لقد عاد| لولا دا سيلفا في الرئاسة البرازيلية.. ترحيب كبير وتوقعات باختلاف في الأوضاع العالمية: هل يُغير الفوز من الموازين الدولية؟

كتب – أحمد سلامة


عاد لولا دا سيلفا رئيسًا للبرازيل، وهي العودة التي قد تغير موازين الساحة الدولية على عدة أصعدة مختلفة، منها ما يتعلق بالنزاع الروسي الأوكراني ومنها ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وحتى قضايا المناخ، لذلك فقد وجدت عودة دا سيلفا ترحيبًا كبيرًا من قطاعات مختلفة.في أول خطاب بعد إعلان فوزه برئاسة البرازيل، قال الرئيس البرازيلي المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إن بلاده بحاجة إلى السلام والوحدة، مضيفا أن بلاده عادت إلى الساحة الدولية ولن تكون منبوذة، على حد قوله.

وشدد أيقونة اليسار في خطابه على أنه “ليس من مصلحة أحد أن يعيش في أمة مقسّمة في حالة حرب دائمة، مشددًا بالقول “اليوم نقول للعالم إن البرازيل عادت وإنها مستعدة لاستعادة مكانتها في مكافحة أزمة المناخ”.

وفي تغريدة له على “تويتر” قال دا سيلفا: “حاولوا دفني حيا، وأنا الآن هنا لحكم البلاد.. في موقف صعب للغاية، لكنني متأكد من أنه بمساعدة الناس سنجد مخرجا ونستعيد السلام”.. مضيفا أنه لم يواجه مرشحا وإنما واجه آلة الدولة الموضوعة في خدمة المرشح، في إشارة إلى منافسه جايير بولسونارو.

وتابع قائلا: “لقد وصلنا إلى نهاية واحدة من أهم الانتخابات في تاريخنا.. انتخابات وضعت مشروعين متعارضين للبلاد وجها لوجه، وهذا اليوم له فائز واحد وعظيم: الشعب البرازيلي”.

وأردف قائلا: “هذا ليس انتصارا لي ولا لحزب العمال ولا للأحزاب التي دعمتني في هذه الحملة.. إنه انتصار لحركة ديمقراطية هائلة تشكلت فوق الأحزاب السياسية والمصالح الشخصية والأيديولوجيات لتنتصر الديمقراطية”.وأوضح قائلا: “الشعب البرازيلي يريد أن يعيش بشكل جيد، ويأكل بشكل جيد، يريد وظيفة جيدة وراتبا يتم تعديله دائما فوق التضخم، ويريد الحصول على تعليم وصحة عامتين جيدتين، يريد الحرية الدينية ويريد الكتب بدلا من البنادق.. الشعب البرازيلي يريد استعادة الأمل”.

قبيل إعلان انتخابه، وفي شهر سبتمبر الماضي، كان عمرو موسى وزير الخارجية المصري السابق، قد أجرى حديثًا مع نقيب الصحفيين ضياء رشوان أكد فيه أن نجاح دا سيلفا قد يغير كثيرًا من الموازين الدولية.

موسى قال إن “النظام الدولي في حالة اضطراب، والنظام الذي قام منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بدأ يضطرب ويترنح وإن كان تعبيرًا قاسيا، فالنظام متعدد الأطراف مضطرب إلا أنه يحقق بعض النجاحات، لكن نظام العولمة أصبح مُهددًا”.

ويوضح موسى “اللي حاصل النهاردة من عودة سياسات العنف والغزو والاستقطاب وما يحدث في أوكرانيا ليس فقط خاصًا بأوكرانيا وإنما بعملية استراتيجية كبرى بين حلف شمال الأطلنطي وروسيا التي ترغب في العودة إلى الساحة الدولية كقطب رئيسي كما كانت عليه قبل سقوط الاتحاد السوفيتي.. الحقيقة، أن العالم في حالة خوف وانزعاج، لأنه من الممكن أن تستمر الحرب لفترة طويلة بحيث يحدث استنزاف كبير لأطرافها”.

ويشير موسى إلى أن “آمال عدم الانحياز قائمة، وإن كانت التكتيكات التي يمكن أن تصل بنا إلى إحياء الحركة بشكل كامل غير موجودة، ومع ذلك فإن هناك نقطة قد تثير الموقف كله ألا وهي فوز لولا دا سيلفا برئاسة البرازيل”.

ويستكمل موسى “أقول ذلك لأن حركة عدم الانحياز ليس بها زعامة، تجمع الدول، بفكر معين واستراتيجية معينة وطرح يتقبله الدول والمجتمعات، إذا فاز لولا سيؤثر في مجموعة الدول الخمسة وبالتالي سيكون هناك صوت عالي في مجموعة العشرين وبالتالي يتم خلق ظروف جديدة، لذلك فوز لولا يدفع في تجاه حالة جديدة تمنع الاصطدام بالنووي.. منع النشاط النووي مسألة أساسية، ثم حقوق الدول النامية”.

بمد الخط على استقامته في الاستبشار بتغير المواقف الدولية، نجد ترحيبًا فلسطينيا بنجاح لولا دا سيلفا، حيث وصفه كثير من المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنه “صديق الفلسطينيين”، مشيرين إلى ظهور زوجة الرئيس الخاسر جايير بولسونارو بقميص عليه علم إسرائيل.

لذلك فقد رحبت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية بإعادة “انتخاب صديق الشعب الفلسطيني و المناضل التقدمي” لولا دا سيلفا رئيسا للبرازيل.

وقال د. مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة: إن “انتخاب الصديق لولا دا سيلفا سيعزز حركة التضامن الدولية مع النضال العادل لشعبنا الفلسطيني، وسيعزز دور البرازيل في مجموعة البريكس”.

وأكدت المبادرة الوطنية أن “انتخاب دا سيلفا سيساهم من خلال الدور الكبير للبرازيل في أمريكا اللاتينية  في تطور عالم متعدد الأقطاب يحول دون تحكم قطب واحد في مصالح الشعوب، و أن مواقف وتاريخ لولا دا سيلفا سيقوي وحدة قوى التقدم الإنسانية في عالمنا ويساهم في تعزيز نضال الشعب الفلسطيني  ضد نظام الاحتلال و الأبارتهايد و التمييز العنصري الإسرائيلي”.

الترحيب توسع وانتشر عبر “السوشيال ميديا”، إذ كتب حساب باسم مصطفى سعد على موقع التدوينات القصيرة تويتر “لقد انتصر المشروع النضالي اليساري الوطني في البرازيل، وهزم المشروع الإمبريالي وبدأ العالم يتغير فعلا! مبروك للمناضل الشريف لولا دا سيلفا ولشعب البرازيل ولكل أحرار العالم، إلا عندنا الوطني لبلده مغيب مشرد متهم بالافتراءات من قبل مستجدي السفارات وعملاء الخارج!؟”.

أما مازن الزيدي “المناضل لولا دا سيلفا يعود مجددا لرئاسة البرازيل، البرازيل داينمو مجموعة البريكس!”.. بينما قال الناشط والكاتب الفلسطيني جاد الله صفا الموجود في البرازيل، إن فوز اليساري لولا دا سيلفا رئيسًا للبرازيل يُعيد الأمل للشعب البرازيلي في النهوض واستعادة مكانة البلاد على مستوى قارة أميركا اللاتينيّة والعالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *