كلمة مركز القاهرة في “قمة الديمقراطية”: التحول الديمقراطي العربي فشل فشلاً ذريعًا على مدى 5 عقود

محمد زارع في كلمته: إضفاء الطابع الأمني على السياسات الخارجية خلق تعارضا زائفا بين الاستقرار والديمقراطية

بهي الدين حسن: دعوة دولة عربية واحدة في قمة الديمقراطية تلخيص لواقع حقوق الإنسان في المنطقة

منتدى حركة حقوق الإنسان يوصي باعتماد نهج مختلف لمشاركة المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب ودعم الديمقراطية

كتب- محمود هاشم

أكد محمد زارع، مدير برنامج مصر في مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، أثناء كلمته أمام ممثلي الدول في (القمة العالمية من أجل الديمقراطية) اليوم 10 ديسمبر 2021، أن “احترام حقوق الإنسان يعزز الاستقرار، لذا فمن المنطقي أن أكثر المناطق اضطرابًا في العالم هي واحدة من أقل المناطق ديمقراطية وأقلها احتراما لحقوق الإنسان.”

وأضاف محمد زارع، الحائز على جائزة مارتن إينالز لعام 2017، أن التحول الديمقراطي في المنطقة العربية فشل فشلاً ذريعًا على مدى 5 عقود، مشيرًا إلى أن السبب في ذلك: “أن المجتمع الدولي مهووسً بتثبيت الحكومات أكثر من دعم التحول الديمقراطي. مما أدى إلى إضفاء الطابع الأمني على السياسة الخارجية، الأمر الذي تعمق بشكل حاد منذ هجمات 11 سبتمبر والحرب العالمية على الإرهاب، وتسبب في الترويج لتعارض خاطئ بين الاستقرار والديمقراطية. هذا الادعاء الزائف بالتعارض بينهما هو الموجه الأساسي لاستراتيجيات المجتمع الدولي إزاء المنطقة حتى اليوم”.

وشارك زارع في جلسات القمة عبر الإنترنت، فعلى خلفية القضية 173 لعام 2011، قرر قاضي تحقيق مصري في 2016 منعه من السفر بسبب عمله مع مركز القاهرة، كما أمر قاض آخر بالتحفظ على أمواله عام 2019.

وأوضح: “أنا قادر على المشاركة اليوم فقط لأن المؤتمر افتراضي، فلو كان الأمر يتطلب السفر، لم أكن لأشارك، لأني رهن حظر السفر التعسفي، بسبب عملي في مجال حقوق الإنسان خلال العقد الماضي، فضلاً عن مصادرة أموالي وأصولي الشخصية. لكني ما زلت أعتبر نفسي محظوظًا جدًا، فقد حُكم على مديري بالسجن 18 عامًا بسبب نشاطه الحقوقي، ويقبع زملائي الآخرون في السجن لأكثر من عامين رهن الحبس الاحتياطي، كما صُنّف بعض منا كإرهابيين لمجرد أننا أسسنا منظمات مستقلة لحقوق الإنسان تدافع عن حقوق المواطنين المصريين.”

كان مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان ساهم في التحضير لمداولات القمة من خلال المنتدى الخامس والعشرين لحركة حقوق الإنسان في العالم العربي، الذي نظمه لمناقشة وإعداد مجموعة من التوصيات لرؤساء الدول المجتمعين في القمة، وشارك في المنتدى مجموعة من دعاة الديمقراطية والمدافعين عن حقوق الإنسان من مصر وليبيا والسودان وسوريا وتونس واليمن.

وأكدت مداولات المنتدى أن نهج مكافحة الإرهاب المفرط في مقاربته الأمنية على مدى العقدين الماضيين؛ هو أحد أكبر التحديات التي تواجه التفاعل البناء للمجتمع الدولي مع تحديات الديمقراطية في المنطقة. بناءً على ذلك، دعت توصيات المنتدى في المقام الأول إلى اعتماد نهج مختلف جذريًا لمشاركة المجتمع الدولي في كل من مكافحة الإرهاب ودعم الديمقراطية.

وبحسب بهي الدين حسن، مدير مركز القاهرة، “تمت دعوة دولة واحدة فقط من المنطقة العربية للمشاركة في قمة الديمقراطية الجارية، وهذا بحد ذاته كافٍ لتلخيص واقع حقوق الإنسان والديمقراطية في المنطقة العربية”، ومحمد زارع هو الوحيد من بين المدافعين المصريين والعرب عن حقوق الإنسان الذي شارك في القمة.

جاءت مداخلة زارع خلال الجلسة العامة للقمة تحت عنوان “توسيع الفضاء المدني: تمكين المدافعين عن حقوق الإنسان ووسائل الإعلام المستقلة داخل الحدود وعبرها”.

واستضافت الجلسة أيضًا؛ مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية- سامانثا باور، وأدار النقاش الرئيس والمدير التنفيذي للصندوق الوطني للديمقراطية- دامون ويلسون. وشارك في النقاش رئيس جمهورية الدومينيكان- لويس رودولفو أبينادر كورونا، ورئيس ملاوي- لازاروس شاكويرا، ومقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بتعزيز وحماية حرية الرأي والتعبير- إيرين خان، ورئيس تحرير ميانمار الآن- سور وين، ورئيسة صندوق الدفاع القانوني في الرابطة الوطنية لتقدم الملونين- شيريلين إيفيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *