زعيمة حذف المحتوى الفلسطيني.. من هي جوردانا كوتلر المسؤولة البارزة في “فيسبوك” المعينة حديثا في حكومة الاحتلال؟ 

وكالات  

أعلن وزير الشؤون الاستراتيجية لدى حكومة الاحتلال اليمينة الجديدة، رون ديرمر، عن تعيين جوردانا كوتلر، في منصب رفيع بوزارته. 

وأكدت هيئة البث الإسرائيلي “كان”، أمس الخميس 12 يناير 2023، أن ديرمر، وهو السفير الإسرائيلي السابق لدى أمريكا والمعروف باسم “عقل نتنياهو”، اختار المديرة التنفيذية لدى “فيسبوك” في “إسرائيل” كوتلر، للتولي منصب الرئيس التنفيذي لمكتبه. 

وفي ذات السياق، ذكر موقع القناة السابعة العبري التابع للمستوطنين، أن سبق لكوتلر أن عملت مع ديرمر في السفارة الإسرائيلية بواشنطن، كما علمت سابقا معه ومع نتنياهو كمستشار ةلشؤون “الشتات اليهودي”. 

وتعمل إدارة “فيسبوك” بشكل متواصل على محاربة المحتوى الوطني الفلسطيني على صفحاتها، حيث تستمر في إغلاق العديد من الصفحات التي تنشر وتكشف جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، إضافة لحظر بعض المنشورات وصفحات نشطاء فلسطينيين يدافعون عن حقوق الشعب الفلسطيني ويفضحون جرائم الاحتلال. 

وكوتلر، وهي يمينية متطرفة، وشغلت منصب مسؤولة السياسيات الإسرائيلية بـ”فيسبوك” منذ عام 2016، كما شغلت قبل التحاقها بالموقع منصب كبير الموظفين في سفارة الاحتلال بواشنطن، وشغلت قبل ذلك منصب مستشارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لشؤون يهود الشتات. 

كما جاء تعيينها في “فيسبوك” تزامنا مع حملة نظمتها بهدف استهداف واسع لصفحات تخص نشطاء ومؤسسات وصحفيين فلسطينيين مناوئين للاحتلال، وخصوصًا حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات ومعاقبة الاحتلال الإسرائيلي BDS. 

ومع صعود جوردنا كوتلر، بادرت الشركة بحذف أعداد كبيرة من المتابعين للصفحات الفلسطينية ذات الرواج الكبير، وسبق أن أعلن موقع “المركز الفلسطيني للإعلام” أن “فيسبوك” حذف 200 من متابعي صحفته. وقد أقدم “فيسبوك” بحذف صفحة قناة “الأقصى” الفضائية، على الرغم من أنها تعد صفحة “موثقة” وتحمل “الشارة الزرقاء” لمجرد أن إسرائيل قد اتهمت القناة بلعب دور كبير في التحريض على عمليات المقاومة؛ مع العلم أن عدد متابعي القناة قد تجاوز النصف مليون متابع. 

كما أقدمت الشركة على حذف صفحات صحفيين فلسطينيين، تتهمهم إسرائيل بالتحريض على العنف. فقد حذف “فيسبوك” صفحة الصحافي راجي الهمص، مقدم البرامج الحوارية في قناة الأقصى، ناهيك عن أنها لا تتردد في حذف أية صفحة تحمل صوراً ورموزاً ذات ارتباط بالمقاومة، رغم أن المعطيات بيّنت أن 445 ألف دعوة لممارسة العنف وتعميم عنصريّ وشتائم ضد الفلسطينيّين نُشرت من قبل اليهود أنفسهم في فيسبوك خلال سنة 2017، بمعدل منشور تحريضيّ كل 71 ثانية. 

وفي سبتمبر 2016، وقّعت إدارة “فيسبوك” اتفاقًا مع وزارة “العدل” الإسرائيلية، يقضي بمراقبة المحتوى الفلسطيني على الصفحات والحسابات الشخصية، رغم أنه وبحسب تقرير إحصائي نشره المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي “حملة”، فإن نحو 82% من “الخطاب العنيف” ضد الفلسطينيين موجود داخل صفحات إسرائيلية عبر “فيسبوك”، وقال تقرير المركز إن صفحات ومجموعات إسرائيليّة يمينيّة تمارس العنف والتحريض ضد الفلسطينيّين “تزدهر” عبر “فيسبوك” على مدار العام، موضحًا أن “فيسبوك” تقوم بالتزامن مع التحريض ضد الفلسطينيين، بحظر وإغلاق عشرات الحسابات والصفحات والمجموعات الفلسطينيّة بحجة التحريض على العنف. 

ولا تعمل جوردانا كوتلر وحدها، بل ترافقها في رحلة السيطرة على فيسبوك أيضا صديقتها اليمينية نيكولا مندلسون، مسؤولة التسويق والعلاقات في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا بفيسبوك، وأيضا الصحفية الإسرائيلية جويش كرونيكل المصنفة بالمرتبة 85 من بين أهم 100 شخصية يهودية مؤثرة في بريطانيا. 

ولا يمكن النظر إلى الخطوات التي تقدم عليها “فيسبوك” كخطوات مهنية، بل كخطوات سياسية تهدف إلى تعزيز التنسيق والتعاون مع حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب، وذلك لأبعاد اقتصادية جاءت بعدما طالب أعضاء في البرلمان الإسرائيلي بفرض ضرائب على أنشطة الشركة في الأراضي المحتلة، بعد أن تبين تهربها من دفع الضرائب على عوائد إعلاناتها في الأراضي المحتلة، من خلال تسجيل أنشطتها هناك على أنها تتم في إيرلندا، وهو ما أثمر في النهاية عن تعيين كوتلر ورفيقاتها. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *