عبد الرحمن مقلد يكتب: إلى شهداء ساحة الخلاني في بغداد (ابداعات)

مرَّ القتيل عليَّ

– كأنَّ به حاجةً –

مرَّ ولم أتنبَه له

أيَّ شيء يريدُ؟

كأن به صرخةً لم تدوِ

ودمعًا تجمد كان يريد الفرارَ

أيوجعه أن يموت

ولا يتحقق ما كان يبغي

القتيل الذي فات من بعضِ وقتٍ

وفض الأثيرَّ

ومر كأن لم يكنْ

وكان شديدَ الشحوب

كأن عليه عتابا

القتيل الذي ماتَ

لم يتعارف على قاتليه

يفاجئنا ويطلُ علينا

ويغدو سرابا

وإن لم يكنْ مثلُ هذا الشريط عليه

لقلنا الفتى ما له شاحبٌ هكذا

أفر من الدرس

أم تاه بين الدروب

وما كل هذا الحضور السليب

وهذا القتيل

/ الذي نكتفي باختبار الشريط عليه/

ونذكره بجلالٍ

ونأسف مما جرى

لا يزال يمر

وفي وجهه نظرةُ الحزن والغبن

كأن الصغير الذي كان

يأخذ صورته كل يوم

ويؤنسسه هاتفٌ

لا يزال يُفاجأ مِمن يلاقيه بالسيف

يحمله ثم يلقيه

ما زال مرتهنًا بالعذاب

بأن قضيته تتداعى

وتنزف تحت البيادات

لم يتعارف على قاتليه:

قوى الأمن

أم غدرته المليشيا

ومرتزقو الموت

القتيل الجديد

القتيل غدا

الذي يتكلل أيقونةً في فضاء «التواصل»

ونُغادر صورته باندفاعة زِرِّ

كأن الجنازة تمضي إلى قبره

عبر هذا الأثير

يضيء

وسرعان ما يتلاشى

وليس عليه السلام

ولم يتنكس عليه علمْ

القتيل المُضمنُ بين عديد الضحايا

القتيل الرقمْ

ليس عليه الحداد

وليس عليه الندمْ

يلوح ويبعد مرتهنًا بالمؤشر

محتجزًا في ثليج البلازما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *