شكوى لأطباء فريق العزل بـ«بنى سويف التخصصي» تؤكد عدم جاهزية المستشفى لمواجهة كورونا: لا تدريب ولا سكن ولا جهاز أشعة مقطعية


المستشفى تمثل 50% من قوة العنايات المركزة والحضانات الحكومية بمحافظة بني سويف.. ونسبة التطوير بها لا تتعدى 40%

منى مينا: أبسط ما تحتاجه أطقمنا الطبية أن يكون هناك اهتمام حقيقي بحمايتهم أثناء قيامهم بدورهم في مواجهة كورونا

كتبت- كريستين صفوان

وجه أطباء فريق العزل بمستشفى بنى سويف التخصصي، رسالة إلى رئيس الجمهورية، يشكون فيها من تحويل المستشفى إلى مستشفى عزل لمواجهة فيروس كورونا، دون جاهزيتها لهذه الخطوة، لافتين إلى أن الأطباء وفريق التمريض لم يتدربون على أساليب مكافحة العدوى للفيروس المستجد ولا طوارئ الأمراض الصدرية سوى تدريب وحيد لمدة يومين. 

جاء ذلك في شكوى نشرها كريم مصباح عضو مجلس نقابة الأطباء وعضو في فريق العزل بمستشفى بني سويف التخصصي، في الساعات الأولى من صباح الأحد، عبر حسابه على موقع «فيسبوك»، تفيد بأن المستشفى تمثل 50% من قوة العنايات المركزة والحضانات الحكومية (مجتمعتين) بالمحافظة، ولا يتوفر بها جهاز أشعة مقطعية، ولا يوجد سكن للأطباء ولا سكن للتمريض.

وقال أطباء فريق العزل بمستشفى بنى سويف التخصصي في شكواهم التي نشرها «مصباح» إن ضم المستشفى لقائمة مستشفيات العزل «أثار علامات الدهشة والاستغراب لدى الطاقم الطبي» لافتا إلى أنها «قيد التطوير منذ 2013 وأعمال التطوير نفسها قد توقفت منذ عدة أشهر». 

وأضافوا : بالرغم من ذلك سارع معظمنا بالتطوع للانضمام لفرق العزل بالصفوف الأولى أملا في أن المسئولين بالوزارة سيقومون باستدراك النواقص وتدبير الإمكانات لتأدية الخدمة على أكمل وجه». 

واستطرد الأطباء أنهم فوجئوا بمضي الوقت دون أي تغيير في بنية المستشفى وخدماتها، ثم فوجئوا «قبل عدة ساعات» بإجراءات التحويل للعزل النهائية «دون جاهزية المستشفى تماما لتلك الخطوة»، على حد قوله. 

وأوضحت الشكوى أنه «لا يوجد سكن للتمريض أو العمال بالمستشفى ولم تسند أصلا في خطة أعمال التطوير من جهة الإسناد (مديرية صحة بني سويف) والمخطط الجديد يشمل تسكين العمال والممرضين بمبنى العيادات الخارجية الغير مطابق لمواصفات السكن حيث الحوائط زجاجية كاشفة والحمامات المتوافرة غير كافية (اثنان لكل دور) وتصميم المبنى لا يسمح بتركيب بوابات تعقيم بمداخل المبنى». 

وأضافت أنه لا يوجد سكن أطباء بالمستشفى ولم يسند أيضا بأعمال التطوير، وتابع قائلا: «علمنا بأنه من المخطط تسكين الأطباء بغرف الإدارة الضيقة بأسرة ذات دورين بمعدل أربعة بكل غرفة رغم أن ذلك يتنافى مع مخطط الوزارة السابق للتخطيط النمطي لسكن مستشفيات العزل وبما يهدد بكارثة صحية قد تحل في حالة إصابة أحد الأفراد إضافة إلى وجود حمام واحد مشترك للجميع».

ووفقا لنص الشكوى التي نشرها مصباح «لا يوجد بالمستشفى جهاز أشعة مقطعية، حيث أعطبت منذ 2017، وكهنت في 2019» بالإضافة إلى أن الخدمات المعاونة من بنك دم ومعمل وأشعة «لا تتطابق بنيتها التحتية ومواصفات الجودة بمكافحة العدوى وهي حاليا تشغل أماكن مؤقتة». كما لا يوجد مطبخ بالمستشفى منذ العام 2015، و«يتم الطبخ في مطبخ مستشفى الصدر وتورد الوجبات جاهزة».

وأشارت الشكوى إلى أن مستشفى بنى سويف التخصصي حاليا عبارة عن 12 مبنى «ما بين مزالة او آيلة للسقوط»، ولا يعمل بها سوى 3 مباني، مشددا على أن نسبة التطوير لا تتعدى من 30 إلى 40%. 

وبحسب أطباء فريق العزل بمستشفى بنى سويف التخصصي، فإن القسم الوحيد المطور بشكل كامل في المستشفى ويشغل مكانه الأساسي هو العناية المركزة، وهو يمثل 50% من قوة العنايات المركزة والحضانات الحكومية (مجتمعتين) بمحافظة بني سويف. مضيفين أنها «تعمل 24 ساعة يوميا 7 أيام بالاسبوع وتتحمل طوارئ الاسعاف والحوادث 4 ايام بالاسبوع وحدها وبالمشاركة مع مستشفى جامعة بني سويف ثلاثة ايام اخرى، فضلا عن أنها تمثل مستشفى الإحالة الرئيسي لكل المستشفيات المركزية بالمحافظة طوال الأسبوع والتي بها قسم حروق بالمحافظة». 

وكشفت الشكوى أنه «لم يتم تدريب الأطباء والتمريض على أساليب مكافحة العدوى للفيروس المستجد ولا طوارئ الأمراض الصدرية سوى تدريب وحيد ليومين بنهاية مارس الماضي بمديرية الصحة وتعطلت باقي التدريبات لتعطل شبكة الفيديو كونفرانس حديثة التركيب بالمستشفى».

وقال أطباء فريق العزل بمستشفى بنى سويف التخصصي، في شكواهم إلى رئيس الجمهورية «الأمر متروك لسيادتكم للتصرف واتخاذ اللازم نحو إنقاذ الفريق الطبي المشارك من عدوى حتمية حال استمرار الضم تحت تلك الظروف».

وشددوا في ختام شكواهم على أن «كل ماكتب سابقا لا يعني تخاذلا أو امتناعا عن اداء واجبنا المقدس الذي اقسمنا على ادائه ولا نقصا من وطنية أي منا فقد اسبقت الى اننا جميعا تسابقنا في التطوع لتلك المهمة وانما هو اشارة لتقصير احد التنفيذيين الذي قد تنتج عنه كارثة نحن جميعا في غنى عنها والتي يمكننا جميعا تجنبها بمجهود بسيط وحسن تدبير للأمور».

من جانبها، علقت الدكتورة منى مينا، أمين عام نقابة الأطباء السابقة، على شكوى أطباء مستشفى بني سويف التخصصي، قائلة إن «تطوع هؤلاء الأطباء يقطع باستعدادهم لتقديم الجهد الواجب وتحمل المخاطر لنجدة أهلنا المصابون بالوباء، ولكنهم في هذه الشكوى يوضحون أن المستشفى غير جاهزة لاساسيات مكافحة العدوى». 

وشددت أمين عام نقابة الأطباء السابقة، أن بدء العمل بمستشفى بني سويف التخصصي كمستشفى عزل «خطير على المرضى الذين سيرسلون لها، وعلى الأطقم الطبية التي ستعمل بها دون وجود اساسيات مكافحة العدوى الاساسية».

واستطردت: «أبسط ما تحتاجه أطقمنا الطبية ، هو أن يكون هناك اهتمام حقيقي بحمايتهم – بقدر الامكان – أثناء قيامهم بدورهم في التصدي لجائحة كورونا»، لافتة إلى أن الأطقم الطبية مستعدة للتطوع ومجابهة الخطر، «ولكن بالتأكيد لا أحد يقبل الاحساس أن سلامته والحفاظ على حياته ليست محل اهتمام وهو يقوم بهذه المهمة السامية».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *