سينمائيون ومسرحيون يدينون سحب ألمانيا جائزة من كاتبة بريطانية لدعمها فلسطين وحركة المقاطعة (خطاب مفتوح)

المتضامنون في بيان: القرار ضد الكاتبة البريطانية “فاشية” و”مكارثية جديدة”.. ونرفض أنماط التخويف والإسكات 

الخطاب: إذا كان تجاهل المضطهدين هو الوسيلة الوحيدة لفن آمن للمؤسسات فلا قيمة ولا معنى للفن  

 كاريل تشرشل: دعمي متواصل للقضية الفلسطينية.. ومخرج “سبعة أطفال يهود”: لفت الانتباه لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ليس معاداة للسامية 

كتب- محمود هاشم  

اتهم أكثر من 170 فنانا وشخصية بارزة في السينما والمسرح البريطاني لجنة تحكيم جائزة الدراما الأوروبية لعام 2022 في ألمانيا بممارسة “مكارثية العصر الحديث”، بعد أن سحبت جائزة الإنجاز مدى الحياة من الكاتبة المسرحية الشهيرة كاريل تشرشل، بسبب دعمها لحقوق الفلسطينيين. 

كانت الكاتبة البريطانية حصلت على جائزة الدراما الأوروبية في أبريل من هذا العام، وهي الأكبر قيمة في أوروبا، حيث تبلغ قيمتها 75 ألف يورو، مقدمة من مؤسسة “ساوتشبيل شتوتجارت” برعاية وزارة العلوم والبحوث والفنون في بادن فورتمبيرج الألمانية، إلا أن القرار تم سحبه في أكتوبر، بسبب دعمها حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد الاحتلال الإسرائيلي (BDS).  

اضغط هنا

وقال المتضامنون، في خطاب مفتوح، الخميس 17 نوفمبر، إنه أصيبوا بالصدمة من قرار إلغاء الجائزة، وإن الهجوم على حرية الضمير أحد أنماط مكارثية العصر الحديث، ويثير أسئلة عاجلة حول نمط التخويف والإسكات. 

وأضاف الخطاب: “إذا كانت الأشكال الفنية الوحيدة التي تعد آمنة للمؤسسات هي تلك التي ليس لديها ما تقوله دعما للمحرومين والمضطهدين في هذه الأرض، والتي تصمت في وجه القمع الذي تفرضه الدولة، فهذا يعني إفراغ الفن والثقافة من المعنى والقيمة “. 

وأكدت الممثلة البريطانية هارييت والتر، أن كاريل تشرشل تستحق أعلى الجوائز الدولية بسبب أعمالها التي غيرت تاريخ وقواعد المسرح، وأن سحب أي تكريم منها بسبب آرائها السياسية هو عمل مشين يذكرنا بالمكارثية. 

اضغط هنا

وقالت لجنة التحكيم في بيان إن اختيار تشرشل للجائزة جاء “تقديرا لعملها في حياتها”، ومع ذلك، فقد علمنا في هذه الأثناء بتوقيعات حركة دعم المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات “BDS”. 

وأضافت: “يمكن اعتبار مسرحية سبعة أطفال يهود، معادية للسامية. لذلك، للأسف الشديد، قررت لجنة التحكيم عدم منح الجائزة هذا العام”. 

كتبت تشرشل “سبعة أطفال يهود” في عام 2009 في أعقاب العدوان الإسرائيلي على غزة، فيما سمي بـ”عملية الرصاص المصبوب”، التي استشهد خلالها ما لا يقل عن 1383 فلسطينيًا، من بينهم 333 طفلاً، وفقًا لمنظمة العفو الدولية. 

وأيدت وزيرة الفنون في حكومة الولاية الألمانية، بيترا أولشوفسكي، هذه الخطوة، حيث قالت: “في ألمانيا، لدينا مسؤولية تاريخية خاصة، هذا هو السبب في أننا كدولة نتخذ موقفًا واضحًا وغير قابل للتفاوض ضد أي شكل من أشكال معاداة السامية. هذا هو السبب الرئيسي لعدم منح جائزة ممولة من قبل الدولة في ظل الظروف المعينة”. 

وقال المخرج والممثل والكاتب المسرحي مايك لي، إن إلغاء شاوسبيل شتوتجارت لجائزتها المرموقة أمر غير مسؤول تفوح منه رائحة الفاشية. 

والرسالة المفتوحة التي نظمها فنانون من أجل فلسطين، دعمها المحامي البارز في مجال حقوق الإنسان جيفري بيندمان، الذي قال “إن سحب جائزة الدراما الأوروبية من كاريل تشرشل على أساس دعمها لحركة دعم المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات، ينتهك بشكل واضح حقها في حرية التعبير الذي تحميه المادة 10 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان”. 

وعند الإعلان عن سحب الجائزة، كررت هيئة التحكيم أيضًا الادعاءات بأن مسرحية تشرشل “سبعة أطفال يهود” يمكن اعتبارها “معادية للسامية” – وهو أمر رفضته تشرشل، قائلة: “دعمي متواصل لحركة المقاطعة والفلسطينيين، لقد كتبت مسرحية سياسية، والآن يتهموننا بمعاداة السامية”. 

وقال دومينيك كوك، الذي أخرج المسرحية في عام 2009: “لفت الانتباه إلى انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان واحتلالها غير القانوني للأراضي الفلسطينية ليس معاداة للسامية، إنه احتجاج مشروع، يجب أن ندافع عن حق الفنانين في التعليق عليه، وعلى أي إساءة أخرى للسلطة في العالم، دون أن يتعرضوا لسوء تشهير “. 

وتابع: “الغضب غير المفهوم بشأن مسرحية كاريل كان يهدف إلى صرف الانتباه عن حقيقة إسرائيل، وإخافة منتقديها المحتملين وإسكاتهم”. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *