صحف فرنسية عن زيارة السيسي لفرنسا: انتهاكات حقوق الانسان ودعوات المنظمات للتظاهر تتصدر.. والاليزيه يشدد على الشراكة الاستراتيجية

منظمات حقوقية تدعو للتظاهر غدا أمام مقر الجمعية الوطنية.. وتساؤلات: كيف يتم مد السجادة الحمراء في ظل 60 ألف معتقل بمصر

درب

تناولت صحف ومواقع فرنسية تفاصيل زيارة السيسي نظيره الفرنسي إمانويل ماكرون، في قصر الإليزيه بباريس، اليوم، مسلطين الضوء على إشكالية أوضاع حقوق الإنسان في مصر، التي تأتي على رأس قائمة المشاورات بين الرئيسين.

ووصل السيسي الأحد إلى باريس وسط إجراءات بروتوكولية محددة جدا، والتقى صباح الإثنين وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي بعد مراسم استقبال في إينفاليد من دون حضور الصحافة بسبب تداعيات كورونا، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، ورافقت موكبه بعد ذلك عشرات الجياد من الحرس الجمهوري حتى قصر الإليزيه، حيث استقبله ماكرون.

وتشمل المباحثات الكثير من المواضيع ولا سيما مكافحة الإرهاب والوضع في ليبيا والنزاع الاسرائيلي- الفلسطيني والتحديات الاستراتيجية المرتبطة بإيران فضلا عن الوضع في لبنان.

وقالت الصحف إنه يتوقع أن يكون الحديث بين الرجلين حول حقوق الإنسان أكثر تعقيدا رغم الإفراج عن المسؤولين الثلاثة عن “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية” قبيل زيارة السيسي بعد تعبئة عالمية واسعة.

وأوضحت الوكالة الفرنسية أنه منذ تولي عبدالفتاح السيسي الحكم في السنة التالية، جوبهت المعارضة أكانت إسلامية أو ليبرالية بقمع متزايد، وبعدما رفض أن “يعطي دروسا” لضيفه في أكتوبر 2017 ما أثار غضب المدافعين عن حقوق الإنسان، وعد الرئيس ماكرون بتناول الوضع صراحة الاثنين.

وخلال زيارة إلى القاهرة في يناير 2019 أسف ماكرون لعدم تطور الوضع “بالاتجاه الصحيح” في مصر لأن “مدونين وصحافيين وناشطين” يوضعون السجن.

وترى المنظمات غير الحكومية التي دعت إلى التظاهر الثلاثاء عند الساعة 18,00 (الساعة 17,00 ت غ) أمام مقر الجمعية الوطنية أنه ينبغي على فرنسا أن تنتقل الآن من “الأقوال إلى الأفعال”.

وينبغي عليها أولا “وقف بيع معدات القمع والتعاون العسكري” وإلا “قد تجد نفسها شريكة في القمع” على ما قال أنطوان مادلان من الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان.

وخلال الزيارة التي ستكون مغلقة جزئيا على الصحافة، سيضع السيسي باقة من الورد على ضريح الجندي المجهول الثلاثاء في قوس النصر والحجر الأساس لدارة مصر في المدينة الجامعية الدولية وزيارة “المحطة اف” أكبر حاضنة للشركات الناشئة في العالم.

وشدد قصر الإليزيه على أن الأولوية بالنسبة لفرنسا تبقى تعزيز “الشراكة الاستراتيجية” مع أكثر دول العالم العربي تعدادا للسكان وتعتبر “قطب استقرار” في منطقة تشهد اضطرابات.

وقال زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن في تغريدة الاثنين “مصر الرئيس السيسي الذي يعمل على ضد الإخوان المسلمين في بلده، يجب أن تكون حليفة لا غنى عنها لا سيما في الملف الليبي في مواجهة الاستفزازات التركية وفي مكافحة الإرهاب”.

وسيقيّم الرئيسان أيضاً تعاون البلدين في ملفات كبرى متعلقة بالأمن الإقليمي، مثل مكافحة الإرهاب والأزمة الليبية والخلافات مع تركيا في شرق المتوسط، ولا ينتظر توقيع أي عقد كبير بمناسبة هذه الزيارة بعد سنوات زاخرة شهدت بيع 24 طائرة قتالية من نوع “رافال” إلى مصر.

وطغت زيارة السيسي لباريس ولقاؤه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على عناوين الصحف الفرنسية، وهي الزيارة التي تم التحضير لها بداية الشهر المنصرم عند زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان للقاهرة.

وتأتي الزيارة لتهدئة النفوس بعد الانتقادات التي طالت باريس عقب إعادة نشر صور الكاريكاتير المسيئة للنبي محمد.

وتناولت صحيفة لوريون لوجور الزيارة على صفحتها الأولى، مشيرة إلى أهم القضايا المطروحة على الطاولة بين الرئيسين، وإلى تحدي مسألة حقوق الإنسان في مصر.

وتقول الصحيفة إنها قضية شائكة تربك السلطات الفرنسية، ولاسيما أن مصر تواجه وبشكل متزايد نظاما قمعيا وانتهاكا منهجيا للحقوق الأساسية، وهو ما يجعل التحالف المصري الفرنسي محرجا.

الزيارة تطالها انتقادات المنظمات غير الحكومية في فرنسا، حيث كتبت صحيفة لوموند أن المدافعين عن حقوق الإنسان يطالبون بتحركات قوية من باريس وبتجاوز الخطب إلى أفعال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *