عندما يدفعك الحب للابتعاد.. عيد الأم في زمن كورونا بلا احتفالات أو هدايا: البعض اكتفى باتصال وأمل بزيارة قريبة

شيرين: أمي نصحتني بالبقاء في المنزل.. منار: أرسلت الهدايا لوالدتي وحماتي منذ أسبوعين ولم أستطع زيارتهما

عمرو أديب يحذر من زيارة الأمهات: أمك ذنبها في رقبتك .. الحياة مش هتتهد.. وأمك مش هتعتبرك ابن عاق

كتب- محمود هاشم

“كل ما قيل وما يقال بعد غد لا ينتهي بضمة، أو لمسة من يد، لا يرجع الغريب للديار، لا ينزل الأمطار، لا ينبت الريش على جناح طير ضائع منهد، أقول للمذياع قل لها أنا بخير، أقول للعصفور إن صادفتها يا طير لا تنسني، وقل: بخير، أنا بخير”.

لم يكن الشاعر الفسلطيني الكبير محمود درويش يعلم أن قصيدته “رسالة من المنفى”، ربما ستكون لسان حال الكثيرين في يومنا هذا، تزامنا مع الاحتفالات بعيد الأم، اليوم، التي تبدلت معالمها، ليمتنع البعض حتى من التواصل مع أمهاتهم إجباريا، بفعل التخوفات من فيروس كورونا المستجد، الذي خلف عشرات الآلاف من الإصابات والوفيات حول العالم.

الجميع الآن بات يلزم منزله في عزل إجباري وقاية من انتشار الفيروس، وبعدما كانت القاعدة الرئيسية في مثل هذا اليوم، بالنسبة للمغتربين زيارة أمهاتهم وحمواتهم احتفالا بهم في تجمعات عائلية، فضل الكثيرون معايدتهم إليكترونيا، بينما لم يخرج المقيمون مع أسرهم من منازلهم للاحتفال كعادتهم في كل عام، وتبدلت الهدايا من قلوب ومشغولات معدنية ومستلزمات للمنزل، إلى كمامات وكحول وأدوات تطهير.

لم تتمكن شيرين حسن من زيارة والدتها بمناسبة عيد الأم كما كانت تفعل كل سنة، بسبب تفشي فيروس كورونا، ولم تشتر أيضا هديتها حتى الآن، حيث قالت إنها لم تخرج من منزلها منذ حوالي أسبوع تقريبا، وأشارت إلى أنها هاتفت والدتها بمناسبة عيد الأم، ولم تخلو المكالمة من الحديث عن فيروس كورونا ونصائح الأم لها بالبقاء في المنزل.

أما منار عبدالسلام، فقد سبقت بإرسال هدايا عيد الأم لوالدتها وحماتها منذ ما يزيد عن أسبوعين، إلا أنها لم تستطع زيارة أي منهما، نظر لأنهام تعيشان في محافظات أخرى بعيدا عن القاهرة، واكتفت بمعايدتهما عن طريق “فيديو كونفرانس”.

الأمر ذاته فعلته نهى عاشور، التي كانت تحرص سنويا على الاحتفال مع والدتها بهذه المناسبة، إلا أنا قررت معايدتها هاتفيا أو عن طريق مكالمات الفيديو هذه المرة، إلى حين انتهاء أزمة كورونا، وعودة الأجواء إلى طبيعتها.

بحسب تصريحات لعضو الشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية خالد حطب، قلل انتشار فيروس كورونا الطلب مبيعات الأدوات المنزلية من هدايا عيد الأم، قائلا إن ما تم بيعيه لا يمثل نحو 25% أو 30% مقارنة بالأعوام السابقة، نظرا لتخوف المواطنين من التواجد في أماكن المزدحمة، بسبب انتشار فيروس كورونا.

وأوضح حطب أن المولات التجارية قدمت تخفيضات خلال شهر “عيد الأم” على المنتجات بجميع الفروع تراوحت بين 15 و50%، إلا أن أولوية المواطنين اتجهت نحو شراء الكمامات والمطهرات والمنظفات والمواد الغذائية.

كانت فاطمة اللواء تخطط للاحتفال مع والدتها بعيد الأم، بالخروج معها في أحد الأماكن التي تفضلها، كعادتها كل عام، إلا أن تخطيطهما للاحتفال انتهى إلى إعدادهما طعاما منزليا ومشاهدة عدد من الأفلام، وجلوسهما داخل البيت لمتابعة ما يجري خارجه، بعد أن فرضت عليهما المخاوف من كورونا عزلا إجباريا، على غرار جميع الأسر المصرية في الأوقات الحالية.

باسم محمد هو الآخر، قرر إحضار تورتة للاحتفال بوالدته، لكن داخل منزلهما، في جو عائلي بسيط، لعدم إضاعة سعادتهما باليوم، على الرغم من الأجواء التي يعيشانها، مع متابعة الأخبار عن مستجدات مواجهة الفيروس، ما فعله باسم لم تستطعه شدوى علي وإخوتها، الذين بات لديهم خوف له تبريراته حتى من شراء هدية، خوفا من تسببها في نقل العدوى إلى منزلهم.

وحذر الإعلامي عمرو أديب من زيارة الأمهات، اليوم، نظرا لخطورة نقل العدوى لكبار السن، داعيا للاكتفء بتهنئة الأمهات عن طريق الهواتف.

وأبدى أديب تخوفه مما وصفه بـ”الجبروت وعدم الاهتمام” من بعض المواطنين في التعامل مع خطر الفيروس، وشدد على أنه لا أحد معصوم من الإصابة بالفيروس، لافتا إلى أن 50% من الحالات في مستشفيات ولاية نيويورك الأمريكية تحت سن 50 عاما.

وأضاف: “أمك ذنبها في رقبتك، مش هيجرى حاجة السنة دي، والحياة مش هتتهد، ولا أمك هتعرف أنك ابن عاق، هي قلبها عليك وعلى ولادك، لكن بعد كدة مش هتعرف تعمل لها حاجة، وهتقعد تحت رجلها تلطم وتعيط”.

تحذيرات أديب، تزامنت مع دعوات أخرى من مواطنين تحذر أيضا من عدم زيارة الأهل كبار السن، خوفا من التسبب بغير قصد في نقل العدوى إليهم، مشددين أيضا على ضرورة تجنب المصافحات والقبلات وقاية من المرض.

وبين استمرار التخوفات من الفيروس وتأثيراته الاجتماعية على العلاقات الأسرية، أبدى الكثيرون أملهم في عودة الأجزاء إلى طبيعتها في أقرب وقت، فيما وجه آخرون تحية لكل أم بطلة تتحمل مسئولياته كبيرة، زادت من ضغطها في الأوقات الحالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *