قالوا عنه.. هكذا ودع صحفيون ونقابيون رجائي الميرغني منذ عامين: رحل المعلم بلا أستاذية.. فقدنا رمزًا لا يُنسى في تاريخ نقابتنا

الزاهد: شمسه لن تغيب وكان نموذجًا في العطاء.. قلاش: عرفت معنى أن تفقد جزءً من نفسك فتفقد التعبير عن طوفان بداخلك 

البلشي: علم أجيال معنى النقابة والحرية ومعنى أن تكون صحفيا ونقابيا ورفيقا في اختلافك.. وإكرام: فقدنا مناضل حر ونقابي مخلص شريف 

عامان على رحيل الكاتب الصحفي والرمز النقابي الكبير رجائي الميرغني، وكيل نقابة الصحفيين الأسبق ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط سابقا، ومازالت مواقفه حاضرة وكتاباته تشهد على عقل نابه ونقابي عاش مهمومًا بالمهنة وأحوالها، ومتفاعلاً مع أحداث الوطن.  

العديد من الكتاب والمفكرين والنقابيين عبروا عن حزنهم الكبير لغياب رجائي الميرغني، نستعرض في التقرير التالي بعض ما قالوه: 

مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، قال: “هزنى الخبر الحزين فى رحيل إنسان نادر تعلمت منه أجمل القيم.. الصديق والرفيق الغالي رجائي الميرغني القطب الكبير في معارك الدفاع عن استقلال النقابة وحرية الصحافة وإسقاط قانون حماية الفساد في معركة من معارك النقابة المشهودة ضد الحيتان”. 

وأضاف: “كان الميرغني نموذجا في العطاء كوكيل أول نقابة الصحفيين ونائب رئيس وكالة أنباء الشرق الأوسط.. نموذجا للصحفى والنقابى والإنسان الحر في إخلاصه وصدقه وأمانته ونزاهته واستقامته ومثابرته على الانتصار للمبادىء والانحياز للحق وإدارة معارك النقابة والصحافة بشجاعة وحكمة وافق جبهوي يجمع ولا يفرق، مظلته حرية الصحافة، واستقلال النقابة وطوال مسيرته كان عنوان الميرغني الشرف وبوصلته الاخلاق والمبادىء ومسيرته عطاء متصل”. 

الكاتب الكبير يحيى قلاش، نقيب الصحفيين الأسبق، فقد كتب يقول: “رحل رجائي الميرغني .. لا شئ يمكن أن أقوله الآن . هل عرفت معني أن تفقد جزءً من نفسك فتفقد التعبير عن طوفان بداخلك؟! .. اللهم الطف بنا وخفف عن محبيه وعارفي قدره بعض من ألم لن يزول”. 

الباحث الاقتصادي إلهامي الميرغني، يقول: “رجائي الميرغني بالنسبة لي وبالنسبة للأسرة مش مجرد كبير العيلة ولكنه منذ طفولتنا الأب والموجه السياسي والعقل والقلب الكبير وبيت العيلة من المنيا إلى شبرا الخيمة إلى المعادي، رجائي نقلني لعالم تاني ووقف جنبي ودعمني في معارك كثيرة بدون أستاذية”. 

وأضاف: “كثير من الناس بتتكلم علن أن رجائي أخويا الكبير، وهو كل ده في بعضه الأب والأخ والأستاذ والمعلم والموجه السياسي والإنسان صاحب القلب الكبير، على مدى حيانتا لم نختلف، وعندما كنا نختلف كان رجائي دايما يديني درس في أدب الاختلاف، أنا مش قادر استوعب وراضي بأمر ربنا، لكن الصدمة فوق الاحتمال والتحمل، سلام يا صاحبي وسلامنا لصفائي وبهائي ونتقابل قريب”. 

خالد البلشي، رئيس تحرير “درب”، ووكيل الصحفيين الأسبق، قال في وداع الميرغني: “وداعا الأستاذ النبيل صاحب الضمير الحي والمواقف الصلبة، وداعا المناضل الحاضر دائما في كل معارك الصحافة، وداعا النقابي النزيه والمحترم الذي علم أجيال من الصحفيين معنى النقابة ومعنى الحرية ومعنى أن تكون صحفيا ونقابيا ورفيقا في اختلافك، وداعا للرجل الذي خاض حياته مدافعا عن الصحافة وقيمها وعن الحق والحرية ومصالح ابناء المهنة التي عشقها وأخلص لها.. وداعا أستاذنا رجائي الميرغني، ربنا يرحمك ويغفر لك ويصبر أسرتك الصغيرة والكبيرة وكل محبيك وتلامذتك”. 

“لا أجد كلمات تكفي للعزاء في رجائي الميرغني فجميعنا بحاجة للعزاء في القامة والقمة والقدوة التي فقدناها وفقدها الوطن”، هكذا نعته الكاتبة الصحفية إكرام يوسف وقالت: “بهدوئه المعهود، غادرنا استاذنا رجائي الميرغني.. الصحفي الكبير، المناضل الحر، النقابي المخلص الشريف، الانسان النبيل، الصديق الرائع.. 

وتابعت: يدين له الصحفيون ونقابتهم بالكثير، وكنت أتمنى – ككثير من الصحفيين – ان نراه نقيبا، لتعود للنقابة مكانتها وحريتها ويعود للصحفيين احترامهم..لكن الله لم يرد لنا تحقق هذه الأمنية، شخصيا، مدينة له بعضويتي في نقابة الصحفيين، حيث كان رئيس لجنة القيد التي قبلت اوراقي ومنحتني العضوية.. وكنت نشرت من قبل انه اخبرني بعد سنين طويلة من عضويتي بالنقابة ومن صداقتنا التي نشأت بعد ذلك، ان المباحث العامة أرسلت خطابا للنقابة تحذر فيه من ضمي للنقابة باعتباري “ذات افكار يسارية متطرفة”! فما كان من استاذنا الا انه نحى الخطاب جانبا، واجرى امتحان القبول كما ينبغي، وفحصت اللجنة أوراقي وإنتاجي الصحفي والكتب التي صدرت بترجمتي، ثم قررت قبول عضويتي!.. ونشرت على صفحتي هنا من قبل صورة لخطاب المباحث العامة منحها لي استاذنا بعد سنوات طويلة من الواقعة!! 

الكاتب الصحفي، كارم يحيى، قال: “فقدنا فارسا من فرسان الدفاع عن حرية الصحافة والعمل النقابي في مصر..علامة لاتنسى في تاريخ نقابتنا.. خسارتنا كبيرة في رحيله”. 

واختتم يحيى تدوينته متقدما بعزائه لأسرة الفقيد “يرحمه الله رحمة واسعة ويسكنه فسيح جناته، ويلهم زوجته الزميلة الأستاذة خيرية شعلان وأسرته وعائلته وأحباءه وأصدقاءه وزملاءه الصبر والسلوان”. 

وقال الكاتب الصحفي الكبير أنور الهواري: ” إنَّا لله وإنا إليه راجعون، فقدت الصحافة المصرية أستاذاً عظيماً، فقدت الأستاذ الكبير رجائي الميرغني، تقبله الله برحمته ومغفرته ومثوبته، عزاء خالص للزميلة العزيزة ورفيقة دربه النبيلة خيرية شعلان، ولكل أهله وذويه وزملائه وتلاميذه ومحبيه وعارفي فضله ، ولا أراكم الله مكروهاً في عزيز لديكم”. 

وقالت الكاتبة الصحفية حنان فكري: “أحزان لا تنقطع، رحيل أستاذنا الكاتب والصحفي والنقابي الجليل رجائي الميرغني”، وتابعت: ”رجائي الميرغني.. فراق بلا رحيل، وموت بلا غياب رجائي الميرغني المناضل والصحفي والنقابي الجليل، فارقنا، لكنه باقِ فى قلوبنا وعقولنا، باقِ بكل ما فعله من اجل استمرار بُساط صاحبة الجلالة، نقيا عفياً، باقِ اليوم وغداً، تحمله عقود من النضال منح المهنة خلالها عمره وطاقته ولم يتوقف يوما واحداً عن العطاء، بل دعم وعلم العشرات من اجيال مختلفة كيفية المثابرة فى العمل النقابي، والنضال تحت أية الضغوط. نعم فارقنا ولكن بجسده فقط، فراق بلا رحيل، وموت بلا غياب، سيظل حاضراً في قلوبنا وبصيرتنا السلام لروحه الطاهرة، وخالص العزاء لأسرته وزوجته الصحفية القديرة خيرية شعلان، وللأسرة الصحفية جمعاء”. 

ورجائي الميرغني من مواليد 25 سبتمبر 1948 بمحافظة المنيا، تخرج في قسم الصحافة بجامعة القاهرة عام 1970، وبدأ حياته المهنية محررًا بقسم الأخبار بوكالة أنباء الشرق الأوسط في العام ذاته، وتنقل بين مختلف إدارات التحرير ثم تخصص في الشئون الفلسطينية والعربية وعمل نائبا لرئيس التحرير اعتبارا من عام 2007. 

شارك الميرغني في حرب أكتوبر عام 1973 أثناء فترة تجنيده منذ عام 1972 وحتى 1975، وقاتل ضمن صفوف اللواء 16 مشاة في معركة “المزرعة الصينية” بالدفرسوار، وأصيب بشظية مدفعية خلال هذه المعركة. 

ارتبط الميرغني بتاريخ مؤسسي ونقابي كبير، فعلى مستوى وكالة أنباء الشرق الأوسط، شارك مع زملائه في حملة رفض إلحاق الوكالة بوزارة الإعلام عام 1984 والتي انتهت بإعلان الحكومة تخليها عن هذه الفكرة. 

وعلى المستوى النقابي ساهم الراحل في معارك كبرى للدفاع عن حرية الصحافة واستقلال النقابة من بينها التصدي لقانون 93 وشارك ضمن لجنة ضمت أحمد نبيل الهلالي والمستشار سعيد الجمل والدكتور نور فرحات وحسين عبدالرازق ومجدي مهنا في إعداد “مشروع قانون الصحافة”، وفاز بعضوية مجلس النقابة للمرة الأولى خلال دورة 1995 – 1999. 

ألف “الميرغني” العديد من الكتب أبرزها “الصحفيون في مواجهة القانون 1993” الذى صدر عن دار الهلال، وكتاب “نقابة الصحفيين” ضمن سلسلة النقابات المهنية التى يشرف عليها مركز الدراسات الإستراتيجية بمؤسسة الأهرام. 

وللميرغني عدد كبير من المقالات والدراسات المنشورة بمختلف الدوريات حول قضايا الصحافة والتطور السياسى والنقابي. 

كرمته الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية ضمن 34 شخصية عامة أسهمت في تعزيز جهود التحول الديمقراطي خلال العقد الأول من الألفية الثالثة (2010)، وأسهم في تأسيس الإئتلاف الوطني لحرية الإعلام وتم اختياره منسقا عاما له في أبريل 2011. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *