زهدي الشامي يكتب: دولة مارقة عن القانون الدولى تاريخها الاغتيالات

اغتيال القادة الفلسطينيين ليس أمرا جديدا على دولة إسرائيل وليس اغتيال الشهيد صالح العارورى هو الاغتيال الأول ، فتاريخها القصير المعاصر منذ خمسين سنة على الأقل هو سلسلة لاتنتهى من الاغتيالات للقيادة الفلسطينينن فى كل مكان وبدون أدنى مراعاة لسيادة الدول التى ينتهكونها بتلك العمليات ، ولكن هذه السياسة غير القانونية. الإجرامية لم تفلح مع ذلك ابدا فى القضاء على المقاومة الفلسطينية ، بل العكس تماما هو الصحيح ، فكلما اغتالوا شخصا ظهر مكانه عشرات ومئات الأشخاص الذين يقاومون الاحتلال . ومع ذلك فإن قادة هذا الكيان لايتعلمون أبدا انهم لايمكنهم أبدا بهذا الأسلوب الارهابى اخضاع شعب يرفض الخنوع ، ويصر على المقاومة للحصول على حقوقه المشروعة .
بمراجعة بسيطة اكتشفت ان هذا المسلسل للاغتيالات الاسرائلية يحتاج لصفحات كاملة ، وانه بدأ قبل ظهور حماس للساحة بحوالى عشرين سنة ، وانه شمل قادة من مختلف الفصائل الفلسطينية وفى أماكن مختلفة من بلاد العالم .
من قائمة الاغتيالات الشهيرة للقادة الفلسطينيين : غسان كنفاني فى بيروت عام ١٩٧٢ ، كمال عدوان عضو اللجنة المركزية لفتح ، وكمال ناصر المتحدث باسم منظمة التحرير عام ١٩٧٣ ، خليل الوزير الشهير بابو جهاد الرجل الثانى فى فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية فى تونس عام ١٩٨٨ ، يحيى عياش الذى اغتالوه بتفجير هاتفه الجوال المخترق اثناء حديث مع والدته فى عام ١٩٩٦ . ومن قائمة المستهدفين من حماس الشيخ أحمد ياسين عام ٢٠٠٤ وعبد العزيز الرنتيسى عام ٢٠٠٤ فى غزة ، و من الجبهة الشعبية القائد الشهيد ابو على مصطفى امين الجبهة الشعبية . ولاتفوتنى فى النهاية الإشارة للرئيس الشهيد ياسر عرفات الذى توفى بطريقة مشبوهة للغاية بعد إصابته بمرض غريب لم تكشف عن حقيقته فرنسا التى توجه للعلاج بها ، وتثور شبهات شبه مؤكدة انه تعرض للتسميم بطريقة احترافية بواسطة عملاء إسرائيل بعد أن حاصروه فى مقر إقامته لفترة طويلة رغم انه هو الذى وقع معهم اتفاقية أوسلو من أجل تسوية سلمية للصراع معهم . وتتعين الإشارة إلى أن الاغتيالات الإسرائيلية امتدت لشخصيات غير فلسطينية من اشهرهم عالم الذرة المصرى الدكتور يحيى المشد الذى اغتاله عملاء الموساد فى باريس .
قائمة لاتنتهى ولكنها لم تقض لا على المقاومة عموما ولا على حماس خصوصا على العكس تماما تزايدت قوتها دائما .
إسرائيل دولة مارقة وخارجة عن القانون الدولى مثلها الولايات المتحدة الامريكية فهى الأخرى لها مسلسل طويل من الاغتيالات بأساليب مختلفة للشخصيات المعادية لها على اراضى دول ذات سيادة .
من المؤكد الاحتلال والاستعمار اذا كان يفشل فى مواجهة نضال وكفاح الشعوب فانه يفشل أيضا بشكل أكبر اذا حاول معالجة الفشل بانتهاج أسلوب الاغتيالات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *