د. جودة عبد الخالق لـ السيسي: الأزمة الاقتصادية سببها غياب الأولويات والتورط في مشروعات دون دراسة والتركيز على الحجر وإهمال البشر  

الوزير الأسبق: الأزمة الاقتصادية ليست بسبب كورونا أو الحرب في أوكرانيا بل الحصاد المر للسياسات التي طبقتها الحكومات المتعاقبة  

الفقر أصبح أكثر اتساعًا وعمقًا والأزمة الأوكرانية تأثيرها على الدول الواقعة في بؤرة الأزمة أقل بالمقارنة بحالتنا 

لحل الأزمة الاقتصادية الطاحنة نحتاج إلى تغيير جذري في التوجهات والسياسات وإلى مسؤولين على مستوى الحدث  

هل يكون هذا الجنون في الأسعار مقدمة لثورة جياع؟.. أتمنى ألا يحدث ذلك وأحذر منه  

كتب: عبد الرحمن بدر 

علق الدكتور جودة عبد الخالق، وزير التموين الأسبق، والخبير الاقتصادي، على تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته للأكاديمية العسكرية مؤخرًا، مؤكدًا أن الأزمة الاقتصادية التي نعانى منها هي الحصاد المر للسياسات التي طبقتها الحكومات المتعاقبة خلال السنوات العشر الماضية.  

وتابع في مقال بصحيفة الأهالي، الأربعاء، تحت عنوان: (عفوا سيادة الرئيس..بل حكومتكم سبب أزماتنا): الرئيس قال بصورة قاطعة: “إن الأزمة الاقتصادية التي نعانى منها لم نكن نحن السبب فيها”. وأنا أختلف مع سيادة الرئيس، وليعتبر مناقشتى لكلامه جزءًا من الحوار الوطنى الذى دعا إليه.  

وأضاف: الأزمة الاقتصادية التي نعانى منها ليست كما تدعى الحكومة بسبب عوامل خارجية (كورونا أو الحرب في أوكرانيا)، بل هي الحصاد المر للسياسات التي طبقتها الحكومات المتعاقبة خلال السنوات العشر الماضية.  

وأوضح: هذه السياسات كان جوهرها إجمالا غياب الأولويات، مع التركيز على الحجر وإهمال البشر، وكان حاصلها التورط في مشروعات سُميت قومية دون دراسة كافية، والتمادى في الاستدانة، وإهمال الإنتاج الوطنى في الزراعة والصناعة لصالح أنشطة التجارة والعقارات، وممالأة المحتكرين والاحتكارات.  

وقال عبد الخالق: الفقر أصبح أكثر اتساعًا وعمقًا، وللعلم، فإن الأزمة الأوكرانية كان تأثيرها على الدول الواقعة في بؤرة تلك الأزمة أقل بالمقارنة بحالتنا. فكيف يمكن القول أنها هى السبب في أزمتنا؟. 

وتابع: لحل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي نعيشها، نحتاج إلى تغيير جذري في التوجهات والسياسات. مطلوب إستراتيجية للإصلاح وسياسات رشيدة وإجراءات ناجزة، وإلى مسؤولين على مستوى الحدث. ونحتاج أيضًا إلى ألية للمحاسبة والمساءلة. فأين نحن من كل هذا؟، وأذكر الرئيس بتجربة المؤتمر الاقتصادى الذى عقدته الحكومة 23-25 أكتوبر من العام الماضى، بعد موجة من التهليل والتكبير. وأذكره أيضًا بالمؤتمر الاقتصادى الذى سبقه في شرم الشيخ عام 2015. فماذا كان الحصاد؟ تمخض الجبل فولد فأرًا، كما يقول المثل!. 

واختتم: باسم الغلابة، أشكر للرئيس تقديره لخطورة مشكلة الغلاء. وننتظر منه التحرك الجاد لحل المشكلة. ولكن نذكره بتصريح تناقلته وسائل الإعلام عن وزير التموين نصه “لو الناس زعلانة من ارتفاع الأسعار أقول لهم وجود السلعة أهم من اختفائها”. فمن نصدق: رئيس الجمهورية أم وزير التموين؟ وإلى الرئيس والوزير رسالة من الغلابة: سعر زجاجة الزيت وصل 70 جنيها وسعر كيلو الأرز 30 جنيها وسعر كيلو السكر 30. فهل يكون هذا الجنون في الأسعار مقدمة لثورة جياع؟ أتمنى ألا يحدث ذلك، وأحذر منه. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *