فرحة مؤجلة| روفيدة حمدي: سنتين على كتب كتابي على محمد عادل.. كل الكلمات قاصرة عن وصف حزني وعاجزة عن مواساتي

كتب – أحمد سلامة

احتفت روفيدة حمدي، زوجة الناشط المحبوس محمد عادل، بمرور عامين على توقيع أوراق زواجهما، وهي الفرحة التي المؤجلة بسبب “مأساة الحبس الاحتياطي”، مشيرة إلى أن كمّ الحزن الذي يعتريها لاستمرار حبس زوجها.

وكتبت روفيدة حمدي، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، “6 نوفمبر، النهاردة بيمر سنتين على كتب كتابنا، كل الكلمات قاصرة عن وصف حزني، كل الكلمات عاجزة عن مواساتي”.وأضافت روفيدة في تدوينة أخرى قائلة “امرأة ثلاثينية من (عواجيز يناير) متجهة لسجن جمصة للاحتفال بعيد جوازها، ياكش مصر بس ترضى علينا وتسيبنا في حالنا”.

وفي السابع والعشرين من أكتوبر الماضي، قال المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، إن محكمة جنايات المنصورة قررت، تجديد حبس الناشط محمد عادل 45 يومًا جديدة، على ذمة القضية رقم 4118 لسنة 2018.  يذكر أن محمد عادل محبوس احتياطيا منذ 18 يونيو 2018 حيث تم القبض عليه أثناء استعداده لمغادرة قسم شرطة أجا في السادسة صباحا بعد انتهاء مراقبته اليومية.

 ومحمد عادل محبوس على ذمة ثلاث قضايا، أخلي سبيله فقط في أولها والتي تحمل رقم 5606 لسنة 2018 إداري أجا – الدقهلية بتهمة نشر أخبار كاذبة، بضمان مالي قدره 10 آلاف جنيه.

 وقال المركز، إنه يُطالب بإخلاء سبيل محمد عادل، وإنهاء المأساة التي يعيشها هو وأسرته منذ أكثر من ثلاث سنوات رهن الحبس الاحتياطي، ليعود إلى حياته الطبيعية.وسابقًا، طالبت روفيدة حمدي، بالإفراج عن زوجها مع تجاوزه 4 سنوات في الحبس الاحتياطي على ذمة أكثر من قضية سياسية، وقالت، في معرض مطالبتها بالإفراج عن زوجها، “4 سنوات و3 أشهر حبس احتياطي.. كفاية كدة.. الحرية لمحمد عادل”.

قبل عامين، كان إعلان الشابة الجميلة كتب كتابها على عادل لاقى فرحة وتعاطفا شديدا معها، حيث وصفت بـ”بنت الأصول” التي لم تتخل عن حبيبها في محنته، واعتبرها كثيرون رسالة وإشارة باستمرار التمسك بالأمل مهما طال الكرب، داعين أن تنتهي فترة انتظارها لحبيبها المحبوس في زنزانته في أقرب وقت.

“كنا محتاجين نشوف حياتنا المتوقفة اضطراريًا منذ 2013!”، تحكي روفيدة وقتذاك قصة حبهما، وقلبها وعقلها مع محمد عادل الذي لم يعرف طعم الحرية خارج السجن منذ هذه الفترة حتى الآن، إلا في يناير 2017 حتى يونيو 2018، ورغم ذلك كان نصف حر محبوس لنصف يوم بسبب المراقبة، بعد الحبسة الثانية ارتدى الحبيبان “دبلة الخطوبة” في أثناء إحدى الزيارات له، قبل أن يتم منعها من زيارته بعدها بدعوى أنها ليست من أقاربه من الدرجة الأولى.

عن قصتهما قالت أمين الحقوق والحريات بالحزب المصري الديمقراطي هالة فودة: “قصة قصيرة جميلة ومؤلمة في نفس الوقت، شابة جميلة بتنتظر حبيبها المحبوس بقاله سنين، والنهاردة كتب كتابه عليها، وهو محبوس في زنزانته محدش عارف هيخرج إمتى، شفت صور كتب الكتاب وهي لوحدها من غيره وسط أهلها لقيت دموعي نزلت، مش عارفة دي دموع فرح ولا حزن على الفرحة اللي مش طايلنها وبنحاول نعافر ونتشعبط في طرفها”.

في نوفمبر 2012، كان أول لقاء بين رفيدة وعادل من وقتها أصبحا أصدقاء، وبعد فترة أصدقاء مقربين، لكن قدرهما وقدر حبهما المتكرر كان السجن – بحسب ما تحكي – حيث تم القبض عليه في ديسمبر 2013 بعد شهور قليلة من ارتباطهما، ليقضي 3 سنوات في الحبس بسجن طرة، وتم الإفراج عنه في يناير 2017.

منذ ذلك الحين بدأ عادل في المراقبة، كان يسلم نفسه للقسم التابع له 6 مساءً ويخرج 6 صباحًا، لم يكن يستطيع مقابلة حبيبته إلا قليلا، ما زاد من صعوبة الأمر أنها من محافظتين متباعدتين – هي من بورسعيد وهو من الدقهلية – كانا ينتظرا انتهاء المراقبة للبدء في خطوات ارتباطهما الرسمي لكن للأسف بعد سنة ونصف من المراقبة، ألقي القبض عليه مجددا في 18 يونيو 2018.كعادتهما، كانت رفيدة تنتظر اتصال عادل بها بعد انتهاء المراقبة، إلا أنه لم يفعل في ذلك اليوم، حيث اكتشفت أن هاتفه مغلق، تسلل شعورها بالقبض عليه مجددا إلى قلبها، قبل أن تتأكد منه، ليدخل مجددا دائرة السجون والزيارات والنيابات، لكن الوضع كان أصعب هذه المرة، حيث أضافت شهورا جديدة على حياتهما المتوقفة اضطراريًا بالفعل منذ 2013.

تقول رفيدة: “في بداية الحبسة دي اعتقدت أنه مش هيطول عن 6 شهور حبس على اعتبار أنه كده كده نصف يومه محبوس، طب مش كفاية؟! لكن للأسف المدة طالت وطالت، وحتى الدبل لبسناها في الزيارة، زمان كان فيه حكم محكمة، يعنى عارفين رأسنا من رجلينا زي ما بيقولوا، المرة دي دائرة الاحتياطيِّ بتدوس على حياتنا وأعمارنا، الاحتياطي ضيع من عمري وعمر محمد عادل سنتين ونصف حتى الآن، وياريتنا نعرف هينتهي أمتى؟!”.

وهدى طول فترة الانتظار عادل ورفيدة للتفكير في كتب الكتاب على التوازي، لأنه كان الحل الوحيد أمامهما لاستمرار زيارتها له دون عراقيل، تسرد الزوجة الشابة: “الموضوع كان صعب علينا وعلى أهلنا للغاية، لكن محمد قرر – بعد ما تأكد من موافقتي- أنه يثبت طلب الزواج في محضر جلسة 23 فبراير 2020، وبالفعل خرج المحامون من الجلسة بيخبروني بهذا القرار، وبدأت رحلة الإجراءات من هذا اليوم واستمرت ما يقرب من 9 شهور”.

بسبب عراقيل كورونا والحظر والإغلاق وتقييدات السجون تأخرت الإجراءات، إلى أن انتهت تمامًا في سبتمبر الماضي، وانتهت لعمل توكيل بالزواج من محمد عادل لوالده، لتُقام إجراءات عقد القران يوم 6 نوفمبر الحالي، ليحقق الحبيبان حلمهما بالاجتماع سويا ولو بعد حين.روفيدة أبدت وقتئذ سعادتها بالتهاني التي قدمت إليها بتلك المناسبة، قائلة: “كنت وما زلت حريصة أرد على كل تهنئة وصلت لي، بمناسبة كتب كتابي، حاولت قدر الإمكان أرد ع كل الناس اللى فرحتهم وصلت لعندي فعلًا وحسيت بها، سامحوني لو حد فلت مني”.

وأضافت: “إحنا عملنا ده عشان نقدر نشوف بعض بسهولة بدون عراقيل، إحنا ضحينا بفرحة كبيرة عشان يستمر التواصل بينا (الزيارة) بعد منعي التام والشديد من زيارته من ديسمبر 2019، بحجة أني مش درجة أولى عشان (خطيبة ولست زوجة) فأنا بقيت زوجة دلوقتي وأتمنى أشوف زوجي بدون تعنت”.

وتابعت: “جزيل الشكر للمحامين اللى كانوا الجندي المجهول لإتمام الإجراءات اللازمة للزواج، وكل الحب والتقدير لحمايا وحماتي اللى فعلا مسخرين كل حياتهم للتخفيف عن محمد وعني بالتبعية، وفعلا كان لهم اليد الطولى لإنجاز العقد، حمايا وحماتي حقيقي أب وأم من نوع فريد، أدامهم الله في حياتنا وقر أعينهم بعودة محمد عن قريب.

كما توجهت روفيدة بالشكر لوالدتها وأسرتها وأصدقائها لدعمهم موقفها، وسعادتهم بقرارها، واستكملت: “كل الحب لكم ودعواتكم محمد يرجع لي بالسلامة قريب، وتحضروا فرحنا كلكم”.

تظل فرحة محمد عادل وروفيدة حمدي مؤجلة لحين استكمالها بالخطوة الأكبر.. خروجه من الحبس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *