شخصيات العام.. رسائل حب| عمال كفر الدوار والدلتا للأسمدة والجامعة العمالية وأوراسكوم.. فرسان الدفاع عن الحقوق ولقمة العيش ومواجهة الخصخصة

“احنا معاكم في المشوار”.. وسط الصمت المطبق يأتي صوت العمال حاملا الأمل بأن هناك من لازال يقاوم من أجل حقوقه والدفاع عن مقدرات هذا البلد، فوسط عتمة سيطرت على المجال العام جاءت احتجاجات العمال في مناطق عمالية مختلفة، وارتفعت أصوات تضامنهم العابر للمصانع لتقول إن الأمل لازال ممكنا وأن انتزاع الحقوق لازال متاحا طالما هناك من يقف وراءه.

إلى من يُبنى على أكتافهم الاقتصاد وتدور بسببهم عجلة الإنتاج، إلى العمال الذين دافعوا -خلال عام صعب- عن حقوقهم المشروعة في الحفاظ على “لقمة العيش” في مواجهة عواصف الخصخصة أو التصفية أو في مواجهة رجال أعمال حاولوا سحقهم من أجل تعظيم ثرواتهم.. إلى كل هؤلاء الرجال نوجه التحية الواجبة.

قائمة طويلة من عمال المصانع والشركات الذين تعرضوا لمعاناة شديدة وضغوط كبيرة خلال العام المنتهي، من بينهم 2500 عامل بشركة “الدلتا للأسمدة” في محافظة الدقهلية أعلنوا اعتصامهم رفضا لمحاولات تصفية الشركة بزعم نقل مقرها تمهيدًا لبيع الأرض المقامة عليها من أجل إقامة مشروع سكني.

توجهات عجيبة هي تلك التي تسعى لهدم مصنع من أجل إقامة مشروع سكني، وهو ما دفع العمال إلى الاحتجاج بعد تصريحات صدرت على ألسنة بعض المسئولين تؤكد اعتزامهم تصفية الشركة تحت مزاعم نقل مقرها تمهيدًا لبيع الأرض المقامة عليها من أجل إقامة مشروع سكني.

منذ أغسط الماضي، وعلى مدى الأشهر التالية، استمر نحو 2500 عامل بشركة الدلتا للأسمدة في اعتصامهم اعتصامهم احتجاجا على ما وصفوه بالخطوات التنفيذية من أجل تصفية الشركة، وتصاعد الاعتصام وتزايدت الاحتجاجات بعد وصول أفراد وضباط من هيئة المساحة والهيئة الهندسية إلى مقر الشركة تمهيدًا لبدء التنفيذ.

“نحن معتصمون وسنظل معتصمين، ملناش غير لقمة عيشنا دي، نروح فين بعيالنا.. وبعدين لما يعملوا مشروع سكني المشروع دا هيكون لمين وأنا مش لاقي شغل ولا أكل وشرب”.. هكذا عبّر أحد العمالين بـ”الدلتا للأسمدة” عن المأساة التي يتعرضون لها.

من بين العمال الذين يعانون أيضا 3200 عامل بالجامعة العمالية وجدوا أنفسهم دون رواتب لعدة أشهر، فقادوا سلسلة احتجاجات من أجل نقل التبعية من الاتحاد العام لنقابات عمال مصر إلى وزارة القوى العاملة، وهو ما نجحوا في تحقيقه.

ومنهم أيضا العاملين بالشركة الوطنية للصناعات الحديدية فرع العين السخنة بمحافظة السويس، إحدى شركات أوراسكوم للإنشاء والتعمير.. الذين تعرضوا للإيقاف والفصل بل وصدرت ضد 6 منهم أحكام بالسجن وغرامة بالآلاف الجنيهات لاتهامات لاحقتهم بـ”تعطيل مشاريع قومية”.

تتزايد معاناة العمال، حتى أن مرصد الاحتجاجات العمالية والاجتماعية، رصد 17 احتجاجا خلال النصف الأول من شهر ديسمبر، تنوعت بين وقفات احتجاجية وإضرابات عن العمل أو الطعام وتجمهر في أحد عشر محافظة، مطالب بسيطة ومشروعة لا تتمثل إلا في الحفاظ على مصدر دخلهم وعدم سحقهم وأسرهم تحت عجلات قطار الخصخصة أو التصفية.

فتحية واجبة لصمود العمال في كل المصانع والشركات ودفاعهم عن حقوقهم، وتحية لكل الرجال الذين أصروا على استكمال ما بدأوه من أجل الحفاظ على مقدراتهم في مواجهة محاولات سحقهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *