صاحب «وشوش سادة».. أيمن عبد المعطي المثقف الذي «يكتب كي لا يكون وحيدًا» يقترب من عامه الرابع بالحبس الاحتياطي (بروفايل)

كتب- عبد الرحمن بدر 

“دي تاني مرة شمس، الابنة الصغرى لأيمن، تشوف ابوها من أكتوبر ٢٠١٩ وأول مرة يحضنها وتحضنه.. بالكاد تعرفه”، بهذه الكمات تروي الزميلة زينب مصطفى تفاصيل زيارتها لزوجها الناشر أيمن عبد المعطي، المحبوس احتياطيًا منذ 3 سنوات ونصف.  

وتضيف بمرارة: أيمن محبوس احتياطي من أكتوبر ٢٠١٨، مفيش كلام يوصف الفترة دي وما تكبدناه جميعا، هو وكل فرد في الأسرة، من خساير على كل المستويات، أتمنى تكون دي آخر زيارة”. 

 (أكتب كي لا أكون وحيدًا)، هكذا يلخص الناشر والباحث أيمن عبد المعطي فلسفته في الحياة وحبه للكتابة في اختيار اسم مدونته الشخصية، قبل أن يعرف أن هناك وحدة قاسية سيضطر للتعامل معها في محبسه بعيدًا عن عائلته وأحبابه، ضمن المحبوسين على ذمة قضايا سياسية، وبعد 3 سنوات ونصف في الحبس الاحتياطي بتهمة نشر أخبار كاذبة، مازال ينتظر الفرج وانتهاء المعاناة والعودة لأسرته وأحبابه.   

“ماذا نكتب، وكيف نمتلك الجراءة على فعل الكتابة والتدوين، وماذا تعني الكتابة بالنسبة لمن يمارس طقوسها، وهل تطلق سحرها في عقل ناسكها؛ فيصبح مهووسا بها.. يصاب بعشقها ولا يشفى أبدا، وهل يمكن أن تصبح مرادفا للحياة والحب عند مشتغليها، هل تصلح أن تكون ونيسا وصديقا وعشقا، ما الفائدة التي تعود علينا من ممارسة هذا الفعل الإنساني؟ أسئلة كثيرة تحتاج للكتابة في حد ذاتها لمحاولة الإجابة عليها. فأنا أكتب كي لا أكون وحيدًا”، بهذه الكلمات عبر الناشر أيمن عبد المعطي عن حبه للكتابة.   

محكمة جنايات إرهاب القاهرة جددت قبل رمضان حبسه 45 يوما احتياطيا، لتستمر أزمة عبد المعطي الذي ألقت قوات الأمن في 18 أكتوبر 2018، القبض على عبدالمعطي وأحالته لنيابة أمن الدولة العليا، التي حققت معه في اتهامات بنشر أخبار كاذبة ومشاركة جماعة إرهابية، وقررت حبسه على ذمة القضية رقم 621 لسنة 2018.  

وتوالى تجديد حبسه حتى أغسطس 2020 الماضي، حيث قررت غرفة المشورة بمحكمة الجنايات إخلاء سبيله بتدابير احترازية، لكنه القرار لم ينفذ؛ ففي أثناء إنهاء إجراءات إخلاء السبيل، وفوجئ محامي عبد المعطي بعدم التواصل معه، حتى ظهر لاحقا في نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق في قضية جديدة، حملت رقم 880 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، حيث جرى حبسه ويتم التجديد له على ذمتها حتى كتابة هذه السطور.  

تقول زوجته الصحفية زينب مصطفى: أيمن توجهاته ومواقفه معروفة، وكذلك انشغاله بالقضايا العمالية والحقوقية، وليس في هذا أو ذاك ما يخالف القانون على الإطلاق، ولكن في الفترة السابقة للقبض عليه كان يركز على عمله بإحدى دور النشر وحياته الأسرية فقط، وكان بعيدا تماما عن العمل العام.  

اعتبر أيمن أن كتابته هي كل ما يمتلكه في حياته، يسجل فيه لحظات شجونه وأحزانه وكآبته الممتدة، وبعض أفراحه المحدودة، اعتبر أيمن النصوص لحظات من الحكي والبوح الإنساني المتدفق. لذا يمكنك ببساطة أن تعتبر أيمن عبدالمعطي القابع خلف ظلام الزنزانة من الأشخاص الذين لا يملكون في الحياة سوي مبادئهم، وحبهم لوطنهم ونشرهم للأمل بين كل من يعرفوهم.  

تضيف زوجته: كل اللي بتمناه أنه يحصل دراسة لحالة أيمن وكل اللي في وضعه وللأسر اللي بتعاني مثلنا دون أي مبرر ويكون في حلول، أيمن محتاج يرجع لأسرته، ويتابع أبناء الثلاثة وهم بيكبروا بعيد عنه، ويرجع لأهله وأصحابه وشغله.  

وتقول زينب: بنمر فترة صعبة وقاسية جدا وكتير من ملامح حياتنا اتغيرت، مع ذلك بنحاول نفضل واقفين على رجلينا ومتمسكين بالأمل في غد أفضل لنا وللجميع.  

وأشارت زينب إلى أن يوسف وحورية (أبناء أيمن من زوجته السابقة) مفتقدين والدهما في تفاصيل كتير في حياتهم وأكيد محتاجين مشاركته لهم في الأحداث والتطورات اللي بيمروا بها.   

يذكر أن عبد المعطي، من مواليد 30 يوليو 1970بمنطقة قايتباي بحي الجمالية، وتربي في حي شبرا الخيمة ووجوه في هذه المدينة جعله يتأثر بقضايا العمال منذ مرحلة الثانوية تقريباً، حاصل على ليسانس الإعلام من جامعة القاهرة.  

وقبل أن يعمل في دار المرايا، عمل عبد المعطي في مؤسسة كتب عربية للنشر، ثم مراجع في وكالة الأنباء الإسبانية، ثم عمل منذ عام 2011 في الوحدة الإعلامية للمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية حتى عام 2016، ومن بداية عام 2017 عمل في دار المرايا للنشر والتوزيع. 

يقول المحامي الحقوقي خالد علي: تم القبض على أيمن عبد المعطي يوم الخميس 18 أكتوبر 2018، من مقر عمله بدار مرايا للنشر والإنتاج الفنى، وبعد ثلاثة أيام ظهر في نيابة أمن الدولة يوم الأحد 21 أكتوبر 2018، وتم التحقيق معه ووجهت له النيابة تهم الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، ومنذ حينها يجدد حبسه احتياطيا على ذمة القضية 621 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، والتى كانت تضم أيضا، المحاميان أحمد صبري أبو علم وسيد البنا، بالإضافة إلى آخرين تم حبسهم على ذمة القضية، هم المدون شادي أبو زيد، والنشطاء أمل فتحي ووليد شوقي  وشادي الغزالي حرب وجميعهم تم إخلاء سبيلهم على فترات متباعدة. 

ويضيف: بعد أن حصل أيمن على إخلاء سبيل بعد مرور عامين على حبسه الاحتياطى، لم يتم تنفيذه، وظل بقسم الشرطة حتى أعادوه مرة أخرى للنيابة للتحقيق معه على ذمة القضية ٨٨٠ لسنة ٢٠٢٠ وظل محبوس احتياطيا على ذمتها حتى تاريخه. 

ويضيف خالد علي: حصل أيمن على ليسانس إعلان جامعة القاهرة وبدأ حياته المهنية كموظف بوزارة العدل، لكنه هجر الوظيفة العامة وعمل فى العديد من المؤسسات الثقافية  والحقوقية حيث عمل في مؤسسة كتب عربية للنشر، ثم مراجع  لغوى في وكالة الأنباء الإسبانية، ثم مدير الدعاية والتسويق لدار المرايا للنشر والتوزيع، وهو صاحب مدونة شهيرة هى ” اكتب كي لا تكون وحيدا” كان ينشر عليها العديد من الكتب الثقافية والأشعار ، كما صدر لأيمن قصة بعنوان ” الأسمر أبو العيون”، وكتاب آخر بعنوان ”وشوش سادة” العملان من تأليف أيمن عبد المعطي والرسومات كانت لإبنه الرسام يوسف أيمن عبد المعطى. 

واختتم المحامي الحقوقي: فى أكتوبر القادم هيكون أيمن كمل أربع سنوات حبس احتياطى، ابنته شمس والتى يحملها فى الصورة كانت حديثة الولادة وقت القبض عليه ومنذ ذلك الحين  لم يراها إلا مرتين فقط، أتمنى خروجه بالسلامة لأهله وكل أحبابه. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *