د. ممدوح سالم يكتب عن عدوان الاحتلال على غزة: وجع 

وصلتني تلك الرسالة من صديق قدم لي نفسه أنه كان أحد حضور ندوة ألقيتُ فيها قصيدتي (لمن يا دجلةُ الشكوى) إبان احتلال أمريكا أرض الرافدين، مطلعها: 

لمن يا دجلة الشكوى… إذا أضحى الفرات دما 

وأقول فيها: 

وأمريكا بفيتو ظالم 

 يحمي الذي ظلما 

إذا تُركِت ذئاب القدس 

 قامت تطلب الحرما.. 

يقول:  

“ينتابني وجع شديد كلما طالعت مشهدا إخباريا لما يحدث على أرض فلسطين المحتلة، مثلي كمثل ملايين المصريين المحتشدين بقلوبهم قبل أعينهم أمام القنوات المختلفة.. الوضع في غزة موجع، بل مؤلم وفريد بحق!. 

تبدو غزة فريدة في كل شئونها، صمودها، أرضها، رجالها حتى أطفالها والنساء. تتجدد في كل لحظة ميلاد شهادة ارتقاء، وتولد في ساعة الموت ألف نفس تستعد لاستقبال الموت والشهادة دفاعا عن الأرض. 

لا ينبغي أبدا أن نتصور أن المعركة وحق المقاومة مع دولة الاحتلال بدأت في السابع من أكتوبر، بل هي أسبق بعقود كما يعلم الجميع.. والذي يجب أن تعلمه الأجيال أن جرائم المحتل وعدوانه على الأراضي العربية لا ينكرها إلا خائن لحقوقنا في إظهار ذلك العدوان.. مذبحة مدرسة بحر البقر والعدوان الغاشم على مدن القناة، العدوان على مرتفعات الجولان واحتلالها، أوجاع بيروت وأنينها جراء عدوان الثمانينيات، ومن قبل وبعد ذلك النهر الدموي لمذابح دير ياسين وصبرا وشاتيلا والخليل، انتهاكات حقوق السكان وتجريف مزارع الزيتون لسكان الضفة الغربية.. 

دولة الاحتلال لا يسكتها التفاوض بفعل التاريخ هذا من جهة، ولا يسكن أوجاعنا تجاه أفعالها الإجرامية وفق توصيف القوانين واللوائح المنظمة إلا قوة موحدة على قلب رجل واحد لا يأبه بتهديدات الدولة العظمى، ولا يكترث لعصابة أمم اجتمعت على إبادة العالم الثالث ليخلو لهم العالم دوننا.. 

فهل من مجيب؟” 

فأجبته: متى اجتمعت الكلمة كان القرار في ضوء المسؤلية. 

#ود_سالم 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *