قفزة في أسعار الغاز الطبيعي بأوروبا بعد تفاقم أزمة خطي “نورد ستريم 1,2” الروسيين.. وتوقعات باستيراد 40 مليون طن غاز مسال الشتاء الجاري

كتب – أحمد سلامة ووكالات

قفزت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية بعد موجة من التراجعات على مدار 4 جلسات متتالية بعد تفاقم أزمة خطي الغاز الروسيين نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2.

وارتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي في هولندا تسليم أكتوبر بنسبة 12% إلى 191.9 يورو لكل ميجاوات خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الثلاثاء.

ووفقًا لوسائل إعلام فإن المفوضية الأوروبية ستؤجل نشر خطتها التفصيلية بشأن الخطوات المستقبلية لخفض أسعار الغاز وتخفيف التقلبات في السوق، وبدلاً من ذلك، ستناقش اللجنة غدًا الأربعاء مقترح تحديد سقف لأسعار الطاقة.
وارتفع الغاز الطبيعي الأوروبي بعد أربعة أيام من الخسائر حيث أدت الأضرار التي تم الإبلاغ عنها في خط أنابيب نورد ستريم المغلق إلى زيادة حالة عدم اليقين بشأن الإمدادات الروسية المستقبلية.

وارتفعت العقود الآجلة المعيارية بنسبة تصل إلى 12٪، بعد انخفاضها إلى أدنى مستوى لها في شهرين في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وقال رئيس منظم شبكة الغاز الألمانية كلاوس مولر إن وضع السوق لا يزال متوترًا لكن بلاده والاتحاد الأوروبي لم يعدا معتمدين على هذه الإمدادات، والتي من المتوقع أن تنقطع رسميًا حتى السادس والعشرين من أكتوبر.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، “قد تكون الأعطال في خطوط أنابيب نورد ستريم نتيجة أعمال تخريبية”.

وقال الكرملين إنه قلق للغاية بشأن المعلومات حول حالة الطوارئ في خطوط أنابيب نورد ستريم، حيث يعتبر انخفاض الضغط على خطوط الغاز وضعا غير مسبوق ويتطلب تحقيقا عاجلا.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، حالة الطوارئ في خطوط “السيل الشمالي” هي قضية تتعلق بأمن الطاقة في القارة بأكملها.

وأبلغ خط نورد ستريم 2 خط تصدير الغاز الرئيسي إلى ألمانيا عن انخفاض في الضغط أمس الإثنين، مع اكتشاف تسرب للغاز من قبل السلطات السويدية والدنماركية في بحر البلطيق.

ورغم توقف إمدادات الغاز من روسيا خلال الشهر الماضي، لكن الحادث زاد من التوتر في السوق، حيث قالت الشركة المشغلة لخط نورد ستريم إن الضرر الذي لحق بالشبكة غير مسبوق ومن المستحيل معرفة متى يمكن استئناف التدفقات من الناحية الفنية.

وأعلنت شركة جازبروم، أن ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا عبر نورد ستريم توقف بشكل تام، وسيستمر الأمر كذلك حتى يتم إصلاح الأضرار التي لحقت بالمعدات.. بينما أكدت الشركة الروسية أنه وفي نفس الوقت، بقي ضخ الغاز عبر أوكرانيا في 27 سبتمبر كما كان سابقا – حوالي 42.4 مليون متر مكعب يوميا.

وقالت جازبرو إنه خلال صيانة آخر وحدة ضخ غاز كانت تعمل في نورد ستريم، تم اكتشاف تسربات للزيوت ولذلك تم وقف ضخ الغاز عبر الخط بشكل تام، حتى تتم إزالة الأعطال.

بينما قالت شركة سيمنس، أنه لا يمكن التخلص بشكل تام من تسرب الزيت في وحدة الضخ إلا في مؤسسة مختصة في إصلاح مثل هذه الأعطال.

وقالت الهيئة البحرية الدنماركية، في تحذير ملاحي إنه تم تسجيل تسرب للغاز في المنطقة الاقتصادية للدنمارك شمال شرق جزيرة بورنهولم، حيث يمر مسار خط أنابيب الغاز نورد ستريم.

وقالت شركة نورد ستريم إن التدمير الذي حدث في نفس اليوم في وقت واحد على ثلاث سلاسل من خطوط أنابيب الغاز البحرية نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2 غير مسبوق، ومن غير الممكن حتى الآن تقدير وقت الاسترداد.

في وقت سابق، حدثت مشكلة مماثلة مع انخفاض حاد في الضغط على خط أنابيب غاز آخر للتصدير، نورد ستريم 2، حيث وقع الحادث ليلاً في المنطقة الاقتصادية الخالصة (EEZ) في الدنمارك جنوب شرق جزيرة بورنهولم.
وقالت وزارة الشؤون الاقتصادية وحماية المناخ في ألمانيا إنها لم تحدد بعد السبب الذي تسبب في انخفاض الضغط في خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2، ولا تعرف بالضبط مكان حدوث التسرب.

وقالت “بلومبرج إن إي إف”، في تقرير حديث، إنَّ المنطقة قد تستورد نحو 40 % من الغاز الطبيعي المسال خلال الشتاء المقبل، مقارنة بالعام السابق، بينما قد تزيد المشتريات الصيف المقبل بنحو 14 % لإعادة بناء المخزونات المفقودة.

وأضافت أنه “بجانب تدمير الطلب نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة، فإنَّ هذه الشحنات كافية لتغطية تدفقات خطوط الغاز الروسية المتوقفة بالكامل اعتباراً من الأول من أكتوبر.. للحصول على الوقود الإضافي، سيحتاج المشترون الأوروبيون إلى شراء غاز طبيعي مسال بنسبة 90 % في السوق الفورية أكثر مما حصلوا عليه بموجب عقود طويلة الأجل، ما يزيد من حدة المنافسة مع آسيا، وهذا سيدعم أسعار الغاز العالمية التي ارتفعت منذ أن سعت أوروبا لتقليل اعتمادها على روسيا، بعد أن غزا أكبر موردا لها، أوكرانيا في أواخر فبراير”.

وأوضح تقرير بلومبرج إن إي إف أنه “من المقرر استمرار أسعار الغاز الطبيعي المسال المرتفعة لأن أوروبا بحاجة للحفاظ على جاذبيتها على جميع إمدادات الغاز الطبيعي المسال المتاحة، ما يترك القليل جداً لآسيا”.. مضيفًا أن الصين والأسواق الآسيوية الناشئة ستشهد على الأرجح انخفاضاً في الواردات.

ويتوقع التقرير أن تستورد أوروبا 40 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال هذا الشتاء وأكثر في فصل الصيف لتجديد المخزونات، وهذا من شأنه ترك 12 مليون طن من الحجم الفوري لآسيا خلال هذه الفترة، والتي يُنظر إليها باعتبارها تحتاج إلى 8 ملايين طن أكثر من المعروض المتعاقد عليه.

مع ذلك، فإنَّ الشتاء البارد في شمال آسيا سيحول 5.6 ملايين طن بعيداً عن أوروبا، وذلك بشكل أساسي لتغذية الطلب الياباني، وسيشهد الصيف الحار الذي يليه ارتفاع هذا الرقم إلى 6.9 ملايين خلال ال12 شهراً القادمة، وقد يعد هذا السيناريو زيادة في المنافسة السعرية، حسب التقرير.

في الوقت نفسه، سيتجه المزيد من الغاز الطبيعي المسال الروسي إلى الصين؛ حيث يُتوقع انخفاض الطلب في الشتاء بنسبة 16 % عن العام السابق.

ويتوقع التقرير انخفاض استهلاك اليابان بنسبة 8 % في الربع الأخير من الفترة نفسها من عام 2021؛ حيث تحولت البلاد إلى محطات الطاقة العاملة بالفحم، بينما قد يرتفع الطلب في كوريا الجنوبية بنسبة 10 % على أساس سنوي بسبب التخزين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *