جمعة رمضان يكتب: يونيه .. صندوق المرار والعجب العجاب !

( ١ )
وكما ان شهر يونيه متخم بالنكسات التاريخية على الصعيد العام ( أوله وأوسطه وآخره !! ) فقد ابى الا ان يترك أيضاً بصمته الخاصة الموجعة التي لن تنمحي من ذاكرة مواطن صدق شائعة انه مواطن في دولة قانون .. ففي مثل هذا اليوم ١٥ / ٦ / ٢٠١٧، وقبل نصف ساعة من موعد الافطار ( توافق مع شهر رمضان ) تم مداهمة منزله واقتياده معصوب العينين الى جهة غير معلومة، قبل أن يظهر في اليوم الرابع أمام جهات التحقيق ومن ثم أمام هيئة المحكمة متهماً بعدة تهم سياسية من العيار الثقيل برأته المحكمة منها جميعاً بفضل كتيبة من المحامين الشرفاء ومحقق شجاع وضمير قاضي عادل وان بقيت ذكراها وستظل تفاصيل حزينة لجرح عميق منحوت على وجه الوطن ندبة غائرة لن تزول .. أو كما احتواها هذا النص المتواضع .
( ٢ )
………………
الزمان : زي النهاردة وقريبا من هذا التوقيت ١٥ يونيه ٢٠١٧ م الموافق ٢٣ رمضان .
المكان : شقة دور خامس اسكان شعبي باحدى المدن الجديدة
التوقيت : مساء داخلي
الشمس تكاد تختفي خلف الافق ..
هكذا بدا المشهد الخارجي من شباك بلكونة المطبخ ، صوت الشيخ رفعت من ميكرفون المسجد المجاور يغالبه طنين مراوح السقف الثلاث الموزعة في غرف الشقة، وجبة الافطار الاستثنائية كانت على هوى الصغار ( حواوشي بيتي باللحمة البلدي )، الاب المنشغل في تجهيز مكونات طبق السلاطة بعيدًا عن اهازيج ابنائه وشغبهم الدائر حول نصيب كل منهم من ارغفة الحواوشي، الابن الاصغر يتودد لمقاسمته نصيبه من الارغفة، الابنة الصغرى منشغلة بهاتفها الجديد متملصة من مهمة اعداد العصير فتزجرها الوسطى ( بنفسج ) المختصة بغسيل المواعين .
زحام شديد في المطبخ، خمسة صائمين آمنين يسابقون الوقت والصهد لتجهيز وجبة الافطار الاستثنائية، وحده الابن الاكبر طالب الثانوية العامة جالسًا على مكتبه يتابع دروسه عبر الهاتف مع رفاقه .
الطقس الرمضاني المعتاد، شغب الصغار اللذيذ، رائحة الحواوشي تزغزع الانوف وتعصف بعصافير البطن … ثمة طرقة غير معهودة بالكاد التقطتها وتجاهلتها الاذان المحتشدة في المطبخ والمنتشية بشقشقة الدهن المتسرب حول ارغفة الحواوشي الخارجة لتوها من الفرن، الطرق يزداد ويتتالى متحولًا الى رزع عنيف، صيحات مزمجرة افتح افتح واخرى تهدد وتسب وتتوعد، ارتجفت القلوب وبدأت تتحقق الهواجس، يتحرك الجميع مزعورًا في انحاء الشقة لستر نفسه، يخر باب الشقة الخارجي صريعًا ويهوي آخذا معه جانب من النيش ،، لحظات رعب اثقل من يوم الحشر لم ولن يبرأ من هولها الصغار وقد اقسموا الا يغفروها وان غفر !
…………………..
( ٣ )
مشهد أول .. كبيرهم : انت فلان ؟ .. بطاقتك ومش عايز اسمع نفس .. يكررها متوعدا بالعاقبة في وجه الصغار المذعورين قبل ان ينهر تابعيه المنهمكين في بعثرة الكتب : انا قولت بلاش ترموا الكتب الدينية يا بهايم !
مشهد ثان : محذوف
مشهد ثالث : كبيرهم ينتزع صورة جيفارا ويلقيها ارضاً قبل ان تداس مع عشرات الكتب بالاقدام !
مشهد رابع : محذوف
مشهد خامس : تعصب عينا الاب ويقاد الى جهة غير معلومة ( أُوهموه ان وجهتهم إحدى مدن الساحل الشرقي ) !
مشهد سادس : محذوف
مشهد سابع : محذوف
مشهد ثامن : محذوف
مشهد تاسع : محذوف
مشهد عاشر : تداعي متخيل لتسعة ايام سردابية مريرة تسيدتها آلهة الظلام المختارة وما اصطلح عليه بعجب العجاب !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *