رخصة جديدة للإبادة.. “فيتو” أمريكي ثالث يجهض مشروع قرار أممي لوقف فوري لإطلاق النار في غزة 

 وكالات

استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي للمرة الثالثة منذ بداية الحرب في غزة، لمنع مشروع قرار يطالب بإعلان هدنة إنسانية فورية في القطاع المتضرر من العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر الماضي.  

وفي جلسة خاصة للتصويت على مشروع جزائري يطالب بضرورة وقف إطلاق نار إنساني وفوري في قطاع غزة، وبالسماح بإيصال المساعدات إلى القطاع، صوتت 13 دولة لصالح القرار، بينما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض، مع امتناع دولة واحدة عن التصويت. 

ويرفض مشروع القرار التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين، ويدعو إلى الالتزام بالقانون الدولي، ويجدد دعوته إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق إلى قطاع غزة وجميع أنحائه وتقديم ما يكفي من المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومستمر وبالحجم المناسب إلى المدنيين الفلسطينيين. 

ويؤكد المشروع مجددا التزامه الثابت برؤية حل الدولتين الذي تعيش بموجبه دولتا إسرائيل وفلسطين الديمقراطيتان جنبا إلى جنب في سلام وضمن حدود آمنة ومعترف بها. 

ويتطلب اعتماد قرار من مجلس الأمن الدولي- المكون من 15 عضوا- تأييد 9 أعضاء على الأقل لمشروع القرار وعدم استخدام أي من الدول دائمة العضوية للفيتو. والدول الخمس دائمة العضوية هي: الولايات المتحدة الأميركية، المملكة المتحدة، الصين، روسيا وفرنسا. 

وقبل التصويت، دعا السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وأشار إلى أن المشروع يسعى لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وأكد السفير على أهمية التوافق الدولي حول القرار واحترام القانون الدولي الإنساني. 

ومن جانبها، أعلنت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، معارضتها القرار، معتبرة أن وقف إطلاق النار فوراً قد يؤدي إلى تعقيد الصراع وتأخير الحلول الدائمة. وأشارت إلى ضرورة التوصل لاتفاق شامل يشمل إطلاق سراح الرهائن، مع التأكيد على أن الهدف النهائي هو تحقيق سلام دائم وشامل في المنطقة. 

وقال مندوب روسيا السفير فاسيلي نيبينزيا إن الولايات المتحدة الأميركية تواصل منح إسرائيل “ترخيصا للقتل”، مؤكدًا أن  الجزائر عقدت مناقشات بحسن نية لاعتماد مشروع قرارها، لكن واشنطن تواصل إصرارها على عدم تدخل المجلس في الخطط الأميركية، كما استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشاريع قرارات مماثلة في الماضي. 

وأضاف: “ندعو أعضاء المجلس إلى مواجهة الفوضى التي تمارسها واشنطن”، مشددًا على أن “الرأي العام لن يغفر بعد الآن لمجلس الأمن تقاعسه عن التحرك”. 

وعقب التصويت، أعرب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير جانغ جون عن خيبة أمل بلاده وعدم رضاها بشأن نتيجة التصويت. 

وقال إن ما دعا إليه مشروع القرار المقدم من الجزائر نيابة عن مجموعة الدول العربية، قائم على أدنى متطلبات الإنسانية وكان يستحق دعم جميع أعضاء المجلس. 

وأضاف أن نتيجة التصويت تظهر بشكل جلي أن المشكلة تتمثل في استخدام الولايات المتحدة للفيتو الذي يحول دون تحقيق إجماع في المجلس، وتابع أن الفيتو الأميركي يوجه رسالة خاطئة تدفع الوضع في غزة إلى أوضاع أكثر خطورة. 

وأكد مندوب الصين أنه “بالنظر إلى الوضع على الأرض فإن استمرار التجنب السلبي للوقف الفوري لإطلاق النار لا يختلف عن منح الضوء الأخضر لاستمرار القتل”. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *