د. رحاب إبراهيم تكتب: دروس الفقد.. (ابداعات)

في الثانية عشرة من عمري

 تباهيت بأن لي قلبا

لا يخشى الفقد

كنت أحصي عشرة أشخاص أعرفهم توّفوا

 وأني بذلك قد أنهيت أحزاني

 فما الذي يمكن أن يحدث بعد

 أذكر منهم

  أمي

وجدتي لأمي

 وجدّي لأبي

والثلاثة لم تكن تربطني بهم ذكريات قوية تُذكر

جدي وجدتي يقيمان بعيدا

و أنا

لست أكبر ولا أصغر أحفادهما

عدا المواسم والأعياد

 التي كنا نذوب فيها كأطفال وسطهم

 لا مواقف محددة تقودني للبكاء

أما أمي

 فالمرض أخذها قبل الموت بوقت كاف

لنسيان معظم التفاصيل التي كانت تجمعنا

باقي الأشخاص العشرة لا أذكرهم

بالتالي عرفت أن الفقد هو

شيء ليس مؤلما تماما

يحدث هذا حين لا تدري ماذا فقدت بالتحديد ..

“من لا يملك لا يفقد”

هكذا كنت أقول

وهكذا أيضا

 تقلصت الأشياء التي حرصت على الاحتفاظ بها

بعدها

جعلتني الدنيا أتهجى دروس الفقد على مهل

من أكون لأفلت من عصا الدرس

أنا التي أردت كل شيء

لم ألهث خلف شيء

كنت أقبض يدي على الفراغ

غير مصدقة

كيف تنفلت الأحلام

وأين تذهب

مثل عجوز حكيمة تقيم في كهف

 أنصح أصدقائي :

السعادة يا رفاق لن تهبط فجاة على رأسك

كهدية من السماء

في الحياة لا توجد هدايا مجانية

أقولها

وأخرج إلى الشرفة

أتأمل الأفق

أنتظر اللحظة

 التي سوف تهبط فيها على رأسي

“العالم لن يحبك لمجرد أنك شخص طيب

والحياة ليست أمك كي لا تتركك تنام بغير عشاء”

أقول لابني

درس التخلّي لم يمنع دروس الإصرار

والمثابرة

أمشي لأنه لا يمكنني الوقوف

وأردد

الرحلة لا الوصول

بينما عقلي يضحك ساخرا :

التذاكر

أحب القصص لأنها تنتهي!

تقف النقطة آخر السطر بوضوح

حتى تلك التي نسميها

 ” مفتوحة النهايات”

نعلم أن هناك جملة

لا يوجد بعدها ما يقال

أما القصائد فتصيبني بالارتباك

أية قوة تستطيع إنهاء قصيدة؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *