د. إيهاب الطاهر يكتب عن خطورة عمل شباب الأطباء لفترات طويلة: عدد ساعات العمل المتصلة

للأسف ما نراه بمصر من تكليف بعض شباب الأطباء بالعمل فترات طويلة قد تصل أحيانا إلى العمل لمدة ثلاثة أيام متواصلة، هو أمر فى غاية الخطورة على الطبيب والمريض والمنظومة الصحية. 

للأسف لا توجد قوانين خاصة بمقدمى الرعاية الصحية بمصر تنص على تحديد حد أقصى لعدد ساعات العمل المتواصلة. 

فقانون المستشفيات الجامعية رقم 19 لسنة 2018  ولائحته التنفيذية رقم 4767 لسنة 2019 (وهو المطبق على أعضاء هيئات التدريس ومعاونيهم)، لم ينصا على حد أقصى للنوبتجيات أو لساعات العمل المتصلة. 

وقانون 14 لسنة 2014 (وهو القانون الخاص المطبق على أعضاء المهن الطبية بوزارة الصحة)، قد وضعت المادة 14 منه حدا أقصى لعدد النوبتجيات (التى يصرف عنها مقابل مالى)  فمثلا حددت عدد 10 نوبتجيات مسائية + 10 نوبتجيات ليلية شهريا للطبيب المقيم بمقابل 30 جنيه لكل نوبتجية مسائية و 45 جنيه لكل نوبتجية ليلية ..  إلا أن القانون  لم يضع حدا أقصى لعدد ساعات العمل المتصلة. 

وقانون الخدمة المدنية رقم 81 لسنة 2016 (وهو القانون العام الذى تطبق بعض أحكامه فى حالة عدم وجود ذكر لها بالقانون الخاص)،قد نصت المواد أرقام  46 و 47  على ألا يقل عدد ساعات العمل الأسبوعية عن خمس وثلاثين ساعة ولا تزيد على اثنتين وأربعين ساعة، ويجوز تشغيل الموظف في عطلات المناسبات الرسمية فى حالة الضرورة مع منحه أجرًا مماثلا مضافا إلى أجره أو إجازة عوضًا. 

أما قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 (وهو المطبق على العاملين بالقطاع الخاص)، فهو القانون الذى تحدث عن عدد ساعات العمل من المواد أرقام 80 حتى 87 وملخصها كالتالى:  

لا يجوز تشغيل العامل تشغيلا فعلياَ اكثر من 48 ساعة أسبوعيا   وفي جميع الأحوال لا يجوز أن تزيد ساعات العمل فى اليوم الواحد عن عشر ساعات باستثناء عمال النظافة والحراسة    ويستثنى من ذلك الظروف الاستثنائيه بشرط موافقة الجهة المختصه على المبررات والمدة اللازمة لاتمام العمل، ويستحق العامل فى هذه الحالة بالإضافة الي أجره الاصلي أجرا عن ساعات التشغيل الاضافيه بحيث لا يقل عن الاجر الذي يستحقه العامل مضافا إليه (35%) عن ساعات العمل النهارية ،و (70%) عن ساعات العمل الليلية . 

فى الحقيقة أرى أنه يجب وضع لوائح دقيقة تحدد عدد ساعات العمل القصوى الأسبوعية وكذلك المتصلة بما فيها النوبتجيات ولنا أن نسترشد فى ذلك ببعض الدول الأخرى، وذلك حفاظا على الأطباء والمرضى فى وقت واحد، فالطبيب هو إنسان يحتاج لساعات راحة للحفاظ على صحته وحياته وكذلك حتى يستطيع التركيز لأنه مسئول عن أرواح المواطنين، والمريض يحتاج طبيب فى كامل وعيه وتركيزه حتى لا يخطىء فى اتخاذ القرار الصحيح وفى الوقت المناسب. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *