الأندية.

على جانب آخر، ستقام البطولة الجديدة على معايير مادية مستدامة، وستتبنى كل الأندية المؤسسة إطارا للإنفاق. ومقابل التزامهم، ستتلقى الأندية بشكل جماعي دفعة بمبلغ 3 ملايين و500 ألف يورو مكرسة خصيصا للاستثمار في البنية التحتية وتعويض خسائر جائحة كورونا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *